متابعة : محمد جابر أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروائي والقاص العراقي المغترب جمعة اللامي هو ضيف ملتقى الخميس الابداعي في أتحاد الادباء بتاريخ 23 / 6 / 2011 ، وسط حضورٍ نوعي من الادباء والمثقفين ، قدمه للحضور الشاعر والاعلامي صباح محسن الذي جاء في كلمته ما يأتي : " أن جمعة اللامي هو أحد رواد ما يسمى بالواقعية السحرية ، فهو يعيد كتابة النص الروائي بلغة جديدة يصوغه بشاعرية .. فمنذ بواكير اعماله القصصية في فترة الستينيات .. عاش متنقلاً بين سجن الحلة ونقرة السلمان .. ليأخذ من الحسين وجيفارا دلالات أدبية ورمزية عالمية ، نماها الكاتب مع نماذجه المبثوثة في كل اعماله .. " .
أما المحتفى به فقال على أثر لقائه بمجموعة من الاصدقاء الكتاب والادباء الذين لم يلتق بهم طيلة سنوات الغربة الطويلة " سأتمسك بالحياة أكثر من أي وقت مضى " قالها والدموع تنهمر من عينيه " فها أنا اولد من جديد ، وأشكركم ، وقام منحنياً للحضور وقال لن أستطيع التكلم بعد ".
وجاء الناقد ياسين النصير كأول المداخلين للحديث عن تجربة الروائي الابداعية قائلاً " كيف يمكن لي أن أتحدث عن جمعة اللامي ومن أي يمكن لي أن أبدأ.. بالتأكيد ستكون الستينيات والسبعينيات حاضرة ، وهي تمثل فترة عمله مع الاحزاب السياسية ومتنقلاً بين الصحف والمجلات ، منذ كنت أراقب نتاجه فقد كان مبكراً في التجريب القصصي ، ففي قصته ( الليلفي غرفةالانسة ميم ) المنشورة في مجلة الكلمة ، أظهر تميزاً واضحاً بالتجريب القصصي، ثم بدأت ذاكرته تمتزج بالجنوب والقرى والسجون والمياه وميسان التي تشكل كلها بأسم ( اليشن ) أحدى أهم أعماله ، ثم بأسماء أخرى وأشكال فنيه وبناء قصصي متماسك ، أنه يكتب نصاً فيه ( الشعر ، والقصة ، والتجربة الفنية ) ، ثم تأتي الثلاثية لتمثل (قمة القصة العراقية ) فأذا كان محمد خضير اهتم بجراءة بالجانب الفني للقص ، فجمعة أهتم بجراءة الموضوع ، فهو يزيح أعماق الذاكرة العراقية .. وأنا سعيد أن أتحدث عنه ، باسمكم .. " .
أما الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق قال في مداخلته " سيستمد جمعة المزيد من القوة بهذه العودة الى الجذور... من التحصيل الحاصل أنه كان جريئاً وأستثنائياً كان مؤثراً في جيل الستينيات.. وأقول للشباب تعلموا من جمعة اللامي.. فأن الاعمال التي قدمها تحتاج الى من عرف وبحث في الجغرافية وغاص في التأريخ والذاكرة " كما تحدث ثامر عن العام 1963 يوم تعرف على جمعة اللامي بالقول " فاجأنا هذا الشاب المشاكس بمخيلة هائلة .. وهو قادر في القادم من الايام أن يخلق أيقونة في السردية العراقية والعربية " .
ومن المداخلين أيضاً الناقد علي حسن الفواز الذي قال : " اللامي من المثقفين القلائل الذين زاوجوا بين السياسي والثقافي ، بحيث أن جل أبطاله هم ممن عاشوا كل تحولات الحياة العراقية ، فضلاً عن أنه ممن رحلوا البطل الجنوبي الى المدينة ، فالشخصية في أعماله أستثنائية ، ونصه متشابك بعدة مستويات .. " .
اما الشاعر هادي ياسين الذي تحدث عن علاقته بالروائي منذ أول قصيدة نشرها له اللامي في مجلة العمال .. مضيفاً " لقد تميز جمعة بالشجاعة ( وضرب أمثلة على ذلك )أذ قُدِمت له الكثير من الاغراءات لكي يبيع العراق ، ولكنه رفض ورد عليها وفضحها . وأقترح أن يقدم مقترحاً تكريمياً من قبل الاتحاد الى الوزارة لطبع اعماله الكاملة " .
ومن المداخلين أيضاً د. عبد جاسم الساعدي رئيس جمعية الثقافة للجميع تحدث عن تجربته ورفقته لللامي منذ البدايات واصفاً اياه " بالمنغمر في القراءة المنظمة " . كما قال الامين العام للأتحاد الفريد سمعان " فرصة جميلة أن نحتفي بجمعة اللامي .." ثم تحدث عن تجربة الروائي ..
في الختام وقف جمعة اللامي وهتف " اليوم عاد حكمت الشامي الى الحياة " وحكمت الشامي هو بطل احدى رواياته .. ثم وزعت على المحتفى به العديد من باقات الورود ودرع الملتقى ، وساعة الجواهري ، احتفاءً به .