أشياء لا تصلح لغيرها

2008-03-20

أنا //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fb13f1b8-7ee1-4674-947b-8295ee40eec4.jpeg الذي
تنادت الطرق لضياعي
من طريق إلى طريق
أنا الذي لست من فتية القبائل ،
ولأن الشمس لفحتني
وعلمتني الحب أرملة
تجلس لآخر الليل
بشوارع الحياة
نصغي ، كيف تغلق المقاهي أبوابها ،
وبم تنشغل البارات
وما يجعل النهار ليل
وأحاديث ألرصيف
وعود
أنا
القفص الراسي أمامك يا صديق ،
الرسالة التي لا تسعها قنينة
لا تحملها ريح ولا يوصلها بحر
الثقيلة على الطير
ولكنها صادفتك
مغلفة بعظام هشة
لا تعني أحداً
عبارة عن مهملات استنفذت جدواها ،
كنستها هبة ريح
نعم يا صديق :
هي أشياء لا تصلح لغيرها
جالسة في قفص ،
أسئلة رمتها الحياة بملحة عالية أمام نظرات حائرة
مسودات للقاءات بوجوه تعكزت على شوق يوما ما ،
غضب أستحم ببرودة الوقت ،
نشف من شدة الضحك على قلة الحكمة
بعض ابتسامات جريحة تُلبَسُ أحيانا في الاماسي
ومجاملات المترو وقراءة الجرائد
أو تُلبسُ في مواعيد مهمة مع الأرباتس أمت - مكتب العمل - ،
صور كثيرة طبعا من الذاكرة
لأسفار لن تكتمل
لمقاهي وشوارع نساء وحانات بأطراف العالم
علقت بأهداب الفضول ،
بهجة وإعجاب بأبطال روايات
وصدى كلمات تطير بالروح على متن الجملة الشعرية
نعم ، يا صديق
ها هي كما ترى لا تصلح حتى للإهمال ،
ولكنها صادفتك حائرة بين زرقة عينيك
و صرامة السؤال ،
وملل الكلمات من التكرار
الكلمات يا صديق
تبحث عن حدادٍ
يشدُ وقعها بما يلائم أسفلت العالم
جالسة في قفص بين عظام هشة ،
دعها يا صديق لمشيئة كامنة في الهواء ،
تترنم برنين أنفاس الماغوط تتوج باب توما
أو تتوج كل الأبواب ،
أو دعها طفل يقرفص بين وحشة الخراب
بمرآة سرجون بولص ،
(ما تبنيه اليوم سترقص في خرائبه غدا
إن كنت تبحث عن شاهد تطلع في المرآة )
دعها نخلة بمزاج الأخضر الغاضب
بين الداء ينقل الطير وحشتها
تحت المطر المهذار
تحت قرميد روض الذكرى
جعلها فوانيس غابة بلا حدود
دعها أو يسقط من بين يديك طفل
يركض خلف وهم علقه على حجر الدار
وإن شئت الجنة ،
يركض بين أنقاضه وخلافات الوراثة ،
سيحدث صخبا يزعج المارة ،
أو يتطاير بوجهك ريش وسادة متهرئة من جدل الأحلام
أو يفاجئ نظراتك تماوج في حدة الصوت يجادل الأرباب
على سعة الضمير ،
يا صديق ، الحياة تجربة ،
يخرج الصوت مع إطلالة كل نفَس
يجول في برلين
يسابق مواعيد حركة القطارات
يتقي لذعة البرد المتربصة
يكنز مذاق القهوة
ويمرح بين مراعي البيرة
وعندما يعود كأي غريب
بصحبة أفكار الأصدقاء وضحكاتهم ،
وبما فعلوا بيومهم
كمظلة للخسائر المريحة ،
أنت أدرا يا صديق بايقاع nnei في الهواء ....لا....لا...لا.. أتسمعها ،
وكيف يُكتب صداها على قفانا ؟
يا صديق
ثمة أفراح مؤجلة وغير مرتبة
بما يليق ،
ربما تتداعى ،
ربما تتهشم عند قدميك أو عند عتبة الوهم
في مرح الصباح الساطع ،
لا تمد لها يدا من ابتسامة الشفقة
أو يدا من صناعة الريب ،
خذها على قدر قلة نومها
هكذا عثرت بها
جالسة في صندوق
تمزق حدادات شتى
من أخبار النهارا ت
تتمغط بين سنابل الشمس
وأهازيج الطير
تصنع أرضا
أخا وحديقة ،
كضرورات في الطريق
أو ما يصلح لسلة المهملات .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved