طوابع سعد الجادر الفضيّة - 19

2016-09-10
ثُلاثيّة:
عار ثقافة الاستعمار. دُونيّة ونَجاسة العملاء. والانتصار بالوطنيّة الشعبيّة الشاملة . 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/91258269-e09b-447b-81e8-4559c66741fc.jpeg
- 1
عار ثقافة الاستعمار 

الاستعمار نظامٌ حيوانيّ وحشيّ عدوانيّ إرهابيّ إستعباديّ داعشيّ شرس: القويّ يأكل الضعيف ... والرابح يُدمِّر الخاسر ... والغرب "يُكفِّر" الآخرين ... في صراع بين دول/عصابات شرّيرة قلوبهم فارغة هباء في هواء، تتغشّاهم العنصرية الصهيونية المُمَنْهَجَة المُبَرْمَجَة المُهَيْمِنة على القرار السياسي- العسكري لآلهة الارض سواء كانوا في السلطة أم خارجها. وهم المجرمون، والقُضاة، والمُنفِّذون، الذين يَتّهمون، ويُحاكِمون، ويَقْتلون بأقصى درجات العبث والإستباحة والإستخفاف.
والاستعمار مؤامرات سريّة، وطُفَيلية وقَرْصَنَة وقتل وتخريب وتدمير ونهب وخداع وكذب ومكر ونفاق وتظليل وظلم وقهر واستغلال وخبث واحتيال ... وقرون من تسويق الاوهام، وازدواجية المعايير، واستخدام القوّة المُفرطة لتدمير المستعمرات، وتحقيق الأرباح، وضمان رفاهيّة الغرب .
وثقافة الاستعمار تُورَّث بأوجه حربائية متنوعة: الحماية، الانتداب، الاستقلال، التحرّر، التحضُّر، الديموقراطية، تقديم المساعدات، التغريب، الشيوعية، العلمانية، القومية، الاسلامية، الفوضى الخلاقة، العملية السياسية ... وغيرها من جسور وأنفاق  عَبَرَت وتعبر عليها النخب الاستعمارية للنهب الشامل: للموارد الطبيعية للبلدان، والقوى العَقْلية للأفراد المميَّزين، والطاقات البشرية للشعوب ... وبلا توقُّف. 
 يواصل الاستعمار سياسة تدمير البنى الاقتصادية والعمرانية للمستعمرات المنكوبة، والتي عاشت في ذاكرة جيلنا في أوضاع اقتصادية واجتماعية وثقافية أفضل بمراحل عمّا تعانيه من انحطاط تلى مسوخ الاستقلال الكاذب الذي امتدت تبعيته، ولا تزال، من خلال حكم العملاء المستبدين القُساة الفاسدين .
وكما كان الإستعماريون الاوربيون يُوْقدون الحروب بقيادة نفر منهم، بينما يحاربون بالهنود والافارقة والاستراليين والكنديين والمسلمين ... فالنخب الاستعمارية اليوم تحقق مصالحها  بضرب الشعوب ببعضها، وبنقل الملايين منهم للعمل عبيداً في الغرب، ولإنقاذ التوازن الديموغرافي الخسران هناك .
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7b9adc6c-9724-4e9c-99da-a667684ed086.jpeg
استعمر اليونانيون والرومان والمسلمون أقاليم شاسعة من العالم، وحقّقوا تطوراً اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً بارزاً . ومن ذلك ابتكار وتطوّر ثقافة المسلمين، واجتذابها لأقوام وقبائل متنوّعة، وشيوع اللغة العربية في أرجاء واسعة من آسيا وأفريقيا وأوربا. وكان هامش الشرّ والانانية والجشع منحسراً أمام مدّ الخير والبناء والعطاء.
حتى كان الاستعمار الأوربي الذي قَلَبَ المعادلة وكَسَر التوازن بمعادلة شريرة ذات أربعة أبعاد لتحقيق أرباح طائلة ومتواصلة: نهب المواد الاولية من المستعمرات. وتصنيعها في الغرب. وتسويق منتجاتها في المستعمرات. وشنّ الحروب الدورية لتخريب العمار وإعادة بنائه . 
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تصعد القوّة الأمريكية التي تحتلّ العالم بأساطيلها وقواعدها العسكرية . وبعد أن ورثت أمريكا امبراطوريات أوربا، يتعاون الاثنان على مواصلة ثقافة الاستعمار . فلا فرق بين الاوربيين والامريكان بالنسبة لإدارة مؤسسات  الكذب، ولنهب ثروات المستعمرات، واحتقار ثقافاتها، وتجاوز القوانين الدولية ومنظمة الامم المتحدة ... فقاموس الاستعمار والمخابرات واحد في العالم، مَثَله كمثل أي علم كالرياضيات والجغرافيا ... لكن الفرق في القوّة، ودرجة الشرّ، والاجتهاد في استخدامها .
وباختلال التوازن الاستراتيجي بعد أفول الاتحاد السوفيتي تتبوأ ديموقراطية الأوهام والأكاذيب الغربية درجة متقدمة بالحكم العسكري المخابراتي الارهابي المكارثي . إذ يقفز الوحش الاستعماري مطالباً بنهاية التاريخ، وتأبيد الامبراطورية الأمريكية، والحروب الاستباقية، وفرض العقوبات على الشعوب، وتفتيت العالم بدءً بتنفيذ مؤامرة الشرق الأوسط الكبير ... وتخريب العراق.
يقود النظام الاستعماري القائم تحالف عضوي بين الرأسمالية الوحشية، والماسونية السريّة. وهي قوى عالمية عابرة للأوطان والقارّات تُراكِمُ، ومنذ قرون، المعارف والتجارب والمال والقوّة من خلال الحروب وإبادة وتدمير الاخرين ونهبهم ... حتى كوّنت امبراطورية الرأسمال المالي العولمي ... الساعي  لفرض النظام العالمي الجديد للهيمنة على مُقدّرات العالم، والتحكُّم فيه.
وتجمع هذه النخب بايديها وإمرتها القوة العسكرية، والسلطة السياسية، والقوانين الضامنة لسيطرتها والتي ليست بالضرورة لخدمة المجتمع، والثروة، والبورصة، ومصادر المواد الخام، والنقل الجوي والبحري، والاعلام، وأسرار التطور العلمي والتقني، وإدارة تجارة النفط، والسلاح، والمخدّرات، والمعادن النفيسة، والغذاء، وصناعة الجنس، والسينما والفن وغيرها من امبراطوريات تضمن رفاه الغرب واستمرار دوران عجلة المُجَمَّع الصناعي - المالي - العسكري – المخابراتي التي  تدور بدماء الابرياء.
 وتتصاعد انتاجية هذا المُجَمّع منذ تفكُّك الاتحاد السوفيتي، وعَسْكَرَة السياسة الخارجية الامريكية لصناعة مزيد من الحروب التي تفرز للغرب مزيداً من الارباح والهيمنة والرفاه .
ومن هنا تتحدث النخب الاستعمارية عن مصالحها الاستراتيجية في موارد الارض أينما كانت كجزء من الامن القومي للغرب، مثل نفط وغاز العرب، وموارد أفريقيا، وثروات روسيا ...
 فأينما تكتنز الأرض ثروات يحقّ للغرب نهبها. ومن ذلك (اعترافات فتوة hitman اقتصادي) عندما تتآمر المخابرات الأمريكية على بلد ما، أو تستهدف شخصاً  ما. فبالأكاذيب والخداع والنفاق باظهار نوايا حسنة ... يتم إقراض الدولة المُسْتَهْدَفَة، أو الفرد المُسْتَهْدَف، بأموال ضخمة لتنفيذ مشاريع تنمية وتطوير ... ( أنظر بول كريغ روبرتز، ترجمة سعيد مضية، امبراطورية الشر وضعت العالم في قبضة الموت، الحوار المتمدن 09/03/2016 )،  فتتحول هذه القروض الى مفاتيح للاستعمار، ومسامير لجحا، ومَنْ يتصدّى لها يُقتل: رئيساً لدولة كان، أم فرداً .
وهكذا تتراكم أرباح وقوّة الغرب دون انقطاع في ظل الربا والكنز والطمع والجشع والانانية المطلقة التي تُزيد البيئة الطبيعية نَهْشاً وتدميراً، وتُزيد الغني غنىً وإسرافاً، وتُزيد الفقير فقراً وجوعاً وإحباطاً وخيْبةَ ويأساً ... بما تفرضه النخب الاستعمارية من ظلم بسلوكها الداعشي الرافض للانسان والوطن ونظام الاخلاق والعلاقات الاجتماعية البنّاءة . 
ومن أبشع الجرائم التاريخية لعصابات آلهة الأرض: مطبعة الدولار، وسنّ القوانين: إذ تفرض الولايات المتحدة على شعوب العالم الدولار الهوائي الذي لم تضع فيه أمريكا سوى الورق والحبر والحيلة، والذي يمتصّ بالسرقة موارد الشعوب وطاقات قواها وعملها المُنتِج. فالانسان أينما كان يدفع ثمن الرقم الذي تتكرّم أمريكا الديموقراطية جداً بنقشه على ورقة الدولار .
أما القوانين، فتسنّها النخب الغربية وتفرضها بالقوّة على العالم. فتشنّ الحروب، وتُقاطِع الشعوب، وتغتال ...  كما تشاء، ومَنْ تشاء، وأينما تشاء، ووقتما تشاء ... ودون مساءلة. فكيسنجر، وبريجينسكي، وطُغمة المحافظين الجدد لايزالون يتآمرون. وبلير أبو ال45 دقيقية لا يزال يقدِّم المشْورة والنُصح الاجرامي على مسرح السياسة، حتى أنّ 
Chelcot enquiery
عَسّرتْ في رحم الاستعمار.
وكل من يُطالِب بحقوقه أو يتعرّض لمصالح الغرب فهو إرهابي يحقّ للطغاة ملاحقته  وخطفه واعتقاله وايداعه وتعذيبه في كوانتانامو وأبو غريب وغيرها من سجون غربية حول العالم لسنوات دون توجيه تهمة له أو مثوله أمام المحاكم. كما من حقّ أمريكا ضربه بال"درون" وقتل الالاف من الابرياء . 
وإن كان بلداً يسيل لموارده لُعاب آلهة الأرض، فبالضربة الاستباقية والغزو والاحتلال وما يولِّده من كوارث ومحق، كما هو الحال في العراق.
وبثنائي الابادة والنهب تستعبد النخب الاستعمارية الناس: حياتهم وزمنهم وطاقاتهم وحقوقهم وأحلامهم ... تاركة بين فترة وأخرى مئات الملايين من القتلى والمعطوبين والمُهَجَّرين ... وذلك على مثال الابادات التاريخية المعروفة لشعوب الاندلس، و " الهنود الحمر "، وآسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية ... وإبادات الحربين العالميتين الأولى والثانية ... تواصلا مع ما يتعرّض له العرب والمسلمون في فلسطين وافغانستان والصومال والبوسنة والعراق وسورية وليبيا واليمن ... من إبادة وتهجير.  
ومن مظاهر العنصرية المتجذِّرة لدى الاوربيين أنهم كانوا يَعْرضون نماذج من بني الانسان الذي كرّمه الله في أقفاص. تماماً كما يعرضون الحيوانات في الحدائق لتتفرّج عليهم مجتمعات الغرب كبرهان لمهمّته النبيلة في تحضير شعوب المستعمرات . وقد استمرّت هذه المهزلة المُقيتة حتى عام 1958 عندما عرضوا في بروكسل أفراداً من الكونغو . 
وكان "أندرو جاكسون"( 1767- 1845 ) الرئيس السابع للولايات المتحدة الأمريكية سفّاح وجزّار وداعشي بامتياز: فقد برع في إبادة سكان أمريكا الاصليين. ومن ذلك تهجير حشود منهم الى غرب أمريكا باستخدام العنف، والتي عُرف منها "رحلة طريق الدموع". وأندرو جاكسون هذا مُتّهم، وبقوّة، بأنه من أكَلَة لحوم الآدميين:
“A Supplemental account of some of the bloody deeds of General Jackson," attributed to Virginia Congressman John Taliaferro, accused Jackson of "atrocious and unnatural acts"; such acts including slaughtering 1,000 unarmed Native Americans, taking a nap in the midst of their corpses, and eating a dozen of them for breakfast. The author went on to speculate about how Jackson might similarly treat American governors and Congressmen were he elected President.”  (Wikipedia.org, Coffin Handbills, Supplemental account of some of the bloody deeds of General Jackson, being a supplement to the "Coffin handbill." [Cuts of 6 coffins] ... John Taliaferro. Member of Congress from Northern Neck, Va. [1828], https://www.loc.gov/resource/rbpe.18601400/)
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b305b6a8-0369-4946-9486-fc97df76ea50.jpeg
ولا يشبه تحضُّر الرئيس الأمريكي هذا لا العرب البدو الجفاة المتخلفين الشرّيرين الغدّارين، ولا المسلمين المخادعين الهمجيين الارهابيين. وقد كرّمته حكومات  الولايات المتحدة الامريكية بزخرفة صورته الأليفة على نَقْدِها من فئة 20 دولاراً. كما أُقيمت له التماثيل في مختلف المدن الأمريكية. 
ودخل الفرنسيون والاسرائيليون في شراكة قذرة لتجربة 17 تفجيراً نووياً في الصحراء الجزائرية في الفترة بين 1960 -1966، قٌتل وأُصيب خلالها مئات الالوف من الجزائريين. ولا تزال إشعاعات هذه التجارب تُخَلِّف ضحايا خاصّة في الجنوب الجزائري.
