رسالة الى الذي هو انت

2009-07-10

الثلاثاء : 2 ـ 9 ـ 2009

رسالة الى الذي هو انت

 

كَذِبَ البَعْضُ ، لا جَمالَ سِوَى الفَنّ

مُنيرًا فِي صُبْحهِ وَالمَساءِ

( أبو الكلام المُجَلّي )

 

أما هذا الذي هوانت ، او نحن ، فحديثه في سياق هذا الحديث ، وبين جنباته ، وفي رأس كل سطر منه ، وفي حركة كسر حرف الراء من كلمة رسالة.

الم يُشَقْشِق صاحبنا فقال ، وهو القائل ، انا نُقْطَة بَاءِ الْبَسْمَلَةِ ؟

 

شقشقة ؟

ربما ، ولكن ليس من يَرْتَضِع الحليب من ثدي أمه العربية ، كذلك الذي كان حليبه صناعة ، وثدي أمه صناعة ، وفراشه صناعة ، وكل ما حوله ، وعاليه ، وسافله صناعة في صناعة.

 

والذي ارتضع الحليب من ثدي امه العربية ، مقصد العلماء ومحجة المفكرين ، ومطلب الأدباء . تراه موجوداً ، ويراه غيرك غير موجود ، لأنه مثل الشمس خلف السحاب ، يصل ضوءها إلى آخر نقطة في كوننا الفسيح.

 

ولذلك يعرفه تلامذته ، ومحبّوه .

تماماً كما حدث شيخنا محمود محمد شاكر، الذي لم يَدْنُ منه إلا من عرف ان أصل الثقافة الدين ، وان هذا الضابط الأخلاقي ، عاصم ما بعده عاصم ، لأنه من روحك انتَ.

وانَّ الدينَ الجَدَلَ .

 

ألا فليتذكر ذلك الذين لم يعرفوا الثقافة ، ولم يعرفوا الدين ، الذين سلّعوا كل شيء وقع في أيديهم ، وكل إنسان صار تحت هيمنتهم ، وكل أرض ، وكل ماء: السلعة هي الصنم الجديد وهي صورة صخر بن حرب ، في القرن الحادي والعشرين!

 

فأينكَ يا مُحطّم الأصنام؟

وأين انت يا دليل الحائرين ، وحامي ظهور المجاهدين ، وجابر عثرات الكرام ، والدال عليه اسمه ، كما يدل القمر على ضوئه؟!

 

وينتقل الحديث الى أهاب شيخنا المعرّي ، ولكن في قلب ما اجترحه هذا الشيخ وهو في ليلته الزنجية ، ينادي على من يسمع الصوت ، ويعي الكلام ، ويعرف مقالات المقام ، ومقام المقالات : كَذِبَ الظَنُّ ، لا امام سِوى العَقْل

مُنيراً في صُبحهِ وَالمَساءِ ..!

 

فأين أنت أيها العالم المحقق من هذا اللعب على الشعر ، والنثر ، والاسماء؟

ها نحن ايتامك الذين تجاوزنا الستين ، نضام في عقر دارنا ، ويستهان بنا تحت عناوين كانت ذات يوم مضمون عناويننا الشخصية ، وليس انجازاتنا فقط؟

 

أين انْتَ يا أنْتَ؟

 

ومن يعيد حكاية المِنْسأةِ ؟

كان سليمان - عليه السلام - يمرّ ، وهو في المقدمة من جيشه ، حين خاطبت تلك النملة فريقها ، بأن يجتمعوا في زواغير الأرض ، لئلا يحطمنهم جند الملك : فتبسم سليمان .

وبعد ذلك اكلت العثة منسأته!

شقشقة؟ نعم ، انها حديث " الانْتَ " الى " الانْتَ "

نعم هي كذلك ، يسكنها الذي هو انت ، ونحن هو ، لأنه جاء من نور العماء ، وسيعود الى العماء . وعندها هو يقول : كذب الظن ، لامَلِكٌ الاَ انْتَ !

 

****

 

اضاءة :

 

عندما افقت من اغفاءة ناعمة ، يسبّبها تلف كليتيَّ الاثنتين ،

على رأي البروفيسورة كلوديا غينيسبرغ ، التي تشرف على علاجي

في المستشفى السنسكريتي في دبي ، ... اقول : بعدما افقت من تلك الاغفاءة الناعمة ، عرفت ــ ربما للمرة الالف ــ انني اكتب في احلامي مقالات وقصصا واشعارا ، تستعصي على الذين يراجعون ما اكتب في ( صالات التحرير ) ، وهذا ما جعلني امارس هوايتي في اختراع شخصيات ، او الاضافة الى شخصيات واقعية ، اوالتماهي في شخصيات لم تولد بعد ، لكنها ميتة في احلامي .

 

ملاحظة غير بعيدة عن النص :

 

الذين يتابعون ما اكتب في ( صالات التحرير) ،

لا يعرفون دوريس جراي ، او كاثلين مانسفيلد ،

او سالمة صالح ، اومسعودة قبل ان تصبح

مسعودا العمارتلي

 

اشارة الى ما سبق :

 

أظُنُّ انني خلقت ابو الكلام المجلي من حبر الكلمات ،

وانني اردت ان اجعل منه منافسا لفظيا لسجين المعرّة .

 

... وقيل هكذا والله اعلم

جمعة اللامي

www.juma-allami.com

juma_allami@yahoo.com

 



 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved