"اطرقوا ثلاث طرقات على قبري اذا سقط الطاغية حتى اعلم ان ليل العراق قد انتهى".
هكذا كان العراق، لا فرق بين نهاره وليله، كان أنشودة يترنمها المناضلون بعذاباتهم، حتى يجيء موسم البوح والغناء.
كيف ترخي عيونك
والنهر يغلي دماً
والعناق
بين نهريك ... دجلة تأتي إليك
ويأتي إليك، يأتي الفرات، وتأتي عيون الرفاق
لم ينقش في قصائده معارضة الظلم بطرا، بل هي قضيته التي جسّد دورها مع كادحي شعبنا، نضالا وتضحية، لإسقاط نظام أوقف فصول الخبز وأسس للجوع ماكنة تحصد حتى الأنفاس.
كيف يكتب قصائده والنظام ذاته يقتل الطبيعة والجمال، وما بقي للشاعر المناضل رشدي العامل سوى طريق رفاقه في إسقاط الدكتاتور.
ولد عام 1934 في "عنه" من مدن أعالي الفرات، وأكمل الثانوية في الرمادي، وتخرج في كلية الاداب بجامعة بغدادعام 1962،
وكان الراحل قد أسهم في إضرابات العمال وانتفاضات الفلاحين والهبات الشعبية في وثبة كانون 1948، وانتفاضة تشرين 1952، وانتفاضة خريف 1956، فارتبطت قصائده بمجمل هذه الأحداث.
انتمى إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي أواسط الخمسينات، وقد كلفه هذا الانتماء الصعب الفصل من الدراسة والمطاردة والاعتقال، ومنع الكثير من قصائده التي ارتبطت بوجدان الناس والحركة الوطنية وقلبها الحزب الشيوعي.
عام 1958 عاد إلى بغداد بعد ان كان منفيا في القاهرة، ليشارك في بناء عراقه، شاعراً ثورياً، وعضواً مؤسساً وناشطاً في أول اتحاد للأدباء العراقيين بعد الثورة، ومحررا بارزا في أول صحيفة شيوعية علنية "اتحاد الشعب".
عام 1963 وبعد انقلاب شباط الأسود طورد واعتقل كبقية رفاقه وأبناء شعبه، ومنعت كتاباته.
عام 1968 وبعد الانقلاب البعثي الثاني أودع سجن "قصر النهاية" المشؤوم لالتزامه قضايا الناس في شعره ونشاطه الصحفي.
عام 1973 ومع صدور "طريق الشعب" العلنية التحق "أبو علي" بها على الفور محررا لامعا في القضايا الثقافية والسياسية وبقي فيها حتى صدور آخر عدد منها.
كان لبقائه داخل البلاد، ثمن كبير دفعه بمطاردات واعتقالات واعتكاف، لكنما أبى الشاعر الشيوعي ان يخون وجدانه، فظل قويا وصلباً امام كل الإغراءات التي مارسها النظام مع الوسط الثقافي، ليرحل في 19 أيلول 1990 وتحت وسادته نسخة من آخر أعداد جريدة"طريق الشعب" السرية، وفي جعبته أوراق قضية تنبأ بانتصارها.
من دواوينه:
• همسات عشتروت 1951
• أغان بلا دموع 1956
• عيون بغداد والمطر 1961
• للكلمات أبواب وأشرعة 1971
• انتم أولا 1983
• هجرة الألوان 1983
• حديقة علي 1986
(مقتبس عن وكالة ماتع الإعلامية)