سيجيء الموت وستكون له عيناك

2008-03-04

تألي//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/78e0ade2-08dc-4c79-a904-da90f1758ad6.jpeg ف: جمانة حداد 

24×17، 655 صفحة

 الطبعة: 1
الناشر: الدار العربية للعلوم-ناشرون، دار النهار للنشر تاريخ النشر: 24/05/2007



مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين. مئة وخمسون صرخوا (أو همسوا): "كفى" وسبقونا إلى الضفة الأخرى، على رؤوس أصابعهم عبروا، كي لا يوقظوا خوفهم فينتبه ويحول. على رؤوس أصابعهم، لأن الحزن خفيف هو الحزن الخفيف. نعم، مئة وخمسون، في القرن العشرين، انتحروا. مئة وخمسون شاعراً وشاعرة، من ثمانية وأربعين بلداً، من جهات الأرض الأربع، احتقروا، بعشرين لغة مختلفة، وباثنتي عشرة طريقة مختلفة، هذه الحياة "الانتحارية". مئة وخمسون بطلاً وبطلة ازدروا العروش كلها، الباطلة منها وغير الباطلة، وارتموا في الهاوية. (جبن؟ شجاعة؟ لا يهم. ارتموا).
(فلذة من مقدّمة الشاعرة جمانة حداد)

الناشر:
هو كتاب أنطولوجي مستفز وعدواني بسبب "هويته" الانتحارية يرى إلى الشعراء المنتحرين في القرن العشرين، ومن جهات العالم الأربع، بعين شعرية وترجمية، علمية، ومعرفية، ومدققة، وصارمة، ولينة، وعارفة، وذكية، ونزيهة، ومتمرسة بجوهر الشعر وبالترجمات الواثقة من مرجعياتها ومعاييرها اللغوية، ومن معادلاتها ودلالاتها وتأويلاتها الشعرية.

وهو كتاب موسوعي عالم، من الصفحة الأولى إلى الصفحة 656. لكن مسكر. وخاطف، ومستول وصافع، ومدوخ، وجالد، ومقلق، ومخيف، وموحش، ومعذب، ومتوحش، وطارد للنوم ومهشل لسكينة الروح، وخصوصاً مسالم وفاتح لشهية المعرفة والاستزادة.

وهو كتاب يصعق قارئه ويصيبه بالدوار، وإن يكن قارئاً "حديدياً"، متماسكاً، ويقف على أرض ثابتة.

وهو ذو أنياب، ومفترس، إذ لا يتخلى عن قارئه إلا ملتهما وأشلاء منتشية.

لكن، ليس الانتحار ما "يدمر" المتلقي العارف، في هذا الكتاب ويجعله يصاب، فهذه بداهة "عاطفية" لا تنطلي على المتمرسين بالشعر وترجمته. ذلك أن "الدمار" الروحي الذي ينطوي عليه لا يستدر الشفقة بقدر ما يستدر الحريق الأدبي، وبقدر ما يفتح الدروب، دروب العين والقلب والتأمل والرؤية، إلى طعنات الشعر النجلاء، وترجماتها، وإلى جهنم الذات الشعرية وتلبداتها.

أنطولوجيا جامعة مانعة، وليست للنزعة والترفيه "الأكزوتيكي" في عالم الشعراء الانتحاري. تنطوي على ترجمات لقصائد مهلكة من فرط رؤيويتها، وعلى مقدمة دراسية ونبذ ومعارف ومقابسات ومقارنات وتحليلات، شعرية ولغوية ونفسية، وطبية، ذلك أن القارئ الذي يقرع بابها ويقع في مطبها، يجد نفسه تحت سقف عمارة "انتحارية"، خالصة، وخالية من الثغر والنقائص. فكأنها حصيلة عمل جماعي مضن ودؤوب لفريق متكامل من الباحثين والدارسين والمترجمين، من العالم أجمع، في حين أنها صنيع الشاعرة والمترجمة جمانة حداد وحدها.

ولا يملك القارئ حيال هذه العمارة سوى أن يذهب إلى الداخل، نزولاً أو صعوداً، لكن عميقاً وإلى الفور، ليقيم المصالحة الممضة مع هذا النوع الجحيمي من الشعر ومن الدراسات. ومع هذا الشغل المجتهد، الذكي، المتأني، المنبش، الجامع شغف الشعر والترجمة إلى العلم الأنطولوجي والموسوعي، وتوتر القلب إلى سدرة الصفاء العقلي.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved