السبت : 28 ـ 3 ـ 2009
شمس الروح والوجه
"ليس رصيناً مَنْ لا يضحك"
(كارليل)
ولكن، شرُّ البلية ما يضحك.
والأصوب كما أدعي شرّ البلية ما لا يدعو الى الإضحاك. وتلك مسألة أخرى ربما نجد لها تفسيراً أو إعلاناً في نهاية هذه الرحلة القصيرة.
أي رحلة؟
نهاية هذا المقال، أم خاتمة رحلتنا في هذه الحياة؟ عليك أن توطّن نفسك، في الحالات أجمعها فالضحك شمس تزيل الشقاء عن وجه الإنسان، كما يقول الأديب الفرنسي فيكتور هوجو.
ولقد قمت سيداتي سادتي بنحت عنوان مقال هذا اليوم من مقولة هوجو هذه، لأني أريد أن أضع مسؤولية الضحك على عاتق الفرنسي المبدع، ولأخلص نفسي من المساءلة، فالضحك بات مدعاة للمساءلة. ولأضع من يمنع الناس من الضحك أمام رجل غربي، لأن بعضهم نمور على إخوتهم، وبنات آوى مع أعداء العرب.
إليك مثلاً: حدَّث أحد أبناء "جبالستان"، أن ممثلاً مسرحياً، لعب دوراً في دراما اجتماعية عنوانها: "ضحك كالبكاء"، أمام مجموعة من أطفال المدارس، وبتصريح من الوزارة المعنية، إلا أن ذلك الممثل، ولنقل إن اسمه، مسيرح بن مسرحي، وجد نفسه على قارعة الطريق، مفصولاً من عمله.
وأشيع في شوارع "جبالستان"، أن الممثل إياه، تم فصله من عمله، ليس لأنه يضحك، ويضحك، بل لأنه يبكي، ويبكي، ويتباكى. فالضحك والبكاء في تلك الديرة ممنوعان.
هذا مثل واحد فقط، ولديّ مثله العشرات، ولدى آخرين المئات والآلاف والملايين والمليارات، وغيرها، وغيرها، وغيرها.
... ولكن، من يجرؤ على الضحك؟
ومن يقدر على القول إنني أستحم بدموعي، لأن "جبالستان" لا بنية تحتية لديها؟ ومن هو في مثل جرأة ذلك الممثل الساخر، ليقول من دون مساحيق، وخارج صالة العرض الفني، إن بيع الماء على الناس.. حرام؟
ولكن، أيضاً، في "جبالستان" يباع الهواء، وتباع النار، ويباع الثلج، و..
... كل شيء في "جبالستان" عرض وطلب...
الإنسان، هذا المخلوق الجميل، في قاعة البورصة.
والكلمة في صالة الصالات.
والشرف....؟
هذا هو شعار "ثقافة" ما بعد العولمة في "جبالستان" الشرقية والغربية، الشمالية والجنوبية. وهو يثبت ما ذهبت إلى ادعائه في مقتبل الكلام.
جمعة اللامي
www.juma-allami.com
juma_allami@yahoo.com