عندما كتبت روايتها " ليالي ستراسبورغ "، في اوج الحرب الاهلية التي هزت الجزائر، بعيداً عن الموت، ومن أجواء الحب المتخيل، انها لم تكن لتهرب من وجع الموت، وانما لتداوي بها أوجاع غربتها وآلامها ...
لكنها للموت كتبت اعمالا روائية اخرى ، " الجزائر البيضاء " و " وهران... لغة ميتة " وفي جميعها تتسم كتاباتها بالحداثة في الإسلوب والمضمون، على الرغم من تمسكها بالتقاليد العريقة للمجتمع الذي تتحدر منه. وبصفتها استاذة في التاريخ، غالبا ما تسلط الاضواء على تلك التقاليد التي تتوارثها النساء ويخلدنها، لتبرهن ان الحفاظ على هذه التقاليد يجب الا يشوب طريق التقدم والتحرر.
* خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، ونشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان «العطش» (1953) ولم تتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية «نافذة الصبر» (1957). بعد استقلال الجزائر
* توزعت جبار بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة والعمل في جريدة «المجاهد»، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي. ثم هاجرت إلى فرنسا عام 1980 حيث بدأت بكتابة رباعيتها الروائية المعروفة، التي تجلى فيها فنها الروائي وفرضها كصوت من أبرز الكتاب الفرنكوفونيين. واختارت شخصيات رواياتها تلك من العالم النسائي فمزجت بين الذاكرة والتاريخ. من رواية «نساء الجزائر» إلى رواية «ظل السلطانة» ثم «الحب والفنتازيا» و«بعيداً عن المدينة».
* آسية جبار كاتبة وروائية جزائرية، معظم أعمالها تناقش المعضلات والمصاعب التي تواجه النساء، كما عرف عنها الكتابة بحس أنثوي الطابع. وتعتبر آسيا جبار أشهر روائيات الجزائر، بل من أشهر الروائيات في أفريقيا الشمالية.
* تم انتخابها في 26 يونيو 2005 عضوة في أكاديمية اللغة الفرنسية "Académie française" وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية. حيث تعتبر أول شخصية من بلاد المغرب تصل لهذا المنصب.
* ولدت آسيا جبار بإسم فاطمة الزهراء ايمليان في 30 يونيو 1936، في شرشال غرب الجزائر العاصمة، تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في المدينة قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزايا، ثم البليدة، فالجزائر العاصمة. شجعها والدها الذي تقول عنه أنه «رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية». تابعت دراستها في فرنسا حيث شاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر.
* تعتبرآسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955 م، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا، وفي 16 يونيو 2005 انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية.وتعمل حاليا كبروفسورة الأدب الفرنكفوني في جامعة نيويورك. وقد رشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب عام 2009.
* عام 1956 بدأت مشوارها الأدبي بنشر رواية "الظمأ" وتوقفت عن الدراسة على غرار كافة الطلاب الجزائريين تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني اثر اضراب التاسع عشر من مايو لتلك السنة.
* عام 1958 نشرت "الذين نفد صبرهم"
* عام (1962) نشرت اطفال العالم الجديد" ، الرواية التي تناضل بطلتها من اجل التغيير السياسي وحقوق المرأة.
وعلى غرار العديد من زملائها الجزائريين المتخرجين من المدرسة الفرنسية كتبت آسيا جبار بلغة المستعمر آنذاك.
* عام 1968نشرت مسرحية "الفجر الدامي" عن مرارة الاحتلال الفرنسي ثم "نساء في شقتهن بعاصمة الجزائر" و"الحب والفانتازيا" و"بعيدا عن المدينة" (المنورة) حول نساء الرسول محمد .
* وفي التسعينات نشرت "ليالي ستراسبورغ" التي حازت على احدى أرفع الجوائز الفرنسية "جائزة ميديسيس" و"وهران.. لغة ميتة" ثم "ما اوسع السجن".
