سة التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع صدر كتاب ابداعي للفنان التشكيلي المغربي احمد امجيداوي بعنوان " أسوار وطحالب " والكتاب عبارة عن نصوص مصاحبة كتبها امجيداوي موازية للوحات تشكيلية له، كما ضم الكتاب رسومات داخلية من توقيع الفنان نفسه ، علما ان لوحة الغلاف هي عمل مشترك بينه وبين الفنانة المغربية المبدعة نادية خيالي . نقرأ في تقديم الكتاب الذي كتبه الدكتور جمال بوطيب :
" يهتدي المتتبع للمتنين الإبداعيين التشكيلي والكتابي في المغرب إلى تسجيل ملاحظتين اثنتين رئيستين:
أولاهما : أن أسماء إبداعية كثيرة زاوجت بين الكتابة شعرا وقصة ورواية من جهة ،وبين التشكيل من جهة ثانية كالمبدعين : مصطفى أجماع ومحمد شهيد وعزيز ازغاي وزهرة زيراوي واحمد بلبداوي ورشيد مومني ...وغيرهم
ثانيتهما: أن أعمالا إبداعية صدرت تجمع بين تجربتين أولاهما كتابية والثانية تشكيلية كما هو الحال مع المبدعين محمد بنيس وحسن نجمي ومحمد القاسمي وغيرهم...
وقد انتبهت مجموعة من الدراسات والندوات - منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي - الى هذه المزاوجة وحاولت تتبعها ومساءلتها وتحليل علاقات التجاور والتحاور والتجاوز بين النمطين.
غير أن هناك حالة ثالثة هي حالة المبدع الذي يجمع بين دفتي كتابه بين نصه وتشكيله وهي حالة الفنان المبدع احمد امجداوي وآخرين ، غير أن الذي يمكن أن نسجله بصدد عمل امجداوي هو الملاحظات التالية:
1- يجمع أسوار وطحالب ( عمل احمد امجداوي)بين المنتج النصي الكتابي والتشكيلي للمبدع نفسه ، علاوة على أن لوحة الغلاف نفسها هي عمل تشكيلي للفنان نفسه بالاشتراك مع مبدعة مغربية هي نادية خيالي
2- أن اعتبار الشكل الكتابي مستقلا عن الشكل التشكيلي في تجربة امجداوي لا يسلم من مزالق ينبغي إلا يقع فيها محلل التجربة.
3- النصوص المتضمنة في العمل هي نصوص كتابية مؤسسة على نصوص تشكيلية بحيث إن اللحظة الإنتاجية للنمطين تتم بالتوازي..
وما كانت هذه الملاحظات لتسجل لولا التداخل بين المنتجين فاشتغال الفنان احمد امجداوي على ثقافات وحضارات قديمة وهو ما نجده في نصوص كتابية مثل " بيضة النعامة " و "حوار مع هرقل" و " أسوار وطحالب" ...الخ
غير أن ما يثير فضول القارئ في أسوار وطحالب هو أنها :
1- تشكل النصوص بالنسبة إلى احمد امجداوي لحظة تدوينية مهمة يصر على توقيعها بتاريخ إنتاجها ومكانه.
2- يمكن للنصوص على المستوى الغرافي / الخطي أن تتحول إلى نصوص مفتوحة لا تنتمي إلى جنس كتابي بعينه ويحضر فيها على مستوى صنافة الأنماط للمقاطع : السرد والوصف والشعر والتقرير ..الخ
ومن أهم ما في التجربة سواء في جانبها التشكيلي أو جانبها الكتابي أنها لاتعدو أن تكون ملخصا للجانب الإنساني في " السي احمد امجداوى" ...فهو الهادئ هدوء من خبر الحياة وخبرنه ورسمها ورسمته وكتبها وكتبته وشكلها وشكلته، وهو المتواضع في خلق من يدرك قدره ومن يقدر غيره وهو الودود حد البسمة المختلطة بصمته ووقاره، وهو المحب للآخر والمشجع له والفاتح قلبه لسدنة اللون والحرف دون خوف منهم أو من ألوانهم أو من حروفهم لان الخوف وعدم التشجيع حرفة لايتقنها- لحسن الحظ- المبدع الإنسان وقد يمتهنها -للأسف- الإنسان المبدع."
