يوماً بعد يوم يكشف الكيان الإسرائيلي عن وحشيته وبربريته وانتهاكه الصارخ لحقوق الإنسان الفلسيطيني ولكل المواثيق الدولية، ويكشف عن زيف ادّعاءآئه بالديمقراطية، وهذه المرة كسابقاتها يستهدف الإعلام الفلسطيني متمثلاً بالمراسلة الإعلامية المتميزة المعروفة بجرأتها وموضوعيتها شيرين أبو عاقلة، التي ظلت تنقل الحقيقة وتميط اللثام عن كل الممارسات الهمجية والقمعية بحق الشعب الفلسطيني، لتظهرها ساطعة للشعب العربي والعالم، مما جعلها شوكة في عين الكيان الإسرائيلي الذي عجز جهازه الإعلامي رغم سياسة التزوير وتشويه الحقائق أن يواجه أو يبرر ممارساته المفضوحة..
لقد عملت شيرين وزملاؤها الفلسطينيون في أصعب الظروف وحرصوا على نقل الحقائق، وكان عملهم الميداني يعرّضهم للمضايقات والقمع والاستهداف بالأسلحة لغرض وضع العراقيل وثنيهم عن كشف زيف الديمقراطية والأساليب القمعية بحق الشعب الفلسطيني ناهيك عن الممارسات المجحفة والخارقة لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية من مصادرة دور الفلسطينيين ومزارع الزيتون لأجل بناء المستعمرات وضم الأراضي بالقوة، ومحاولة جعل القدس والمسجد الحرام مفتوحاً أمام الصهاينة ليكون معبداً لهم.. مما ينم عن استهانتها بكل القوانين والأعراف التي تصون حرمة دور العبادة...
وصباح اليوم الحادي عشر من مايس/ أيار 2022، حيث كانت شيرين أبوعاقلة تنقل وقائع اقتحام القوات الإسرائيلية مع طواقم المراسلين والمصورين المتميزين بسترات يرتدونها تحمل شارة المراسلين بشكل واضح، تم استهداف شيرين أبو عاقلة برصاصات قناص أصابتها في العنق والرأس معانقة التراب الفلسطيني شهيدة وجرح زميلها علي سمودي وهو رقيد المستشفى.. وما يثير الأسى والسخط أكثر أن القوات الاسرائيلية استمرت باطلاق الذخيرة الحية على كل من يتحرك نحو المصابين وكان زملاؤها يصرخون من أجل إسعاف، والجواب هو استمرار الإطلاق الحي لمنع السيارات من الوصول لنقلها مما يشي بأن الهدف هو جعلها تنزف بغزارة كي تلفظ أنفاسها !
وشيرين أبو عاقلة معروفة لكل بيت عربي أو فلسطيني بصدق ما تنقل وبتأثرها وهي تنقل الوقائع المرير، وعرفت بمهنيتها وجرأتها ونكران ذاتها، بمثل ما عرفت بدماثة أخلاقها وتواضعها واختلاطها مع أبناء شعبها الفلسطيني وتعاطفها معهم، وكانت محبوبة من الناس ومقربة من الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كان يخصها بلقاءآته وتصريحاته...
ولدت شيرين أبوعاقلة في القدس عام 1971 ودرست الهندسة المعمارية ثم درست الإعلام في جامعة اليرموك، اشتغلت في الصحافة المكتوبة، وإعلامية في إذاعة صوت فلسطين والفضائية الأردنية، ثم في إذاعة مونت كارلو ومنذ عام 1997 التحقت في قناة الجزيرة كمراسلة لحين استشهادها وهي مدرّسة في جامعة بيرزيت...
فهل سيحث استشهاد شيرين أبو عاقلة المطبعين المتخاذلين من الدول العربية على مراجعة أنفسهم إزاء علاقاتهم الوطيدة مع دولة متوحشة حاقدة على كل ما هو فلسطيني وعربي، فهل سيرعوون ؟!
المجد للشهيدة شيرين أبو عاقلة والخزي للقتلة الإسرائيليين .
11/5/ 2022