تراث الشعوب بضائع في أسواق الغرب(الحلقة السادسة)

2012-04-05

مجموعات الفنون الاسلامية في العالم الاسلامي

يُعتبر متحف الفن الاسلامي في القاهرة، أكبر وأهم متحف في العالم لفنون المسلمين، وقد افتتح عام 1903؛ وهو المتحف الوحيد الأكثر تكاملا، نظرا لأنه يضمُ تحفا من مختلف مراحل تطوّر الفن الاسلامي، وبشتى موادِهِ ومواضيعِهِ، منذ الأمويين وحتى نهاية العصر العثماني. وهناك المتحف الاسلامي في القدس، الذي تأسس عام 1922. ومتحف طوب قابي للفن الاسلامي، ومتحف الفنون التركية والاسلامية في اسطنبول. والمتحف الاسلامي في كوالالمبور، وهو أكبر متحف من نوعه في جنوب شرق آسيا. ومتحف بروناي. ومتحف لاهور في باكستان.

وفي الخليج هناك متحف الحضارة الاسلامية في الشارقة، الذي تم افتتاحه عام 2008 وفيه منوعات من تحف المسلمين، مدعّمة بمكتبة للبحث. ومتحف أرض الّلبان، الذي افتتح عام 2007 في موقع أثري في صلالة جنوب عُمان يستعرض التراث الثقافي العُماني، وهو جزء من نشاط عُمان في تعمير وتأهيل القلاع القديمة لاغراض ثقافية وسياحية؛ ومتحف بيت الزبيرفي مدينة مسقط، المختص بالتراث العُماني ومنه مجموعة من الازياء والحلي والسيوف والخناجر؛ ومتحف فيصل بن علي المتخصص بفنون سلطنة عُمان. وتقام في هذه المتاحف معارض دورية مدعمة بخدمات ثقافية متنوعة، منها معارض للفنون الاوربية مثل لوحات من مجموعة " تيت غاليري " في لندن، وأخرى لأعمال رمبرانت، وسلفادور دالي، وبيكاسو. وهناك متحف الفنون الاسلامية في قطر الذي تم افتتاحه في الدوحة عام 2008 ويعرض نحو 800 تحفة تمثل جزء من آلاف أخرى محفوظة في خزائن المتحف، يحتضنها مبنى صمّمه المعمار الامريكي من أصل صيني " ليو مينغ باي "، كإحياء وظيفي ناجح لجانب من عمارة جامع ابن طولون في القاهرة.

إضافة الى المتاحف المغاربية، ومنها متحف باردو الوطني في مدينة تونس. والمتحف الوطني باردو في الجزائر العاصمة. ومتحف البطحاء في فاس، ومتحف الوداية في الرباط، ودار سيدي سعيد في مرّاكش. وجاء عن Riah Pryor, The Art Newspaper, No. 224, May 2011 بأن الأوضاع المضطربة في ليبيا أدت الى تعليق العمل بمتحف الفن الاسلامي في طرابلس، والذي كان من المزمع افتتاحه في سبتمبر 2011، وان تُحَفه الاسلامية اقتُنيت من دُوْر المزاد في لندن على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وهناك أجنحة لفنون المسلمين في متاحف رئيسة في العالم الاسلامي، كما هو الحال في كل من المتحف العراقي ببغداد؛ ومتحف دمشق الوطني؛ والمتحف الأثري الأردني في عمّان؛ والمتحف الوطني في بيروت؛ والمتحف الوطني في طهران؛ والمتحف الوطني في دلهي الجديدة؛ والمتحف الوطني للآثار في دوشامبيه؛ ومتحف الدولة المركزي في ألماتا؛ ومتحف الدولة لتاريخ أوزبكستان في طاشقند.

