
قالوا الوحيدُ مضى ..
قالوا الوحيدُ نسى
وفكَّروا انَّ قلباً في البعادِ قسا
وربَّ اِمرأةٍ قالتْ:
أمِن حجرٍ قلبُ الفتى فيه مجرى الماءِ قد يبسا ؟!
ردَّ الفتى وأتى
صوتٌ قديمٌ بهِ الدنيا بدتْ أبدا
لا تسألوه متى !
بقلبِهِ كان قلبُ الوقتِ قد سجدا
وهاهو الآن يمضي واحداً أحدا .. وكلّكم معه كيف الوحيدُ نسى؟!
* كتبتُ هذه القصيدة بداية التسعينيات من القرن الماضي ونشرتها آنذاك في جريدة القدس العربي الصادرة في لندن .
في القصيدة تجريب على صعيد الشكل تعمدتُ فيه ان تجتمع انماط الشعر العربي من الشكل العمودي الخليلي وشعر التفعيلة ( أو مايُسمى الشعر الحر ) والقصيدة المدورة في نصٍ شعريٍ واحد، حيث لا يُخفى على القارىء الكريم ان بالأمكان كتابة هذه القصيدة على الشكل المدور حيث تصبح القوافي المتعددة داخل النص أو مايمكن تسميته بالقوافي الداخلية في حين يستمر الأيقاع مدوراً من البداية حتى النهاية .
أود أيضاً التنويه وبكل صدق وأمانة انني حين كتبتُ هذا النمط لم أكن مقلِداً لأحد أو عارفاً مسبقاً ان أحد الشعراء الروّاد أو الكبار كان قد اجترح أو أبتكر هذا النمط الكتابي من قبل!
كانت تحدوني في هذا المسعى رغبة التجريب وابتكار الجديد والمساهمة في الأضافة النوعية والرد على عزلة الأغتراب والأهمال والنسيان من الوسط الأدبي العربي الذي بالغ بالفعل في تجاهل الشعراء والأدباء الحقيقيين ليرفع المزيفين وأنصاف أرباع الموهوبين، هذا بالأضافة الى دوافع الكتابة الشعرية والأدبية ورغبة التعبير عن الحنين الى الوطن ومرابع الطفولة والأهل !!