
أقولُ لكم أيها العالمونَ ، أقولُ لكم أيها الغافلونْ
ُليَ النهرُ والضفتانِ وليْ النهرُ والضفتانِ ولي جزرةٌ في المياهِ وأربعُ من رائعاتِ الضفافِ، ولي كوفةُ البابليينَ كوفةُ أهلي، ولي في الجنوبِ طيورٌ أتتْ من أقاصي الشمالِ لكي يصدحَ اللحن في وهجِ الشمسِ من وهجِ الشمسِ وهي تغني الحياةَ بناتِ العراق الحميمِ شتاءً بناتِ السويدِ الودودِ وغدرانِ سيبيريا انْ أتى الصيفُ طرنَ وأوعدنني بالرجوعِ الى النخلِ في موسمٍ قادمٍ وجميلٍ بهِ الزهرُ والوردُ من كلِّ طيبٍ ولونْ
وليْ جدي الطيبُ المتنبي اباريه حيناً فيعلمني انْ أكونَ الوريثَ الأمينَ لما كانَ ينوي كتابتَهُ من صحائفَ في لغةِ الجنِّ طافتْ على النجمِ نجماً فنجماً ترانيمَ ماعرفَ العارفونَ تآويلَها أومعاني الأسانيدِ فيها فكيفَ سيدري بها الجاهلونْ
ليَ النخلُ تحتَ الشموسِ جميلاً نبيلا، بهياً قوياً، شفيفاً أليفاً يعابثُهُ الريحُ كي ينشدَ النهرُ أو ينشدَ القائلونْ
لي الأبوذياتُ رتَّلَها قاربٌ عابرٌ في الزمانِ وضدَّ الزمانِ الى أصلِ ذاكَ الزمانِ، الى سومرَ الحسنِ والماءِ حيث الرفاقُ رفاقي وقد غادروا القبرَ من توِّهم وأتوا للحياةِ جديداً على شاطيء النهرِ يغتسلونَ ويحتفلونْ
أقولُ لكم أيها العالمون، أقولُ لكم أيها الجاهلونْ : أنا مَن تبقى لكم ان أردتمْ قلوباً يطهرُها الحبُ من كلِّ رجسٍ ومن كلِّ حقدٍ ومن كلِّ جُبنٍ ومن كلِّ غدرٍ، أنا ما تبقى لكم ان أردتم جباهاً تعانقُ سعفَ النخيلِ علواَ وتسألُ حريةَ الأفقِ اذْ يسأل السائلونْ
واهملوا مايقولُ القطيعُ ثغاءً فهمْ للعدوِ الغريبِ عبيدٌ وما بينَ أخوانهم يشمخونَ ويستبسلونْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : زمان ومكان كتابة هذه القصيدة الأول من نوفمبر ـ تشرين الثاني ـ 2018 في برلين