أما بالنسبة للمجموعات الخاصة، فهناك مجموعة دار الاثار الاسلامية في الكويت، التي يمتلكها الشيخ ناصر الصباح، وتديرها زوجته الشيخة حصّة الصباح؛ وهي من أهم وأثرى المجموعات الخاصة عن فنون المسلمين، والتي جابت منتخبات راقية منها، شتى بلدان العالم. وقد تطوّرت هذه المجموعة الى مؤسسة ثقافية مرموقة تتواصل مع المجتمع الكويتي والعربي والاسلامي والعالمي، وذلك من خلال أنشطتها الدورية والفعّالة في العرض. إضافة إلى اقامة مؤتمرات ومواسم ثقافية سنوية تستعرض تراث المسلمين وغيرهم من أمم. وكذلك ربط المجموعة بالمجتمع بانشاء " جمعية أصدقاء دار الاثار الاسلامية ". الى جانب معرض " ذخيرة الدنيا " الذي جاب مختلف بلدان العالم لمدة عشر سنوات. بالاضافة الى تمويل الحفريات الاثرية وترميم الاثار. ولم ينل من هذه المجموعة إفراغ قوّات صدام حسين الغازية للمتحف الوطني في الكويت من محتوياته ونقلها الى بغداد. فبعد الغزو الأمريكي - الأطلسي لاستكمال مؤامرة احتلال الخليج بذريعة " تحرير الكويت "، تمّ الاتفاق من خلال هيئة الامم المتحدة على إرجاع المنهوب من الآثار والتحف والعنتيك والأعمال الفنية، فأعيد جلّها الى الكويت، وكان بعضها معطوبا.

وهناك متحف طارق رجب في الكويت، وهو متحف مهم يضم مقتنيات إسلامية متنوعة، ومدعم بمكتبة مرجعية. ومتحف " بيت القرآن "، الذي أقامه عبد اللطيف كانو في المنامة. ومتحف عبد الرؤوف حسن خليل في جدة، ويضم منوّعات طريفة من التحف والأعمال الفنية العربية والاسلامية. ومتحف أحمد خوري، الذي أقامه بمنزله في أبو ظبي، وفيه قطعا أثرية من تاريخ الامارات، وتحفا اسلامية أهمها المسكوكات والحلي. ومتحف فيصل آل ثاني في قطر، وهو مبنى ضخم يضم مايعكس الاهتمامات المتعددة لصاحبه مما نجم عنه خليط غير متجانس يشمل مدافع وسيارات وعربات ودراجات وزوارق ومتحجرات بحرية وبنادق وسيوف وخناجر وتحف من الزجاج والسيراميك والزرابي والأزياء والمخطوطات والاخشاب والمعادن والحلي والمسكوكات وغيرها. ومتحف أحمد زبانة في مدينة وهران الجزائرية، الذي تأسس عام 1885، ويضم تحفا اثارية وإتنوغرافية ومسكوكات متنوعة معظمها إسلامية.

وفي تركيا هناك مجموعة صبانجي، التي تعرض الان في "متحف صبانجي " باسطنبول، والذي تفرّعت عنه عدة أنشطة ثقافية وفنية، منها "جامعة صبانجي "؛ إضافة الى المعارض الفنية المتنوعة ، سواء تلك التي يستقبلها المتحف من خارج تركيا، أم التي يقيمها المتحف لمنتخبات من مجموعته في مختلف أنحاء العالم.

وأصبح مَنْ تقدّم ذكرهم، بالاضافة إلى آخرين، مثل محمد لمبادة المتخصِّص بالمسكوكات الاسلامية ؛ وسعد الجادر المتخصِّص بفنون الصياغة الاسلامية، من بين جامعي التحف الاسلامية في العالم.

وبتواصل الجمع حصلت نقلة نوعية عند البعض، بانشاء متاحف في العواصم والحواضر العربية والاسلامية مما تقدم ذكر بعضها. الى جانب ظهور مزادات محلية لتسويق الفن، كما في بغداد واسطنبول والكويت، تستقطب بعض ماتبقى من تحف وأعمال فنية في خزين العوائل.

للمزيد من المعلومات حول المجموعات الفنية الاسلامية في العالم يمكن الرجوع الى( Karin Adahl and Mikael Ahlund, Islamic Art Collections An International Survey, Curzon Press, Surrey, 2000 )

تمثل المجموعات الفنية الاسلامية المُشار لها، وغيرها، العامة والخاصة، سواء تلك المحفوظة في الغرب، أم في العالم الاسلامي، جزء مما أبدعه المسلمون، ومَنْ تَساكنَ وتعايشَ معهم من مكوِّنات متعددة على مجال جغرافي واسع من الارض انتشر عليها الاسلام في آسيا وأفريقيا وأوربا على امتداد يزيد على 1400 عام. ويعكس ماسلم من تراث جوانب من الذاكرة الثقافية والفنية التاريخية للأقوام والشعوب التي انضوت تحت لواء الاسلام. وتشمل المصنوعات الفنية والحرفية لكل ماهو مطلوب ونافع للاستخدام البيئي والمنزلي، وجميل بالمظهر ومُمْتِع بالنظر، ومُدهش وساطع ومُبهر بصورته الفنية ومرجعيتها الاسلامية، مما أبدعته أجيال من الفنانين ومهرة الصنّاع والحرفيين بمختلف ماصنع من مواد: من الفضة والذهب الى الطين والخشب.

ولم تُنْتَج هذه القطع والأصناف، مهما كانت المادة المصنوعة منها، كتحف، بل كبضائع وظيفية للإستخدام اليومي والدَوْري؛ مما يعكس موهبة وأستاذية وحذق صُنّاعها، الذين نقلوا منتجاتهم الى مصاف الكنوز المتحفية . إذ ان " ثمن " المادة الخام يلعب به التجلّي الابداعي للفنان " صعودا ونزولا " ضمن النظام الروحي والتقني لتشكيله: صعودا، عندما تكون القيمة الروحية - الجمالية للقطعة، بشخصيتها الاسلامية وإتقان تنفيذها وإخراجها هي أساس العمل، وليس المعدن النفيس ولاالحجر الكريم الذي يفقد ثمنه المادي ليصبح أحد مكونات المنتوج الفني. ونزولا، عندما يتحول الطين إلى إناء جميل وجذاب ومُتقن يوضع اليوم كتحفة في متحف، أو في دار مزاد فيحقق أرقاما عالية يصل بعضها الى مئات ألوف الدولارات.

فالمهم في المنتوج الفني الإسلامي ليس ثمن المادة، بل جوهر وجمالية الفن وإتقان الصنعة. ومع " الصعود والنزول "، فإن الفنان المسلم لم يُوَقِّع عمله في جُل الأحيان، فيبقى مجهولا، مُتَخَلِّيا عن ذاته وفرديته أمام عبوديته للواحد الأحد، الذي " يحب اذا عمل أحد عملا ان يتقنه "، كما قال الرسول الكريم.

وهكذا فقد كان لفنون المسلمين وظائف متفاعلة مع البيئة والضرورة: فكل مَعْلَم كان بالأمس جزءأً عضوياً من البيئة المحيطة: المدينة والسوق والزقاق والساحة...؛ وموضوعا وأداة للاستخدام في الحياة اليومية: في المنزل والقصر والمسجد، كأثاث ومواد استهلاكية لشتى الأغراض. وهذه " القطعة " نفسها انتزعتها الرأسمالية وحوّلتها من عضوية موقعها: فائدة وجمالا؛ ومن وظيفية استخدامها، إلى تحفة مُهاجِرة ومُنْعَزِلة وغريبة مسجونة في خانة زجاجية في متحف ومعرض وصالة ودكان ومزاد؛ وإلى بضاعة - تحفة - أرباح. وبعد أن كان ثمنها درهما أو جزء منه، أصبحت تحقق عشرات ومئات وملايين الدولارات في مجال موحش لم تُخلَق وتُوجد من أجله. لكنّها بالتأكيد أفضل حالا من ملايين المسلمين الذين استشهدوا ظُلما، ومن المهاجرين والمُهَجَّرين الذين تركو بيئتهم قسرا، ومن أوطانهم التي خرّبتها النخب الغربية المُجرمة باسم الحرية والديموقراطية والتحضّر.

وان هذا التراث العظيم الذي سلم من عوادي الدهر هو عطاء أجيال الأجداد الكبار صنّاع ثقافة المسلمين، التي تشعّ أنوارا من الإيمان والمعرفة والفن والجمال على العالم؛ والتي يجب استخدامها كذاكرة وهوية تاريخية، وكمرجع معرفي للاطلاع عليها، والتمتّع بها، والنهل منها في حركة الاحياء الاسلامي المعاصر. إضافة الى كونها كنوزاً مادية شاخصة لمن يريد من الاخرين، وخاصة الغربيين، لمعرفة حقائق الاسلام وثقافة مجتمعات المسلمين من مصادرها الأصيلة والاصلية.

أهمية إجراء مسح شامل للتراث الفني الإسلامي

ان الأنتيك والتحف، إلى جانب الآثار المعمارية والمدن القائمة، إضافة إلى مئات الالاف من الأعمال الفنية الاسلامية الأخرى، غير المنشورة، ولا المعروضة، ولا المعروفة، نظرا لحفظها في مخازن المتاحف والمكتبات والأديرة والكنائس؛ هي، والحمد لله، ماسلم من تراث ثقافة المسلمين. لكن هذا التراث لم يُدرس ويُؤرّخ بعد بالعمق الذي حصل بالنسبة إلى الفقه والأدب والشعر. لذلك فإنه من الأهمية التاريخية والثقافية والأمنية والنهضوية تنفيذ مشروع مسح رقمي مصوّر وشامل لتوثيق هذا التراث، مما يتيح الفرصة لدراسته والتأمّل والتبصّر والتفكّر فيه بشكل أعمّ وأعمق وأشمل وأوسع؛ فيوفِّر أبعادا غير مطروقة، ويفتح مجالات جديدة لدراسة الثقافة والفنون الاسلامية، ويمنح المشاهِد حسا أفضل بالعمل الفني. فالصورة الرقمية، وخاصّة المجسّمة منها، تتيح نشر المعرفة عن التحفة وموضوعها وحجمها ومكان وجودها. كما يوضح هذا الثَبَت تنوّع وحجم ماسلم من تراث المسلمين، ويساعد على التعاون العربي - الاسلامي - العالمي لدراسة التراث الثقافي والفني الاسلامي، وإبداع مجالات إحيائه المعاصر.

وبهذا الصدد، لابدّ من الاشارة الى انتشار المواقع الالكترونية، اذ أشاع الانترنيت، ولاول مرة في تاريخ الانسان، واقع تكافؤ الفرص بين أفراد العالم، مما كسر حواجز التواصل بين الناس، بعد أن أصبح مصدراً حراً وسريعاً لشيوع المعارف والمعلومات. كما تقرِّب الشبكة العنكبوتية ثقافات العالم لبعضها، فتعرِّف الجميع على الجميع، دون قُدرة الدول على إلغائها كليا، خاصة وان هناك عدة تقنيات أخرى حديثة للتواصل بين الناس، مثل مواقع الاتصال الاجتماعي على النت والتلفزيون والهاتف الجوّال. ومن خلال هذه الوسائل التقنية المتطورة تمتد فاعلية المتاحف والمعارض التي تقام لفنون المسلمين لتعمّ العالم أجمع. ومنها مواقع تعرض معلومات واسعة ومدعَّمة بالصور، إضافة الى مجالات لتعليقات وآراء وانطباعات زوار هذه المواقع، التي تثري معارفها. ومن أهمها برنامج: " اكتشف الفن الاسلامي في حوض المتوسط www.discoverislamicart.org" الذي اتخذ لاحقا إسم: " متحف بلا حدود ". ولا يقتصر هذا الموقع على كونه متحفا افتراضيا على الانترنت، بدأ في فيينا ومدريد عام 1996 ثم استقر في بركسيل عام 2002 بدعم من المفوضية الاوربية، بل تطوّر ليصبح مؤسسة عالمية تقيم عددا من المعارض ، التي يشارك فيها مجموعة من أساتذة العمارة والفنون الاسلامية في العالم.
ويقدم هذا الموقع الالكتروني كنوز العمارة والفنون الاسلامية من عدد من المتاحف بأربع لغات: العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية. كما تَصْدُر عنه مؤلفات مرجعية يقوم باعدادها خبراء من مختلف المتاحف والمؤسسات الثقافية؛ في مقدمتها: ( اكتشف الفن الاسلامي في حوض المتوسط، كتاب صادر عن متحف بلا حدود، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، فيينا، 2007 ).
ومن أبرز منجزات هذا الموقع كذلك، الاهتمام بفنون المكوِّنات غير المسلمة، التي تتساكن وتتشارك مع المسلمين. وكذلك عرض فنون المسلمين عبر وجودهم التاريخي في أوربا، مثل مؤلفات: ( الفن الاسلامي في البرتغال )، و( الجمالية الاسلامية في الفن المسيحي )، و( الثقافة الاسلامية في صقلية في القرون الوسطى ).

أما بالنسبة للمطبوعات الكثيرة عن الفنون الاسلامية، فالى جانب مانشره المستشرقون المختصون بفنون المسلمين منذ بداية القرن العشرين، وما نُشِر عن مجموعات الفنون الاسلامية في المتاحف العامّة والخاصّة؛ إضافة الى أدلّة المعارض ودور المزاد، فانه لابدّ من التنويه بإكبار بالمشروع العربي والاسلامي والعالمي والتاريخي، الذي نفّذه وزير الثقافة المصري الاسبق الدكتور ثروت عكاشة، ومن أبرزها موسوعة: ( تاريخ الفن: العين تسمع والاذن ترى )، التي تضم فنون النيل والرافدين واليونان والفرس والاتراك والرومان والبيزنطيين والمسلمين وفنون عصر النهضة والعصور الوسطى؛ إضافة الى " المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية، باللغات العربية والانجليزية والفرنسية: ( الدكتور ثروت عكاشة، المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية، مكتبة لبنان، 1990 ). وكذلك عشرات المؤلفات الأكاديمية المرجعية التي وضعها الدكتور عفيف بهنسي عن الفنون الاسلامية وغيرها. وقبل هؤلاء صدرت مؤلفات لعدد من أعلام مؤرخي الفن، في مقدمتهم الدكتور زكي محمد حسن، وما تركه من كتب ثمينة عن الفنون الاسلامية المحفوظة في المتاحف الاسلامية والعالمية، وأبرزها كتابه المرموق: ( الدكتور زكي محمد حسن، أطلس الفنون الزخرفية والتصاوير الاسلامية، مطبعة جامعة القاهرة، 1956 ).

كما قام أخصائيون غربيون بفنون المسلمين بتوثيق مجموعة ديفيد خليلي في مؤلفات أكاديمية متخصّصة بمواضيع كالمخطوطات، والمعادن، والسيراميك، والادوات العلمية، والأختام، والزرابي والمنسوجات، والزجاج، والحلي والاسلحة، والمسكوكات، وفن " اللاك ". وقد نُشرت عن مجموعة دار الآثار الاسلامية، وعن مجموعة طارق رجب مؤلفات مرجعية شارك في وضعها خبراء عالميون في الفنون والآثار. ونَشَرْتُ خمسة كتب وعددا من المقالات عن " مجموعة سعد الجادر لفنون الصياغة الاسلامية ".

وفيما عدا المتاحف المتخصصة بالفنون الاسلامية، ففي العالم الاسلامي عدد محدود من المتاحف الاخرى، منها متحف محمود خليل، الذي أقامه في الجيزة، وهو من أكبر متاحف الفن التشكيلي لمجموعة خاصة في العالم العربي، ويضم روائع من اللوحات والتماثيل الاوربية، وخاصة الفرنسية من القرن التاسع عشر. ومنها لوحات لمونيه ومانيه وغوغان ورينوار وديلاكرواه وكوربيه، ومن تماثيل رودان، وغيرهم من كبار فناني أوربا التعبيريين والانطباعيين. إضافة الى تحف منوعة من الفنون الفرعونية، ومن المصوغات والاعمال المعدنية.

وكذلك متحف الفن العربي الحديث في قطر، الذي تم افتتاحه في الدوحة عام 2010 ، وهو أول متحف من نوعه يضم مايزيد على 6000 عمل لنتاج فنانين من مختلف البلدان العربية، منذ عام 1840 وحتى الوقت الحاضر. وقد عَرَضَ الاعلام إسم هذا المتحف بعنوانين: الاول: " متحف "، وهو إسم مُبهم، وكلمة بلا تعريف يمكن إطلاقها على أي متحف؛ والثاني: " متحف الفن العربي الحديث "، وهو اسم مثار تساؤل: فهل هناك فنا عربيا حديثا؟ وما هي خصائصه مقارنة بالفن الاسلامي مثلا؟ لكن هناك المئات من الفنانين العرب المحدثين والمعاصرين الذين لم ينتجوا بهدي مدرسة عربية مميزة للفنون؛ بل لكل أسلوبه و " مدرسته ". لذلك جاءت المعروضات في: " متحف الفن العربي الحديث " على شكل خليط غير متجانس من صالح وطالح، معظمه صدى لفنون الغرب، يتراوح بين موهبة وثقافة واحترافية فنانين عرب مبدعين مثل الرسام المصري محمود سعيد؛ وبين عبث جُل منتجات قافلة فنون الحداثة. وربما كان من المستحسن تسميته ب " متحف قطر للفن الحديث "؛ ففي طهران هناك " متحف الفن الحديث "؛ ومن المتوقع افتتاح " متحف الفن المعاصر " في المنامة في عام 2012؛ إضافة الى متحف " مجموعة بَرُوسان للفن الحديث " الذي سيفتتح في قلعة بَريلي كوسك في اصطنبول في سبتمبر 2011.

www.al-jadir-collect.org.uk
jadir959@yahoo.co.uk

اضغط على الصورة للتكبير

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved