في العشرين من شهر حزيران 2007 داهمنا خبر وفاة الشاعرة نازك الملائكة، وبغياب ام البرّاق تنطوي رحلة اكثر من نصف قرن من الإبداع والعطاء، وبرحيلها نودع آخر من تبقى من كوكبة رواد الشعر الحر، وبذا تنتهي حياة شاعرة شهدت أول ولادة لمرحلة مختلفة للشعر العربي منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، كما شهدت منافٍ وأحزان وءمسرات .
لم نُعفَ من الدهشة والغصة عند معرفتنا خبر وفاة الشاعرة نازك الملائكة، رغم انها رحلت في زمن دمار الإنسان وتمزيق انسانيته، زمنٍ اصبح فيه الموت سمةً، وأصبحت مناظر الأشلاء والجثث مشاهد يومية مألوفة، ولون برك الدماء لايبعث على الغثيان !!
ومع هذا كله فإن خبر موتها فرض الدهشة لأنه موت شاعرة كانت رمزاً لمرحلة مخاض الشعر العربي الحر، الشاعرة التي كتبت بصمت، ومهدت بصمت، ورحلت بصمت ... ماتت على أرض اختارتها ملاذاً تستكين به بعيداً عن ما يشوه الإنسانية، رحلت في جنازة مصنوعة من يأس وحنين بلا حدود . ان موت المبدع له صدى حزن عميق، عمق مأساته،عمق معاناته، عمق شوقه، عمق حيرته أمام همجية العالم الحديث ...
بموت الشاعرة نازك الملائكة، يكون الشعر قد فقد شعاعاً من أشعته، ولابد من أن موتها يفرض الحزن العميق والأسى لانقطاع العطاء الذي أصبح ضمير ووجدان أجيال وأجيال، وسيبقى حاضراً رغم غيابها، وسيبقى ابداعها لبنة قوية في مراحل الشعر العربي تُذّكر بحضور شاعرة مبدعة مخلصة لشعرها ومرحلتها .
تحية لك ايتها الشاعرة انسانيةً وإبداعاً . نحييك ولانُعفى من غصة لموت شاعرة أملها لم يتحقق، وشوقها لم يطفأ، وكاننا نراها رحلت وهي تردد :
أي غبن ان يذبل الكائن الحـي ويذوى شبابه الفيـــــنان
ثم يمضي به محبوه جثمـــاناً جفته الآمال والألحــــان
ذلك الميت الذي حمــــلوه جثةً لاتحس نحو القبـــــور
كان قلباً له طموح فمــــاذ ترك الموت من طموح الحـياة
نازك صادق الملائكة، شاعرة عراقية ، ولدت في بغداد في 23 - 08 - 1923، تخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944. من أم شاعرةً وأب كاتب . دخلت معهد الفنون الجميلة، وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفى عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير فى الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن-ماديسون فى أمريكا، وعينت أستاذة فى جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت. .
عاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة اختيارية، وتوفيت بها في 20 يونيو 2007 عن عمر ناهز 83 عامًا، بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية ودفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة ,
يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الادب العربي. وقد بدأت الملائكة في كتابة الشعر الحر في فترة زمنية مقاربة جداً للشاعربدر شاكر السياب وزميلين لهما هما الشاعران شاذل طاقة وعبد الوهاب البياتي، وهؤلاء سجلوا في اللوائح بوصفهم رواد الشعر الحديث في العراق بعد صراع طويل دار بينهم حول بداية كتابة الشعر الحر أو الحديث .
ويرى الناقد الدكتور سمير خليل أن "تجربة الشاعرة تكتسب خصوصية وتفردا وعمقا في مجمل مشروعها الريادي وتوجهها النقدي في تأسيس وعيٍ موازٍ لما أنجزته على مستوى التجديد والتجريب"؛ لذا فإن المقاربة تكون -حسبما يقول خليل- "بينها وبين جيل الريادة وسيلة للكشف عن قدرتها وتمكّنها الذي كان يرتكز على ثقافة شعرية، إلى جانب الوعي بتلك الثقافة".
والتجديد عندها، حسب خليل، ارتبط "بنقلة نوعية وانبثاق شيء مغاير على مستوى الشكل الشعري الذي كان منفتحا على وعي متعال واستلهام البعد الفكري والمعرفي في الصياغة الشعرية، وهنا سرّ تفردها"، ويرى أن المغايرة عندها "تختلف عن الآخرين الذين بدت عليهم نزعة حلحلة الموروث العمودي واللهاث خلف قصيدة النثر الغربية تماهيا وتناصا معها، من دون أي إفادة أو استثمار لمزايا وخصائص الموروث الشعري".
ويعتقد أن التجربة لديها كانت "ترتكز على ملكة الشعر وتتمثل في المنجز العمودي إلى جانب نشوء وعي فكري اتسم بالنضج والانفتاح".
من مؤلفات نازك الملائكة غير الشعرية "قضايا الشعر الحديث" عام 1962، و"التجزيئية في المجتمع العربي" عام 1974، و"سايكولوجية الشعر" عام 1992، وأيضا "الصومعة والشرفة الحمراء" عام 1965، ومجموعة قصصية "الشمس التي وراء القمة" عام 1997.
لم يكن التغيير الذي شهده الشعر العربي أواسط القرن العشرين تغييرا سلسا وسهلا في خروجه من بنية البيت المستهلكة ومن التكرار والانغلاق إلى فضاء أوسع هو الشعر الحر، بل كان وليد ثورة تعاضد فيها الإنتاج الشعري مع الكتابة النقدية التنظيرية التي واكبته، وهنا لا يغيب اسم الشاعرة العراقية نازك الملائكة التي جمعت بين رقة الشعر وعلمية النقد لتؤسس لشعر مغاير في الشكل والمضمون.
تختلف دلالات الثورة الشعرية تبعا لطبيعة المنحى الإبداعي الذي يرتبط به التثوير؛ فقد تعني الثورة الشعرية التجديد في جماليات الشكل فيكون للشعر وجه جديد. وقد تعني الثورة الشعرية الانقلاب في المنافحة عن حياض مضمون بعينه أو المناكفة في سبيل اتجاه معين من الاتجاهات. لكن ما بالنا من الثورة الشعرية التي تتعمد التغيير شكلا والانقلاب مضمونا باتجاه تغيير قواعد الشعر وصناعة قواعد جديدة.
بهذا الحديث عن الثورة الشعرية، افتتحت الباحثة العراقية الأكاديمية نادية هناوي كتابها الجديد “نازك الملائكة في شظايا الحداثة ورمادها”، والذي حمل الرقم 31 في سلسلة كتبها التي تدور في فلك الأدب والنقد.
في هذا الكتاب، الصادر حديثاً عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع ببغداد، تؤكد هناوي أن نازك الملائكة ثارت على الشعر العربي ثورة لا سابق لها، ثورة اجتمع فيها الشعر بنزوعه الوجداني الشفيف وتحليقه الرومانسي العذب، والنقد بنزوعه العلمي وموضوعيته الحاسمة وسيف حكمه اللاذع. وتذهب الأكاديمية نادية هناوي في كتابها الجديد إلى القول إن ثورة نازك الملائكة على الشعر هي ثورة عالمية تستمد أوارها من “عالمية الشعر العربي بكل ما فيه من تاريخ عريق وحاضر ملتبس وقادم غامض”. وهي التي أحبت الشعر الحر حتى كأنه وحده الذي عليه تقوم حياتها، وأحبت النقد فكأنه وحده الذي يعرف شعرها أو كصمّام أمان فيه مسرى هذا الشعر وفيه منتهاه.
