الرياضي يختلف عن الذي لا يزاول الرياضة، فالجهد الذي يبذله الرياضي يختلف من الناحية الفيزياوية وما يترتب على ذلك من أستخدام أكبر للأوكسجين والمواد التغذوية للأنسجة وكذلك بالفضلات التي تنتج عن ذلك الجهد، فكلما زادت حركات الأنسجة والأجهزة والأعضاء، كلما زادت الطاقة التي تحتاجها من أجل أنجاز الشغل المطلوب .

وهذا يعني أن كل ما موجود في الجسم من دم وهورمونات وأنزيمات وغازات وأملاح ومعادن وفايتمينات وغيرها، مشترك في هذا الجهد وبكل تأكيد يختلف من ناحية الأحتياج بين شخص رياضي عن أخر غير رياضي، لأن الشخص الرياضي يحتاج طاقة أكثر واكبر، وكل هذه الأوليات يدفعها القلب الى أنحاء الجسم المختلفة .

ممارسة الرياضة عند المحترفين بشكل خاص يؤدي الى تضخم القلب الحميد ( غير المرَضي، غير المؤذي )، حيث أن المجهود الجسماني العنيف يؤدي الى ازدياد ما يدفعه القلب عبر ممراته الخارجية فيزداد نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يزيد من كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الى عدة أضعاف ( كما ذكرنا ذلك في الجزء الأول ) .

فنتيجة لهذا الجهد الكبير الذي يبذله القلب فأن معدلات أنقباض وأنبساط العضلات القلبية ستزداد ونتيجة لذلك فأن معدل سريان الدم منه واليه تتضاعف وبالتالي وكنتيجة لكل ذلك فأن نسيجيه العضلي والليفي سيتضخمان، ولكنه تضخم ليس مرَضي،والدليل على ذلك فأن الأعراض والعلامات التي تصاحب تضخم القلبي المَرَضي تكون غائبة تماماً عند الرياضييين فلا يوجد خلل في وظائف القلب الأنبساطية والأنقباضية، كما أن تضخم القلب يتراجع تدريجياً حينما يتوقف الشخص عن ممارسة الرياضة .

 

وأيضاً له أسبابه التي تجعل القلب غير قادر على العمل بكفاءة، وغالباً ما يحصل ان يكتشف في المرحلة الأولى ما بعد الولادة أو يتم أكتشافه في مرحلة الشباب، وأحياناً يتطور بشكل سريع وفي الأحيان ينحى منحاً سيئاً في حصول بعض الأمراض الأخرى.

أسبابه:

1.   عدوى ألتهابية.

2.   العيوب الخلقية في أي جزء من أـجزاء القلب.

3.   نقص وسوء التغذية.

4.   العوامل الوراثية .

 

أولاً ـ التضخم التوسعي/ هو الأكثر شيوعاً من كل الأنواع، حيث تمدد عضلة القلب فتصبح ضعيفة وبالتالي تقل كفاءة القلب في ضخ الدم، ينتج عن ذلك عدم انتظام ضربات القلب، زيادة أحتمال حصول الخثرات الدموية، وعجز القلب، ويعاني المريض من: شحوب البشرة، برودة الجسم والتعرق، تسارع ضربات القلب، سرعة وضيق التنفس، ألم بالصدر، الشعور بالتعب والأرهاق، تراجع الشهية، ضعف النمو.

ثانياً ـ التضخم الخاص بنمو عضلة القلب/ يؤثر في البطين الأيسر ويؤثر في الصمام الفاصل بين البطين والأذين الأيسرين، غالباً ما يحصل هذا التضخم لأسباب وراثية، ويعاني المصاب من: ضيق النفس، الدوار، ألم بالصدر، عدم أنتظام ضربات القلب، الأغماء.

ثالثاً ـ التضخم التضيقي/ وهو ليس منتشر ولكن القلب يعاني من عدم قدرته على التقلص والأنبساط بشكل طبيعي جراء تصلب البطينين، هناك أمراض رغم عدم شيوعها ولكنها موجودة وتسبب تضخم القلب، مثل : تصلب الأنسجة الرابطة والجلد والأعضاء الداخلية للجسم، مرض ترسب البروتين والنشا في أسجة الجسم ( ويسمى موض نشوان )، مرض ( ساركويد ) وهو ينتج عن ألأتهاب العقد اللمفاوية، بعض أمراض سوء التمثيل الغذائي وكذلك السرطان والعلاج الكيمياوي، يمتاز هذا التضخم أضافة الى الأعراض والعلامات أعلاه بوجود تورم في الأطراف.

رابعاً ـ تضخم البطين الأيمن/ أغلب أسبابه رئوية، يؤدي الى خلل في كهربائية القلب مما يتسبب بعدم أنتظام ضربات القلب، غالباً ما يؤثر على نمو الطفل المصاب، المريض يعاني من الخفقان، الأغماء بعد بذل مجهود بدني، ويمكن أن يسبب السكتة القلبية المفاجئة.

وعلى العموم فأن المضاعفات يمكن أيجازها بـ:

1.   عجز القلب الناتج عن تضخم البطين الأيسر، بمعنى عجز القلب في ضخ الكمية الكافية من الدم الى أنحاء الجسم عبر الشريان الأبهر.

2.   حصول الخثرات الدموية الصغيرة في بطانة القلب، وإذا ما حصل واندفعت تلك الخثرات، فلربما تسبب الجلطات القلبية أو الدماغية أو في أي وعاء من أوعية الجسم الدموية فتسبب انسداده. إن حصول حالة الارتعاش الأذيني في القلب هي أحد أهم أسباب حصول الخثرات الدموية .

3.   الإغماء والموت المفاجئ .

العلاج/

قلنا أن علاج تضخم القلب يعتمد على اكتشاف السبب، وفي أغلب الأحيان تتم السيطرة على الحالة من خلال:

1.   العلاجات والتي تهدف الى تقليل الجهد المسلط على القلب، كالأدوية المخفضة للضغط وكذلك المدررة والمنشطة لعضلة القلب، إضافة الى علاج بعض الأسباب كتراكم الحديد، مشاكل الغدة الدرقية، انقطاع التنفس أثناء النوم، الخثرات الدموية ( بأستخدام مميعات الدم )، تليف الرئتين، التهاب القصبات الهوائية المزمن وغيرها .

2.   تغيير نمط الحياة كالعادات ( التدخين وتناول الكحول )، وكذلك تغيير الأنماط التغذوية .

3.   أستخدام الجهاز المحفز للقلب.

4.   في بعض الحالات نحتاج التداخل الجراحي كما في حالة تلف الصمامات القلبية أو عملية زراعة القلب .