( قبل فنجان القهوة) فرضيات ثلاث لاستقالة كبير المفاوضين

2011-06-13

 كنت//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/04ea2a52-398b-4195-9ada-9b93767d33ae.jpeg انتظر وغيري كثيرون مثل هذه اللحظة ومنذ سنين كي نلقن درسا للكيان الصهيوني ولكن الدرس هنا اختلف , فالمُدرس والمستفيد هو غيرنا , وللإسف أن جاءت استقالة كبير المفاوضين صائب عريقات في غير موعدها المفترض ولغير الطرف المفترض أن توجه إليه , ولغير السبب الذي من أجله كان أيضاً يُفترض . في غمرة الأحداث الجارية في مصر العروبة , مصر الثورة , مصر العزة والكرامة كنا وما زلنا نقول قبل الثورة وأثناءها ونؤكد بعدها أن كرامةَ شعب له من التاريخ والماضي ما يكفي أن يغير واقعه , اليوم نؤكد أن الخير قادم لهذه الشعوب طالما هي متمسكة بحقها مطمئنة لتحقيقه . وسط هذه الدهشة وهذا الذهول لتحقيق هذا الانتصار , خرجت لنا الوثائق السرية والمسربة من دائرة المفاوضات الفلسطينية حيث تم نشرها من على شاشة الجزيرة شبه متزامنة مع ثورة 25 يناير, والتي لم تفاجئ كثيرا من المراقبين , فلم يتسنى للمختصين أو الباحثين أن يدرسوا مثل هذا فضلا عن العامة والذين يعيشون ألماً مراً في شطري الوطن , فمن يعتقد أن الذي يجري في الضفة يختلف عن ما يجري في غزة , مخطىء في تقديري بل مخطىء من ظن ذلك , فَكَمُّ الضغوطات كبير وكبير جدا لعامة الشعب , وشبه متساوٍ في شطري الوطن مع اختلاف نوعيته , بل مع اختلاف حقيقته . فإذا كانت غزة المحاصرة حصارا عربياً قبل أن يكون حصارا اسرائيليا , فالضفة تذبح وتقطع بايدي الصهاينة والمستوطنين , على صعيد الأرض عملياً وعلى صعيد التنازل نظريا حتى وان لم يكن هناك اتفاق . فالكيان الصهيوني يعربد بالضفة الغربية ليل نهار , أسقط بدوره كل الإتفاقيات الموقعة بل لم يُبقى منها عُشر معشار الحقوق زاعماً عدمية وجود من يتفاوض معه من الجانب الفلسطيني , وهذا شأن يهود . فكانت الفرضية الأولى ان يقوم كبير المفاوضين ومن معه بدائرة المفاوضات جميعهم وعلى رأسهم القيادة السياسية ممثلة برئيس السلطة الفلسطينية بمصارحة الشعب الفلسطيني بحقيقة ما يجري ووضعهم عند المسؤولية والمصلحة العليا للشعب الفلسطيني في وقت سابق وكأقصى حد قبيل مؤتمر انابولس المنعقد في 13 ديسمبر 2007 والذين جُروا له جراً , فلسطينيين وعرب , وكان فعلاً من السذاجة ان تساق هذه الأمة العربية بما تملك من مقدرات وما تمثله من عدد , وراء هذا الوهم , أما الفرضية الثانية فينبغي أن توجهها للشعب الفلسطيني مصارحة إياه بالحقيقة وللأمة العربية كذلك , مخاطبة العالم بأسره , نابذة للكيان الصهيوني حلمه , أما الفرضية الثالثة أن لا تكون الاستقاله بسبب وثائق سربت بل بسب حقوق انتهكت , ما يجعلني أؤكد أن المسؤولية باقية والشجاعه قائمة اذا ما أردناها فعلى السلطة أن لا تسير بمثل هذا الطريق إلا بعد مطالب ثلاث , الأول تقديم دراسة كاملة للشعب الفلسطيني عن المسيرة السلمية المقتولة مرفقة بتقييم شامل لتلك المرحلة - لعلي أتعرض لها في مقال آخر- واطلاعه على الحقيقة الكاملة والثاني اعلان نبأ وفاة المسيرة السلمية واغلاق ملف المفاوضات والثالث استفتاء للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات للمواقف القادمة قبل وبعد حدوثها .لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار. وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة Dr.mansour_sal@yahoo.com

د. منصور سلامة

الارض المقدسه -  طولكرم

Dr.mansour_sal@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved