ولئن كان ظهور بعض العلوم المهتمة بالتواصل ودراسة أساليب التأثير في المتلقي وتوجيه انتباهه نحو "بضاعة" بعينها تحكم في طرائق صياغة كثير من عتبات النص وتشكيلها، فقد أسهم تطور تقنيات طباعة النصوص وترويجها إلى حد بعيد في تزايد الاهتمام بها.
وليس معنى ذلك أن الوعي بقيمة العتبات وأهميتها حديث النشأة متأخر الظهور، وأنه ظل مرتبطا بعلوم محددة، متوقفا على اكتشاف الطباعة وتطورها، بل إنه قديم قدم حركات التأليف الأدبي والعلمي، وبالرغم من كونه لم يبلغ أعلى درجات النضج النظري والمنهجي والتطبيقي، إلا أنه انبثق - بدرجات متفاوتة- مع ظهور النصوص الأولى، وأخذ في التنامي والتطور وفق مستوى وعي القدامى بقيمة عتبات النص وأهميتها .
وإذا كانت الدراسة الراهنة تسعى إلى مقاربة عتبات النص من خلال متن روائي، فإنها ترى -لاعتبارات نظرية ومنهجية أيضا- ضرورة الوقوف قبل ذلك عند التصورات القديمة والحديثة بهذا الخصوص" وفي كلمة تصديرية كتبها الناقد والاكاديمي الدكتور عبد الجليل بن محمد الازدي يرى ان الباحث : جمع بين المشاغل النظرية ودراسة حالة محددة، علاوة على أنها صيغت في سياق أكاديمي-جامعي يعود إلى بداية التسعينات، وذلك قبل أن تنبري العديد من المصنفات للاهتمام بهذا الموضوع. ولاشك في أن هذا يشير إلى نمط من السبق المعرفي والتاريخي الذي لا يعدم مقدماته في الحقل الجامعي المغربي، وإن ظلت هذه المقدمات رهينة التقاليد الشفوية" بينما نقرا في تقديم الكاتب والباحث الدكتور جمال بوطيب :ولعل أهم ما يميز الكتاب هو سعي مؤلفه إلى خلق تآلف بين الدلالي واللساني في حقل السرديات من خلال مكون هو العتبات.. بتفاصيلها الصغرى، من عناوين وعناوين داخلية، ومقتبسات ووظائفها، وإشارات ومرجعياتها، مميزا بين التمظهرات الغرافية والتيبوغرافية، والصور والأيقونات، والأسس والهوامش، والدوال والمدلولات، مازجا - دونما خلط - بين خلفيات مرجعية وفكرية مختلفة، تمتد من الدلالي إلى اللساني إلى السيميائي إلى الشعري"
للاشارة فإن هذا الكتاب ياتي بعد اصدارات المجلة .
الاستاذ ادريس كثير : نهاية المنهج وبداية التأويل.
الدكتور احمد شراك: الثقافة وجواراتها.
الدكتور سعيد كريمي: عتبات مسرح القسوة.