طاقةُ المستعمرات في خدمة الاستعمار / طوابع سعد الجادر الفضيّة - 42

2017-11-15
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/edaca930-781c-4dec-8527-36c6db0ec375.jpeg

 تُمثّل الطاقة: النفط والغاز، السِلعة الاستراتيجية الأعظم أهمية في العالم . وعليها تعتمد السلع المهمة الأخرى: الغذاء، والدواء، والسلاح ...
والطاقة محرّكة القوّة والحضارة والحروب ... ومِدْرارة لأموال خياليّة ودائمة وسريعة، وأساس  قوّة الغرب الاقتصادية والعسكرية، وتطوّره العلمي والتقني والثقافي، وضامنة الرفاه والاستقرار والأمن القومي فيه .
 وسيظلّ الوضع كذلك إلى أمد غير معروف، خاصة وأنّ تغيير واستبدال تقنية ومجالات الاستعمال من مصانع ... ومواصلات جوية وبرية وبحرية ... واستخدام منزلي ... تتطلّب تمويلاً بترليونات الدولارات، وجهوداً جبّارة، وزمناً طويلاً .
فهلْ أن التخطيط للسيارات الكهربائية سيستعيض عن النفط ؟. وهل سينسحب ذلك على الطائرات فتطير بطاقة الازبال مثلاً ؟. أما المفاعلات الذريّة فهي خطرة، والمعروف منها حوادث تشيرنوبيل، وفوكوشيما، وممّا لا يزال سراً ...
وما الترويج الدَوْري عن قرب نضوب النفط، وتطوير بدائل له كمصادر للطاقة، مثل الذَرّة، والنفط الصخري، وزيت النخيل، والّذُرَة، والأزبال ... إلا من قبيل الكذب والخداع والتضليل الاستعماري، و"الدراسات العلمية" المأجورة، وما أكثرها . 
وتبقى أُم السياسات الغربية هي كيفية نهب الغرب  لثروات جنوب الارض من نفط وغاز ومعادن كريمة وثمينة وتحويلها الى الغرب: من الفقراء ليزدادوا فقراً إلى الأغنياء ليزدادوا غنى .
وللنفط أهمية استثنائية لتحقيق مصالح النخب الاستعمارية، وتسيير المشروع الأمريكي الامبراطوري للسيطرة على باقي ثقافات العالم: الاسلامية، والأوربية، والصينية، والهندية، والروسية، واليابانية، والأمريكية اللاتينية وباقي القوى العالمية .
وضمان تأمين إمدادات النفط والغاز من التنقيب إلى الاستهلاك أمر حيوي ورئيسي وأساسي للغرب للمضي في ثقافة الاستعمار: شنّ الحروب وبيع الاسلحة، وتشغيل ملايين العاملين في مصانعها، وتعمير الخراب الذي تُخلفه حروب الغرب، وتصدير سلع الغرب إلى أسواق المستعمرات، وتواصُل الرفاه الغربي، والذي خلَّف على مدى العقود السبعة الاخيرة فئة واسعة من المتقاعدين، الذين يجب ضمان تقاعدهم لاستقرار السلم الاجتماعي . إضافة إلى اضطرار الغرب لتمويل ربما مئة مليون مهاجر من المستعمرات بعد أن ضاقتْ بهم بلدانهم، التي محقها الاستعمار فأصبحوا بلا أرض ولا عمل ولا سكن ..
 لذلك يشنّ الغرب الحروب بثلاثة اتجاهات: الهيْمنة على مصادر الطاقة . ومنع المنافسين الدوليين من الوصول إليها . وحرمان أصحابها  من استغلالها وتصنيعها والتمتّع بخيراتها . وهذا مايُحدد علاقة الغرب بالمستعمرات، وبالقوى الاقتصادية والعسكرية الصاعدة .
إنّ النفط والغاز، والموارد الطبيعية الأخرى في المستعمرات هي من غنائم ثقافة الاستعمار. وللغرب، وخاصة أمريكا خططاً للسيطرة على هذه الكنوز أينما وجدت في العالم :
فيما يلي مقتطفات من (عمرو كمال حمودة، الاستراتيجية الأمريكية للسيطرة على بترول الشرق الأوسط، اليسار الجديد، العدد الرابع – شتاء 2003، ص. 35-59 ) : " لقد كان من أهم عوامل مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، الاهتمام ببترول الشرق الأوسط ... والبترول في المملكة العربية السعودية والعراق وإيران والبحرين هو أكبر جائزة في التاريخ ... ان نفط العراق والكويت سيتم تقسيمه بيننا ( أمريكا وبريطانيا ) بالتساوي، أما نفط المملكة العربية السعودية فهو لنا ( لأمريكا ) بالكامل ... مع التشديد على الحفاظ على الخامات النفطية الأمريكية في باطن الأرض كاحتياطي استراتيجي عسكري وتعويضه بالاستيراد من الخارج ... استخدام جزء من فوائض الأموال العربية ليكون هو نفسه الاستثمار الذي يوجه لتوفير بدائل للطاقة منافسة للبترول العربي ... لقد كانت حرب الخليج الثانية بسبب النفط ومن أجل النفط ... فالأهمية التي تعلقها الادارة الأمريكية على نفط العراق .. بالاضافة الى ان الوجود العسكري الأمريكي في العراق، سوف يهدد ويقلق ويربك القيادة في ايران، كما انه سيحمي ظهر القوات العسكرية الأمريكية الموجودة بالقرب من نفط بحر قزوين ...”
وعن ( حسين جلعاد، مملكة النفط والسيف، مستقبل الصراع في جزيرة العرب، القدس العربي 17/12/2003 ) : "... وفي واحدة من أعجب أحداث التاريخ الأمريكي، كما اعتبرها الكثير من المؤرخين، فان تحالفا سيمتد عقودا طويلة ابتدأ بلقاء سري على متن السفينة الحربية الأمريكية كوينسي بين الرئيس الأمريكي روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود في قناة السويس وذلك عام 1945 اثر مؤتمر يالطا مباشرة. ورغم ان تفاصيل الاجتماع لم تعلن على نطاق واسع، فقد اعتقد ان روزفلت اعطى الملك السعودي وعداً بحماية المملكة الناشئة من أعدائها الخارجيين والداخليين مقابل ضمان تدفق النفط السعودي الى الآلة الأمريكية، وهو الترتيب الذي عد بمثابة القلب الأساسي للعلاقة السعودية-الأمريكية ."
وعن ( رسالة الاخوان، العدد 263، 18/01/2002 ) : "ان السياسة الأمريكية الحالية في محاولتها السيطرة الكاملة على منابع النفط والغاز الطبيعي في منطقة بحر قزوين وتأمين امداداتها عبر طرق بعيدة عن روسيا وايران تفسر لنا الاهداف الحقيقية للحملة العسكرية الأمريكية غير المبررة على أفغانستان ."
وعن ( القدس العربي، 12/02/2004، وثيقة بريطانية : أمريكا أعدت خطة لاحتلال السعودية عام 1973 للسيطرة على منابع النفط.) :  “وتحمل الوثيقة عنوان "الشرق الأوسط : امكانية استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة ... وذلك للاستيلاء على حقول النفط في السعودية والكويت، والطلب من بريطانيا القيام بنفس العمل في أبو ظبي ."
وعقب تدمير الجيش العراقي وإخراج ماتبقى منه من الكويت في 1991 تواجدت القوات الأمريكية بكثافة في مواقع إنتاج النفط وموانيء شحنه، حيث ان "ناقل النفط أهم من مالك" والتفت أمريكا حول نفط القوقاز وبحر قزوين: أذربيجان، وكازاخستان، وتركمنستان، بهدفين مَحْموميْن: نهب النفط، و "الإعاقة التامة لأي مسارات تنقل النفط والغاز من القوقاز عبر روسيا وإيران".
وبالنسبة الى أفريقيا، تنتقل أمريكا من عار استعباد عشرات ملايين الأفارقة إلى عار نهب النفط. فعن ( رسالة الاخوان، العدد 451، 03/03/2006 ) : "بناء قواعد عسكرية أمريكية لتأمين نفط أفريقيا": "وتركز الولايات المتحدة في سياق مساعيها لتوفير أكبر تنوع في مصادر واردات النفط اهتمامها على ست دول أفريقية هي: نيجيريا وأنجولا والجابون والكونغو وتشاد وغينيا الاستوائية ." والسعي لاقامة قاعدة عسكرية في جنوب السودان . وانشاء قواعد عسكرية اخرى في المغرب العربي . وكذلك في جيبوتي والسنغال وكوت ديفوار ..."
وبموازاة القواعد العسكرية، ولتكريس تخلف الأفارقة باشاعة الفوضى، تنشر أمريكا إرهاب القاعدة، وبوكو حرام، والشباب، وداعش ... وتعمل على حرثها بالعمالة، وزرعها بالعملاء . 
إذ ينقلُ الغرب بلدان النفط والغاز إلى مرحلة معاصرة من الاستغلال والنهب، بابتكار الجهاد الارهابي الامريكي، والطائفية لتعويق وبعثرة حركة التحرر الوطني . وأفضل أمثلة ذلك حروب أفغانستان وسورية وليبيا واليمن ... وحُكم عصابات العملاء الفاسدين، الذي أقامه الغزاة بعد نسف العراق، وإنقاذ العميل الاستراتيجي للغرب، وخائن العصر، ودرّة التاج الاستعماري المجرم صدام حسين: 
Saddam Hussein Flown out of Baghdad by USA, Nexus, October - November 2003, P.9.
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/de9fa8f6-24b2-4950-815c-df1c73b2ae33.jpeg 
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/61a091d4-b65a-43b6-b02f-5abb29de3346.jpeg 
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/783c97f8-ffbc-49c2-ab7a-ea456f967a9a.jpeg  
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/958db8eb-f4db-460d-9b9b-0019a3b996c5.jpeg 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/aba706d7-4fdf-489f-a3b4-3ee1547ef877.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/0e631aa2-ced1-4919-b45a-e9e86badd512.jpeg

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved