طَعْمُكِ مُفْعَمٌ بِعِطْرِ الآلِهَة

2014-01-25
إل//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/bfd081e2-7480-4376-9c0c-617719d34dc3.jpegى مُعَذَّبي الأوطان.. وإلى مُحِبّي الحياة

أقولُ:

 

كُؤوسُ ذِكْراكِ

حَطَّمَتْني على شِفاهِ فَرَحٍ

لَمْ يَنْسَ طَعْمَكِ المُفْعَمَ بِعِطْرِ الآلهَة

وأنا

ما فَتِئْتُ خَيطًا مُعَلّقًا بفضاءِ عَينَيْكِ

ما نَضُبَتْ علائِقي الوَرديَّةُ منكِ

ولا

مِنْ نُضْرةِ سماواتٍ مُرَصَّعةٍ

بانْثيالاتِكِ اللاَّزورْدِيَّة!


حقولُ شقاوَتي

تَهالكَتْ على وَصْلِ غيْثِكِ

كمْ تاقتْ تَخْضَرُّ بينَ ثرْثرَةِ أناملِكِ

وكمِ اسْتَغاثَتْ

أنِ اجْبِليها بِعصا خُلودِكِ عصافيرَ نَدِيَّةً

تَرْتسِمُ دَيمومَةَ لَوْعةٍ..

بضوْءِ عُهْدتِكِ العَصِيَّة!


مُهْرةَ روحي الحافِيَة

ألا هُزِّي عتمَةَ وَجهي الذَّاويَة

سَرِّحيها نَوْرانِيَّةَ عدالَةٍ..

في مساماتِ جهاتِ مَوازينِكِ

عَلَّني.. أَنْغَمسُ بِكِ خُبزَ براءَة.


لا تُقْصيني أيا طوفانِيَ المُشْتَهى

نوافيرُ فَرارِكِ.. فَجَّرَتْ ضوْئِيَ اللَّيْلكِيّ

طاغيَةُ الحُمْرةِ باتتْ شهْقاتُ خيالي الكافِرِ

كَجذْوَةٍ مُجَمَرَّةٍ غَدتْ خفَقاتي!


ثنايا انْكِساراتي

ما فَتِئَتْ تُؤْنِسُني بصوْتِكِ المُتَهَدجِّ

حُضورُكِ ..

ما انْفكَّ يُبْهِرُني صُداحُهُ

يَجْلِبُ ليَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ المطرَ

يَجعلُني أذْرِفُ كُلَّ عنادِلَ لِبْلابي!


مَنْ يُنجِدُني مِنْ سطْوةِ صوتِكِ

حينَ تَفتحُ لِيَ غِرْناطةُ السّماءَ؟


أو حينَ أَنهَمِرُ غيومًا على كُلِّ موْجَةٍ

تَنْداحُ مِنْ شَفتيْكِ "حياتي"؟


أنَّى تَعْتَلينَ مَوْجَةَ ذُهولي الخَرساءَ

فأَخْلُصُ مِنْ آثامي؟


أنا مَنْ جِئْتُكَ مَوْلودًا

بِلا حُجُبٍ وَلا أَقْنِعَة

ما كُنتُ لاهِيًا عَنْ نَقاءٍ.. عَبَّدَ القلوبَ بِطُهْرِكِ

وَنفضَ عنّي كُلَّ عرائي!


تمَرُّدُ خفْقَتي المَهْووسةِ.. لا تَلْجُميها

لا تُحيليني وَطنًا.. مُثْقَلًا بِالمَناقيرِ

أَبَدًا

مَناقيري.. ما خَنعَتْ لِدَساتيرِ هُرائِهِم!


على أَوْتارِ "حياتي"

عَزَفْتُ هَيْكلَكِ المُنيفِ بِكِ..

ضوْءًا أَزلِيًّا لا يَنْضُبُ

نَصَّبْتُكِ على عَرْشِ عَتمتي

لِيَسْتَدِلَّ بِخُشوعِكِ خُشوعي.


حُنْجرَتي الماسِيَّةُ.. ذابَتْ مَزاميرَ اسْتِغْفارٍ

على امْتِدادِ جَذْوَتِكِ!

كانَ ابْتِهالي أَعْمَقَ عَبَقًا..

حينَ حَضَرَ رُواؤُهُ جِرارًا

يَتَهَجَّى قِراءاتِهِ في مَحاريبِ حَنانِكِ!


كانَ صِيامي أَنْقَى أَجيجًا

يَتْلو على مَسامِعِ مائِكِ عَطَشَه!

بادِليني صَلاةً..

تَعْجَزُ عن قوْلِها لُغَةٌ قاصِرَة!


ها طَعْمي قَدِ اكْتَمَلَ في حَضْرَةِ نيرانِكِ

وَها دُنُوُّكِ.. كَفيلٌ بِإِعادَتي مُتعبِّدًا..

إِلى نِصابِ مَعْبَدِكِ.


لا تَقْتَلِعي أَوْتادَ جَأْشي

فَأَذوبُ على مُنْحَنى وَهْمٍ..

فيهِ مَحْوي

جَلْبِبيني بِظِلِّكِ الأَخْضرِ

حينَ تَخْلَعُ الأَقمارُ قِشرَتَها


أرْجوكِ.. اقتَرِبي مِنّي

وَانْتَشِليني مِنْ سُدَفِ عَتْمَتي الحَدْباء!

أَتُراني اسْتَسْقَيْتُ رَمادَ فُؤادٍ

تَلاشى في تَقاسيمِ قَفَصٍ جَليدِيٍّ؟


أتيحي لِشِفاهِ لَيْلي..

أَنْ تَلْثُمَ مَعْزوفاتِكِ

لِتُشْرِقَ شُموسُكِ مِنْ أقداحي مَواسِمَ حَصاد!


مُنْذُكِ

وَبَيادِري..

ما اسْتَباحَتْها إلّا تَسابيحُ ذِكْراكِ!

مُنْذُكِ..

وَسَنابِلي العَتيقَةُ.. تَدَّخِرُ قَمحَكِ

بارِكي طَواحينَ قَلْبٍ لا تَنْبِضُ..

إلّا بِأعاصيرِكِ اليانِعَة


اِعْصِفي بي

عَسْجِديني.. بِراحَتَيْكِ الشَّفَّافَتَيْنِ

لَوِّنيني.. بِسَطْعِكِ

كَيْ يَنْضُوَ عن روحي أَترِبَةَ الغِيابِ.


نَأْيُكِ آسِنٌ..

يُحَوِّطُني بِمائِكِ المُقَدَّسِ

أَخْشاهُ يَسْلِبُني نَبْعِيَ المُلَوَّن!


تَخَطَّفيني مِنْ بَيْنِكِ مَلائِكَةَ حُروفٍ

تُذْكي هَجيرَ قَناديلي بِاشْتِهاءاتِ الكَواكِبِ!


وَحْدَكِ.. مَنْ رادَفَ جَرْفُها حَرْفَها

وَغَدَوْتُ طَمْيًا.. على ضِفافِ رَحيلِكِ!


يا مَنْ كُنتِ كَمائِنَ اقْتِناصي..

بِفِتْنَتِكِ الآسِرَة

أنا المَسكونُ بِدَفْقِ الظَّمَأِ

لِتَفاصيلِ شُموخِكِ

مَتى تَغْدينَ شارَةً عَذراءَ.. على عَوْدَتي الأبَدِيَّة؟


أنا مَنْ تَكَلَّلْتُ بِمَواسِمِ الدُّوارِ

تُراقِصُني طُقوسي المَنْذورَةُ..

على إيقاعِكِ الضَّبَابِيِّ

عَلَّني أسْتَعيدُ نَبْضِيَ..

إِنْ مَكَثْتِ بَيْني وَبَيْني!


ألْقيني بِحضْنِ وَقتٍ يُمْعِنُ في عِناقِكِ

كَم أجادَ التَّفَلُّتَ مِنْ بَينِ أصابِعي

وَنَحَّاني مُغَرِّدًا وَحْدَتي

دَعيني..

أَتَوارى خَلْفَ صُداحِكِ

حَيْثُ طابَ لَهُ المُكوثُ الرَّيَّانُ

على هَوامِشِ ضوْئِكِ.

آمال عواد رضوان

كاتبة ، شاعرة وصحفية فلسطينية، محررة الوسط اليوم الثقافي 
 لها : *1- بسمةٌ لوزيّةٌ تتوهّج/ كتاب شعريّ/ آمال عواد رضوان/ عام 2005. *2- سلامي لك مطرًا/ كتاب شعريّ/ آمال عواد رضوان/عام 2007. *3- رحلةٌ إلى عنوانٍ مفقود/ كتاب شعريّ/ آمال عوّاد رضوان/ عام 2010. *4- أُدَمْوِزُكِ وَتَتعَـشْتَرِين/ كتاب شعريّ/ آمال عوّاد رضوان/ عام 2015. *5- كتاب رؤى/ مقالاتٌ اجتماعية ثقافية من مشاهد الحياة/ آمال عوّاد رضوان/ عام 2012. *6- كتاب "حتفي يترامى على حدود نزفي"- قراءات شعرية في شعر آمال عواد رضوان 2013. *7- سنديانة نور أبونا سبيريدون عواد/ إعداد آمال عوّاد رضوان/ عام 2014 *8- أمثال ترويها قصص وحكايا/ إعداد آمال عوّاد رضوان/ عام 2015 وبالمشاركة كانت الكتب التالية: *9- الإشراقةُ المُجنّحةُ/ لحظة البيت الأوّل من القصيدة/ شهادات لـ 131 شاعر من العالم العربيّ/ تقديم د. شاربل داغر/ عام 2007 *10- نوارس مِن البحر البعيد القريب/ المشهد الشّعريّ الجديد في فلسطين المحتلة 1948/ عام 2008 *11- محمود درويش/ صورة الشّاعر بعيون فلسطينية خضراء عام 2008 صدرَ عن شعرها الكتب التالية: *1- من أعماق القول- قراءة نقدية في شعر آمال عوّاد رضوان- الناقد: عبد المجيد عامر اطميزة/ منشورات مواقف- عام 2013. *2- كتاب باللغة الفارسية: بَعِيدًا عَنِ الْقَارِبِ/ به دور از قايق/ آمال عوّاد رضوان/ إعداد وترجمة جَمَال النصاري/ عام 2014 *3- كتاب استنطاق النص الشعري (آمال عوّاد رضوان أنموذجًا)- المؤلف:علوان السلمان المطبعة: الجزيرة- 2015 إضافة إلى تراجم كثيرة لقصائدها باللغة الإنجليزية والطليانية والرومانيّة والفرنسية والفارسية والكرديّة. * 
الجوائز:
*عام 2008 حازت على لقب شاعر العام 2008 في منتديات تجمع شعراء بلا حدود. *عام 2011 حازت على جائزة الإبداع في الشعر، من دار نعمان للثقافة، في قطاف موسمها التاسع. *عام 2011 حازت على درع ديوان العرب، حيث قدمت الكثير من المقالات والنصوص الأدبية الراقية. *وعام 2013 منحت مؤسسة المثقف العربي في سيدني الشاعرة آمال عواد رضوان جائزة المرأة لمناسبة يوم المرأة العالمي 2013 لابداعاتها في الصحافة والحوارات الصحفية عن دولة فلسطين. وبصدد طباعة كتب جاهزة: *كتاب (بسمة لوزيّة تتوهّج) مُترجَم للغة الفرنسيّة/ ترجمة فرح سوامس الجزائر *كتاب خاص بالحوارات/ وستة كتب خاصة بالتقارير الثقافية حول المشهد الثقافي في الداخل *ستة كتب (تقارير ثقافيّة) حول المشهد الثقافي الأخضر 48: من عام 2006 حتى عام 2015

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved