ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ھﻨﺎك وﺳﯿﻠﺔ دﻗﯿﻘﺔ ﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ﻧﻮع اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻀﻮﺿﺎء واﻵﺛﺎر اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻷن ھﺬه اﻵﺛﺎر ﺗﺨﺘﻠﻒ
ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻵﺧﺮ وھﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﻀﻮﺿﺎء :
وﯾﺘﻨﺎﺳﺐ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ وﺷﺪة اﻟﺨﻄﻮرة ﻃﺮدﯾﺎً ﻣﻊ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻌﺮض .
. أ ﺷﺪة اﻟﺼﻮت ودرﺟﺘﮫ : واﻟﻌﻼﻗﺔ ﻃﺮدﯾﺔ أﯾﻀﺎً .
ب. ﺣﺪة اﻟﺼﻮت : اﻷﺻﻮات اﻟﺤﺎدة أﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﯿﺮاً ﻣﻦ اﻟﻐﻠﯿﻈﺔ .
.ج اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺪر اﻟﺼﻮت : ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ زاد اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ .
. د ﻓﺠﺎﺋﯿﺔ اﻟﺼﻮت : ﻓﺎﻟﺼﻮت اﻟﻤﻔﺎﺟﺊ أﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﯿﺮاُ ﻣﻦ اﻟﻀﺠﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة .
.ھـ ﻧﻮع اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﯾﺰاوﻟﮫ اﻹﻧﺴﺎن أﺛﻨﺎء ﺗﻌﺮﺿﮫ ﻟﻠﻀﻮﺿﺎء ﻣﺜﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﺷﺪﯾﺪ ﻏﯿﺮ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺎدﯾﺔ .
أﻧﻮاع اﻵﺛﺎر :
١. اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﻲ :
ﯾﺆدي ارﺗﻔﺎع اﻟﺼﻮت ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺪل اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ إﻟﻰ ﻧﻘﺺ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺤﯿﻮي واﻹﺛﺎرة واﻟﻘﻠﻖ وﻋﺪم اﻻرﺗﯿﺎح اﻟﺪاﺧﻠﻲ
واﻻرﺗﺒﺎك وﻋﺪم اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻓﺎﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﻀﻮﺿﺎء ﻟﻤﺪة ﺛﺎﻧﯿﺔ واﺣﺪة ﯾﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻟﻤﺪة (٣٠) ﺛﺎﻧﯿﺔ ..
وﺗﺒﯿﻦ اﻟﺘﺠﺎرب أن ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻤﺪارس اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻀﺠﯿﺞ ﺷﺪﺗﮫ ٥٠ إﻟﻰ ٦٠ دﯾﺴﯿﺒﻞ ﻇﮭﻮر اﻟﺘﻌﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل
ﺷﻌﻮرھﻢ ﺑﻄﻮل وﻗﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﺴﺘﮭﻠﻜﻮن وﻗﺘﺎً أﻃﻮل ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﺘﻤﺎرﯾﻦ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻻ ﺗﻈﮭﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ
اﻷﺟﻮاء اﻟﮭﺎدﺋﺔ (٣٧-٣٠ دﯾﺴﯿﺒﻞ ) ﻛﻤﺎ ﻟﻠﻀﺠﯿﺞ أﺛﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻔﻜﺮي ﻟﻸﻃﻔﺎل .
.٢ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ اﻟﻌﺼﺒﻲ :
ﺗﺼﻞ اﻟﻀﻮﺿﺎء ﻋﺒﺮ اﻷﻟﯿﺎف اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﻼﯾﺎ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺦ ﻓﺘﮭﯿﺠﮭﺎ وﯾﻨﻌﻜﺲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ
أﻋﻀﺎء اﻟﺠﺴﻢ ﻛﺎﻟﻘﻠﺐ ﻓﺎﻟﻀﻮﺿﺎء وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺘﮫ ﺿﻌﯿﻔﺔ ﯾﺴﺒﺐ اﻧﻘﺒﺎض ﻓﻲ اﻷوﻋﯿﺔ اﻟﺪﻣﻮﯾﺔ ﻓﺒﻌﺪ ٣ﺛﻮانٍ
ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ اﺑﺘﺪاء ﺿﻮﺿﺎء درﺟﺘﮭﺎ (٨٧ دﯾﺴﯿﺒﻞ ) ﺗﻨﻜﻤﺶ اﻟﺸﺮاﯾﯿﻦ اﻟﺼﻐﯿﺮة ﻓﯿﻨﻘﺺ ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻣﺎء داﺧﻠﮭﺎ
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻟﻀﻮﺿﺎء ﺗﺤﺘﺎج اﻷوﻋﯿﺔ اﻟﺼﻐﯿﺮة إﻟﻰ ( ٥دﻗﺎﺋﻖ ) ﻛﻲ ﺗﻌﻮد ﺳﯿﺮﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ..
٣) اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﻊ :
ﻻﺷﻚ أن ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺴﻤﻊ ھﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﯿﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻀﺠﯿﺞ وﺗﺒﺪأ اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ ﻗﺴﻮة اﻟﺼﻮت ﻋﻨﺪ وﺻﻮل
ﺷﺪﺗﮫ ﻷﻋﻠﻰ (٥٠) دﯾﺴﯿﺒﻞ .. وﯾﺤﺪث اﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻊ ﻋﻨﺪ (٨٠ دﯾﺴﯿﺒﻞ) أو أﻋﻠﻰ ..ﻓﯿﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻄﻨﯿﻦ ﻓﻲ اﻷذن
ﺛﻢ ﺻﺪاع داﺋﻢ واﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﺳﻤﺎع اﻷﺻﻮات اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ..
وھﺬه اﻟﻀﻮﺿﺎء ﺳﺒﺐ ﻷﻛﺜﺮ اﻟﺤﻮادث ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻷن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻻ ﯾﺴﻤﻊ ﺗﺤﺬﯾﺮ زﻣﻼﺋﮫ ﻋﻨﺪ وﻗﻮع اﻟﺨﻄﺮ ..
وﻗﺪ ﯾﺘﻮﺳﻊ اﻟﻀﺮر إﻟﻰ اﻟﺼﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﺼﻮت ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻛﺎﻧﻔﺠﺎر اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺸﻖ ﻃﻠﺒﮫ اﻷذن ..
٤) اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪورة اﻟﺪﻣﻮﯾﺔ :
اﻟﺘﻘﻠﺼﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻌﯿﺮات اﻟﺪﻣﻮﯾﺔ ھﻮ رد ﻓﻌﻠﻲ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﻟﻠﻀﻮﺿﺎء اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ وﯾﺆدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﺿﻐﻂ اﻟﺪم ﻓﻲ
اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢٧% ﻣﻘﺎﺑﻞ ٢.١% اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﮭﺎدﺋﺔ .
٥) اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ وﺣﺴﻦ اﻷداء :
ﺗﻨﻘﺺ اﻟﻜﻔﺎءة أﺛﻨﺎء اﻟﻀﺠﯿﺞ وﯾﺰداد اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻘﺼﻮر وﻧﺮى ﻓﻲ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻤﻞ ﺗﻢ إﻧﻘﺎص
اﻟﻀﻮﺿﺎء ﻟﺪﯾﮭﻢ :
. أ ﻗﻠﺖ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺑﻤﻌﺪل ٢٩%.
ب. ﻗﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻹﻗﻄﺎع ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌﺪل ٤٧%.
ج. زادت ﻧﺴﺒﺔ اﻹﻧﺘﺎج ﺑﻤﻌﺪل ٩%.
وﻓﻲ دراﺳﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﺪارس اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﯾﻤﺮ ﺑﻘﺮﺑﮭﺎ أﺣﺪ اﻟﻄﺮق اﻟﺴﺮﯾﻌﺔ ﯾﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻀﻮﺿﺎء ﻣﺴﺘﻤﺮة ﺗﺼﻞ
ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ (٧٠ دﯾﺴﯿﺒﻞ ) ﺗﻜﺜﺮ أﺧﻄﺎؤھﻢ اﻹﻣﻼﺋﯿﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺮك اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ وﺗﻘﻞ ﻋﻨﺪ إﻏﻼﻗﮭﺎ !
ﻣﻦ إﻋﺪاد : اﻟﻤﮭﻨﺪس ﻋﺒﺪاﻟﺤﻔﯿﻆ أﺣﻤﺪ اﻟﻌﻤﺮي