وعملت آسيا جبار استاذة في التاريخ والادب عدة سنوات في جامعة الجزائر. وفي بداية الثمانينات قررت العودة الى باريس بعد ان ادركت تصاعد "العنف المبيت" ضد النساء.
* ومنذ 1997تلقي دروسا في الادب الفرنسي في الولايات المتحدة في باتون-روج (لويزيانا) ثم في نيويورك.
* في عام 1999 انتخبت الاديبة في الاكاديمية الملكية للّغة والاداب الفرنسية في بلجيكا. وترددت كثيرا على بلادها طوال هذه السنوات التي اقامت خلالها في الخارج لكنها لم تزر الجزائر سوى مرة واحدة خلال النزاع الدامي الذي شهدته التسعينات بين قوات الامن والجماعات الاسلامية المسلحة لتشييع جنازة والدها الذي كان مدرسا. وتزوجت آسيا جبار بعد ان طلقت في 1975، من جديد مع الشاعر والكاتب الجزائري عبد المالك علولة.
* قالت آسيا جبار التي ترجمت كتبها الى عشرين لغة انها تأمل في ان يساهم اختيارها عضوا في الاكاديمية الفرنسية "في ترجمة كافة الادباء الفرنكوفونيين في الضفة الاخرى من المتوسط في الجزائر والمغرب وتونس وليس كتبها فحسب". وانتخبت آسيا جبار في السادس عشر من يونيو الجاري لتتبوأ مقعد الاستاذ في الحقوق والروائي جورج فيديل الذي توفي في فبراير 2002. وقد اسس الكاردينال ريشوليو وزير الملك لويس الثالث عشر في 1635 الاكاديمية الفرنسية وهي الاقدم في فرنسا، وتتألف من اربعين "خالدا" اوكلت اليهم مهمة السهر على احترام اللغة الفرنسية وتأليف قواميسها.
* رَشَحَتْ الروائية والوزيرة الجزائرية السابقة زهور ونيسي مواطنتها الكاتبة آسيا جبار لنيل جائزة نوبل للآداب، وقالت أن فرصتها كبيرة في الفوز وقالت ونيسي أن آسيا جبار ''استطاعت أن تخلق لنفسها اسما داخل المجتمع الغربي بكل ما فيه من صعوبات، حيث تمكنت من تخطي العوامل العنصرية والتاريخية فزاحمت نظراءها في الغرب''. وأضافت: ''الجزائر فيها كتّاب وأديبات لهم رصيد كبير في ميدان الإبداع لا يجب الاستهانة به، ومن بين الأسماء الثقيلة العيار في هذه القائمة، آسيا جبار التي يتكرر ترشيحها لنيل جائزة نوبل للآداب.
وتتذكر ونيسي يوم لقائها بآسيا جبار لدى تكريمها بجائزة المكتبيين الألمان للسلام ببرلين سنة 1982،حيث ألقت كاتبة ''أغاني نساء الشنوة'' كلمة بالمناسبة، وصفتها ونيسي كالتالي: ''استطاعت جبار في كلمتها أن تنبه إلى وجود ثقافة عربية إسلامية هامة، مدت العالم بأفكار وتجارب، وهو ما أعجبني فيها رغم أن بدايتها كانت ضيقة مرتبطة بالتراث الفرنسي.. أعتقد أن آسيا جبار شعرت أنها من دون الحضارة العربية والإسلامية لا تساوي شيئا''.
لتضيف: ''يومها أحببت أن أسلمها شالا تقليديا مطرزا برسومات أمازيغية وبربرية ووضعته على كتفها أمام رئيس حكومة ألمانيا، فبكت حينذاك وشعرت فعلا أنها مهما ابتعدت عن وطنها تظل متعلقة به إلى الأبد''. في الأخير أكدت ونيسي: ''تستحق كاتبتنا نوبل فهي لا تقل شأنا عن الذين سبقوها إلى هذا التتويج''.