الذكرياتُ الوحيدةُ،
تُركَنُ على الرفِّ، وتُهمَل..
وجوهٌ دامعةٌ،
تباعدُها المحطاتُ،
قطارٌ يُغادرُ ذاتَ غفلةٍ،
يطرقُ إيقاعَ الوداع،
والمحبرةُ القديمةُ
تتسلَّلُ وأقلامها إلى الكتابِ،
وهي تنوح
ورقةٌ مدعوكةٌ،
خلف ورقةٍ مدعوكةٍ،
تغادرُ منضدتي بحزنٍ،
إلى سلَّةِ العِناد
كلماتٌ اردِّدُها مثلَ مهووس
هنا فَراشاتٌ
وهناكَ أشجارٌ خضرٌ وألوانْ.
مع ذلك فالأسوَدُ والأبيضُ،
يملآنِ عيني.
هنا تغاريد وزقزقةٌ،
وهناك حكاياتٌ طريفَةٌ،
مع ذلك فالحزنُ ينتشرُ في المكانْ.
هاتِ غليونَكَ،
أيها الجدُّ العجوزُ كثيرُ الوصايا
كي اصنعَ منهُ حلقاتٍ مِن دخانْ.
أعرني عدسةَ تكبيرٍ،
لأبحثَ عن صوري الملوَّنَه.
ناولني آلةَ التصويرِ،
وخُذْ بسمةً ثابِتَه.
كلماتٌ اردِّدُها مثلَ مَهووس
ويدنو من قلبي ظَبيٌ،
يشقُّ تَراكُمَ الثلوجِ،
غيرَ مكسورِ الشكيمةِ،
وأنا أترصَّدُه،
شاهراً سهمي مصوباً،
فيقطع وتري،
مِن شدَّةِ كلماتي التي لمْ ارددها
إلا وأنا مهووس
**