وعن أسباب تميز نازك الملائكة عن زملائها رواد حركة الشعر الحر، تقول هناوي “هي شاعرة القرن العشرين بلا منازع حتى أن أيّ حديث عن التثوير الشعري يرد فيه ضمير التأنيث المنفصل (هي) أو المتصل (ها) إنما يذهب فيه الظن مباشرة باتجاه نازك الملائكة بوصفها هي الثائرة الرائدة، وكيف لا، وهي التي وجهت شعرها – على ما فيه من وجدانية ورقة – وجهة تثويرية، فأبانت عن فكر انقلابي في نقدها، عَرَفَه المناصرون والمعارضون من الذين جايلوها أو الذين أتوا بعدها”.
وتضيف “بسبب هذا وذاك صارت لها رمزيتها الخاصة في عالم الشعر العربي ولها منزلتها المعتبرة في عالم النقد العربي. تشهد على ذلك العقود السبعة المنصرمة التي بقيت فيها الحداثة الشعرية مرهونة بنازك الملائكة. وما من شك في أن هذا الارتهان سيستمر على الوتيرة التحديثية نفسها في العقود القادمة”.
واعتمادا على هذه النظرة التأنيثية جاءت فصول الكتاب الأربعة موزعة على النحو الآتي: فكرها في الفصل الأول، ونقدها في الفصل الثاني، وشاعريتها في الفصل الثالث، ونسويتها في الفصل الرابع. وتأتي مباحث الفصول على السياق نفسه “غناؤها/ريادتها/عالميتها/رمزيتها/نقدها/إرثها /ناقدوها/نسويتها”.
ترى هناوي أن نازك الملائكة ذادت عن حياض ثورتها نفسيا وفكريا وثقافيا ونقديا حتى صنعت للشعر العربي زمنا جديدا فكانت الشاعرة المفكِّرة والناقدة المنظِّرة. وما التعاقب والانحدار والانتظام والتلاطم سوى تبعة من تبعات التحديث الذي في خضمه جاء الشعر الحر عام 1947 فأرّخ لنازك الملائكة ريادتها. وأرّخت هي للشعر الحر حداثته، وغرست مقوماته وجسدتها في نقدها وفي تضاعيف قصائدها.
انها رائدة الشعر العربي الحر، نازك الملائكة، التي غادرتنا بصمت، دون ان تودع وطنها المرهق بالدماء ... دون ان تلقي نظرة على بغدادها المثخنة بالجراحات، المتشحة بسواد الفقد ... غادرتنا وكأننا لا زلنا نسمعها تردد،
أهم مجموعاتها الشعرية:
• عاشقة الليل 1947 ,نشر في بغداد , وهو أول أعمالها التي تم نشرها.
• شظايا الرماد 1949
• قرارة الموجة1957 .
• شجرة القمر 1968
• ويغير ألوانه البحر 1970 .
• مأساة الحياة واغنية للإنسان 1977
• الصلاة والثورة 1978
من مؤلفات نازك الملائكة غير الشعرية "قضايا الشعر الحديث" عام 1962، و"التجزيئية في المجتمع العربي" عام 1974، و"سايكولوجية الشعر" عام 1992، وأيضا "الصومعة والشرفة الحمراء" عام 1965، ومجموعة قصصية "الشمس التي وراء القمة" عام 1997.
لم يكن التغيير الذي شهده الشعر العربي أواسط القرن العشرين تغييرا سلسا وسهلا في خروجه من بنية البيت المستهلكة ومن التكرار والانغلاق إلى فضاء أوسع هو الشعر الحر، بل كان وليد ثورة تعاضد فيها الإنتاج الشعري مع الكتابة النقدية التنظيرية التي واكبته، وهنا لا يغيب اسم الشاعرة العراقية نازك الملائكة التي جمعت بين رقة الشعر وعلمية النقد لتؤسس لشعر مغاير في الشكل والمضمون.
تختلف دلالات الثورة الشعرية تبعا لطبيعة المنحى الإبداعي الذي يرتبط به التثوير؛ فقد تعني الثورة الشعرية التجديد في جماليات الشكل فيكون للشعر وجه جديد. وقد تعني الثورة الشعرية الانقلاب في المنافحة عن حياض مضمون بعينه أو المناكفة في سبيل اتجاه معين من الاتجاهات. لكن ما بالنا من الثورة الشعرية التي تتعمد التغيير شكلا والانقلاب مضمونا باتجاه تغيير قواعد الشعر وصناعة قواعد جديدة.
بهذا الحديث عن الثورة الشعرية، افتتحت الباحثة العراقية الأكاديمية نادية هناوي كتابها الجديد “نازك الملائكة في شظايا الحداثة ورمادها”، والذي حمل الرقم 31 في سلسلة كتبها التي تدور في فلك الأدب والنقد.
ثورة نازك الملائكة
في هذا الكتاب، الصادر حديثاً عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع ببغداد، تؤكد هناوي أن نازك الملائكة ثارت على الشعر العربي ثورة لا سابق لها، ثورة اجتمع فيها الشعر بنزوعه الوجداني الشفيف وتحليقه الرومانسي العذب، والنقد بنزوعه العلمي وموضوعيته الحاسمة وسيف حكمه اللاذع. وتذهب الأكاديمية نادية هناوي في كتابها الجديد إلى القول إن ثورة نازك الملائكة على الشعر هي ثورة عالمية تستمد أوارها من “عالمية الشعر العربي بكل ما فيه من تاريخ عريق وحاضر ملتبس وقادم غامض”. وهي التي أحبت الشعر الحر حتى كأنه وحده الذي عليه تقوم حياتها، وأحبت النقد فكأنه وحده الذي يعرف شعرها أو كصمّام أمان فيه مسرى هذا الشعر وفيه منتهاه.
وعن أسباب تميز نازك الملائكة عن زملائها رواد حركة الشعر الحر، تقول هناوي “هي شاعرة القرن العشرين بلا منازع حتى أن أيّ حديث عن التثوير الشعري يرد فيه ضمير التأنيث المنفصل (هي) أو المتصل (ها) إنما يذهب فيه الظن مباشرة باتجاه نازك الملائكة بوصفها هي الثائرة الرائدة، وكيف لا، وهي التي وجهت شعرها – على ما فيه من وجدانية ورقة – وجهة تثويرية، فأبانت عن فكر انقلابي في نقدها، عَرَفَه المناصرون والمعارضون من الذين جايلوها أو الذين أتوا بعدها”.
وتضيف “بسبب هذا وذاك صارت لها رمزيتها الخاصة في عالم الشعر العربي ولها منزلتها المعتبرة في عالم النقد العربي. تشهد على ذلك العقود السبعة المنصرمة التي بقيت فيها الحداثة الشعرية مرهونة بنازك الملائكة. وما من شك في أن هذا الارتهان سيستمر على الوتيرة التحديثية نفسها في العقود القادمة”.
واعتمادا على هذه النظرة التأنيثية جاءت فصول الكتاب الأربعة موزعة على النحو الآتي: فكرها في الفصل الأول، ونقدها في الفصل الثاني، وشاعريتها في الفصل الثالث، ونسويتها في الفصل الرابع. وتأتي مباحث الفصول على السياق نفسه “غناؤها/ريادتها/عالميتها/رمزيتها/نقدها/إرثها /ناقدوها/نسويتها”.
الإبداع والحياة
ترى هناوي أن نازك الملائكة ذادت عن حياض ثورتها نفسيا وفكريا وثقافيا ونقديا حتى صنعت للشعر العربي زمنا جديدا فكانت الشاعرة المفكِّرة والناقدة المنظِّرة. وما التعاقب والانحدار والانتظام والتلاطم سوى تبعة من تبعات التحديث الذي في خضمه جاء الشعر الحر عام 1947 فأرّخ لنازك الملائكة ريادتها. وأرّخت هي للشعر الحر حداثته، وغرست مقوماته وجسدتها في نقدها وفي تضاعيف قصائدها.
وتشير المؤلفة إلى الكثير من الدراسات والمقالات التي كانت نازك الملائكة قد نشرتها في مجلات الآداب والأديب والهلال والأقلام فضلا عن كتبها، وما كُتب عنها، وإليها عادت في كتابها الجديد سعيا منها كما تقول إلى “البحث ما بين شظايا شررها ورماد جذوتها، استكشافا للإبهامات وتفكيكا لالتباسات وتعقيدات ما قيل أو كُتب في فكر نازك الملائكة”.
وخلافا لكثيرين يرون أن نازك الملائكة تراجعت عن مشروعها الشعري، ترى هناوي أن موقف نازك الملائكة من الشعر الحر ظل واحدا فلم تتوان أو تتراجع عن تأدية مهمتها التحديثية بل هي على “طول مسيرتها ما انفصلت حياتها عن إبداعها، بل كان إبداعها هو حياتها، واستمرت على ذلك الديدن تعيش ثورتها الإبداعية في كل تجلياتها حتى تركت للأجيال ما يؤلّبها على النهوض والتحديث”.
يُذكر أن نادية هناوي أكاديمية وناقدة عراقية تعمل في جامعة المستنصرية، وتعرف بمشاركاتها الواسعة في المؤتمرات والملتقيات ذات العلاقة بالأدب والنقد، وقد قدمت خلال مسيرتها الأكاديمية أكثر من 100 بحث، إلى جانب مساهمتها في إثراء المكتبة العربية بـ31 مؤلفا.
ولدت نازك الملائكة في بغداد لأسرة مثقفة،[4] كانت والدتها سلمى الملائكة تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو «أم نزار الملائكة» وكانت تحبب إليها الشعر مما كان له أكبر الأثر في تنمية موهبتها، وكانت تحفظها الأوزان الشعرية المشهورة (التي حددها علم العروض)، أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة «دائرة معارف الناس» في عشرين مجلداً. اختار والدها اسم نازك تيمناً بالثائرة السورية نازك العابد، التي قادت الثوار السوريين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه الشاعرة. جدتها لأمها هي الشاعرة هداية كبة ابنة العلامة والشاعر الحاج محمد حسن كبة، وخالاها «جميل الملائكة» و«عبد الصاحب الملائكة» وهما شاعران معروفان وخال أمها الشيخ محمد مهدي كبة شاعر وله ترجمة رباعيات الخيام نظماً.
درست نازك اللغة العربية وتخرجت عام 1944، انتقلت إلى دراسة الموسيقى ثم درست اللغات اللاتينية والإنجليزية والفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية، عملت في التدريس في جامعة بغداد ثم جامعة البصرة ثم جامعة الكويت. انتقلت للعيش في بيروت لمدة عام واحد ثم سافرت عام 1990 إثر حرب الخليج الأولى إلى القاهرة حيث أقامت هناك حتى توفيت في صيف عام 2007م .حصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996، كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالاً لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره بسبب المرض وحضر عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة، لها ابن واحد هو البراق عبد الهادي محبوبة.
نازك الملائكة شجرة القمر
انها رائدة الشعر العربي الحر، نازك الملائكة، التي غادرتنا بصمت، دون ان تودع وطنها المرهق بالدماء ... دون ان تلقي نظرة على بغدادها المثخنة بالجراحات، المتشحة بسواد الفقد ... غادرتنا وكأننا لا زلنا نسمعها تردد،
سكَن الليلُ
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ، على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
في كل فؤادٍ غليانُ
في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ
لذا فانها غادرتنا جسداً، لكنها لن تغادرنا روحاً، وستبقى شعلة مشعَّة تطل علينا ابداً بين حروف شعرها، وبصمات ابداعها ...
في اذار عام 1923، ولدت نازك الملائكة، في بغداد، جانب الرصافة بمحلة العاقولية الواقعة خلف تمثال الرصافي في شارع الرشيد، وأهم مجموعاتها الشعرية:
• عاشقة الليل 1947 ,نشر في بغداد , وهو أول أعمالها التي تم نشرها.
• شظايا الرماد 1949
• قرارة الموجة1957 .
• شجرة القمر 1968
• ويغير ألوانه البحر 1970 .
• مأساة الحياة واغنية للإنسان 1977
• الصلاة والثورة 1978