 أما ثقافياً، فان أصحاب وسَدَنة العولمة الوحشية يُخطّطون لاعادة تشكيل الانسان: فيهجر مُقدساته ومُثمناته وتراث ورموز ثقافاته ... ويشرب الكوكا كولا، ويأكل الماكدونالدز، ويلبس الجينز، ويمارس هَوَس الاستهلاك العالي ... ويفرح بتزيين نقده بصور أندرو جاكسون، و بالتغريب الشامل ... وببطولات وحوش  داعش ... وكل شيء بالسيف والمال يُطوَّع لخلق إنسان نمطي عالمي لم يسعف الزمن والحلفاء هتلر من إنجازه. 
 فما يُميّز هَجْمة العولمة الوحشية ضدّ الشعوب هو تخريب تراثها المادي، والفرض العسكري للتنميط الثقافي وجعله المجال الاوحد في عبادة المال، وأنماط التعليم، والسلوك، والشُهرة والنجومية، والموضات السريعة ... وفنون الحداثة العبثية ... والمخدّرات ... والركون الى نمط الحياة الاستهلاكية العدمية: عِشْ يومك وتمتَّع بساعتك الانية فقط ... والاستغراق في مَلَذّات الحياة في بيئة ثقافة الغرب التقنية، وعلى حساب أنظمة الثقافات التاريخية  المتنوعة لشعوب المستعمرات. فالسعادة الحقيقيّة ماديّة تؤمن بالكفر والالحاد والشرك، ودنيا بلا آخرة. وهو أمر مهم جداً لنقل الانسان من عبادة الله الى عبادة الشخصية، أي عبادة بشر مثلهم، مما يُسهِّل برمجة الانسان ورشوتِهِ وإفساده والسيطرة التامّة عليه .
نهوض المستعمرات غير مسموح
لنْ تتنازل النخب الاستعمارية مطلقاً عن مكاسبها ومواقعها. ولنْ ترض  بأن ينعم الانسان بالحرية والسلام، لان ذلك يعني وقف وظيفتيها الشريرتين: شن الحروب بلا حدود، وطباعة الدولار بالترليونات بلا سند حقيقي. ومادام المجمّع الصناعي- العسكري الغربي يعمل 24/7 ، والاقتصاد العالمي غارق في بحر الدولارات المزيّفة، والنخب الاستعمارية مُسيطِرة ومُرفَّهة ... فليس هناك أي أمل في التراجع الطوعي للاستعمار، ولا في وقف إنتاج استعماريين كبار من أمثال "سايكس"، و "بيكو"، و"بلفور"، و"تشرتشل"، و"بوش الأب"، و بلير أبو ال45 دقيقة ... 
وبينما يقوم ازدهار ورفاه الغرب أساساً على الاستعمار، فبموازاة ذلك يمنع الغرب، بقسوة فظيعة، وبشراسة الضباع، استقلال و نهوض المستعمرات . وذلك باستثمارين رئيسيين:
الأول، شن الحروب الدورية كجزء حيوي من الاستراتيجية العسكرية الأوربية - الامريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولا يهمّ الغرب الكوارث والماسي الناجمة عن هذه الاستراتيجية، بعد أن أصبح عجل الذهب يُطَعَّم بالماس، والأرباح تجري، والربا يسري ...
والثاني، تكريس تسطيح وتخلف المستعمرات وسكانها بيئياً، سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، وثقافياً . .. والحَجْر على الشعوب وتخويفها، وضرب يقظتها وتكريس غفلتها  وتبعيتها ...
وهكذا تظل المستعمرات في متاهة الفوضى وكارثة المجهول والكرامة المهدورة والمثقلة بالجراح اليومية: الفقر والبطالة والتخلف ... وتدمير خدمات المياه والغذاء والطاقة والصحة والتعليم  ...  وفقدان الأمن وإجبار الناس على العيش تحت خيمة الحاجة والقلق والخوف والرعب اليومي والارهاب والتفجيرات المتواصلة ... والتبعية ل "المُخَلِّصِين" من آلهة الأرض سواء الديناصورات الكبار، أم فراخهم من العملاء الصغار.
ولتحقيق بعض ذلك تصنع النخب الاستعمارية دورياً عصابات إرهابية لضرب المستَهدَفين. وما أن ينتهي العمل بهم حتى ينقلبوا عليهم بشيْطنتهم ثم غَدرهم  كما حصل ويحصل مع أطقم العملاء حكام المستعمرات، ومع القاعدة التي حقّقت لهم هدف تفكك الاتحاد السوفيتي. وبينما يُنجِز داعش دماراً مرحليّاً واسعاً في عالم العرب والمسلمين، تبدأ النخب الاستعمارية بالانقلاب على داعش بحجة  تغوّل بعض مفاصلها متهيئة لضرب الغرب.
هل تتجه مجتمعات الغرب نحو العنصرية؟
يعمل الاعلام الغربي الارهابي الحاقد المسعور ضدّ العرب والمسلمين على توسيع مدى ومجال عنصرية النخب الاستعمارية لتتسلّل الى قطّاعات واسعة من شعوب الغرب. إذ يلاحظ انتشار مشاعر الكراهية و العنصرية في مؤسسات الغرب السياسية والاقتصادية والادارية والتعليمية والثقافية والفنية ... تواصلا لثقافة الاستعمار، وتأجيجاً بحجة مكافحة الارهاب الذي يصنعه الغرب نفسه ويبثه في العالم ضدّ الانسان والحضارة.
وبتواصل حشو وشحن المخيال الغربي بالكذب الاعلامي عبر الأجيال تكوّنت نسبة كبيرة من الرأي العام الغربي تؤمِن، وبعجرفة وتكبُّر، بحق الهيمنة الاستعمارية للغرب على المستعمرات. كما لا يعرف ويدرك معظم شباب الغرب أهوال إبادات وجرائم وكوارث ماضي النخب الاستعمارية، ليس التاريخية فحسب، بل حتى القائمة حالياً. 
وهناك فئات من شعوب الغرب، منها أحزاب سياسية، تسانِد همجيّة وظُلم واستغلال وقهر العرب والمسلمين بنفس الشراسة التي عُرِفَ عنها الاستعماريون الاباديون الأوائل، كما يحصل في العراق. وإلا كيف أجازت برلمانات الغرب وتحالف الراغبين جريمة غزو العراق؟!.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7bb2df34-7b49-4b37-bec4-195704c63994.jpeg 
 وبذلك ينتقل الاستعمار من نُخَبٍ تستعبدُ شعوباً إلى شعوبٍ تستعبد شعوباً أخرى. أي يستند الاستعمار إلى ظهير شعبي. أي استعداء الشعوب على بعضها!.
وقد ثبت ذلك في  تصويت الناخبين في أمريكا وبريطانيا مرّة ثانية بدعم كل من مُجرمَيْ الحرب بوش وبلير بعد انكشاف الضباب عن أكاذيب غزو العراق، وتوارُد الاخبار عن مئات الالاف من القتلى والجرحى، وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ... وذلك بعد أن فاضت حقائق الجرائم على الأرض وأغرقت أكاذيب الاعلام الغربي الارهابي. 
ولا اعتراض فعّال في مجتمعات الغرب على مظالم استعباد الافارقة، و جرائم سايكس بيكو، ونهب فلسطين، ومواصلة وتنوّع الكم الهائل من الجرائم البشعة للموجة الاستعمارية القائمة في البوسنة وافغانستان والصومال والعراق وسورية وليبيا واليمن ...  
 كما لا تعترض نُخب الغرب المنافِقة المُلْحدة الكافرة المُشرِكة على أكذوبة الصهاينة بأنّ الله وهبهم أرض فلسطين!.
ويقف المجتمع الغربي أخرساً وهو يشاهد جرائم حكام المستعمرات وعملاء الغرب مثل صدام حسين بحق شعوبهم. بينما تنتفض مجتمعات الغرب في مظاهرات عارمة ضدّ الاسلام وعالم المسلمين وثقافتهم بحجّة تحرّش مسلم بأوربية ...
 ويملأ الاعلام الغربي الفضاء صراخاً بضرورة إرجاع اللاجئين إلى بلدانهم في المستعمرات. لكنّهم يتجاهلون السبب الحقيقي للهجرة، وهو تواصل ثقافة الاستعمار والغزو والابادة وافتعال الحروب التي تفرز مزيداً من الدمار والموت ... والأرباح، وتُجبِر الناس على النزوح والهجرة.
إنّ حكّام الأرض عاطلون عن الحكمة. ويرفضون التساكن والتعايش والتكافل والتعاضد والتشارك مع غيرهم. وهم "تكفيريون" صهاينة خَلَقوا تكفيريين إسلامويين على شاكلتهم: وحوش فاقدة للحكمة. وكلاهما ضدّ الانسان والحضارة. وهذا مأزق شرّير بامتياز: داعش صهيونية ديموقراطية إرهابية عالمية، تتعاون يداً بيد مع داعش إرهابية اسلامية إقليمية. وكلا الداعشيْن يفترسان طرائد العرب والمسلمين: شعوباً وأوطاناً وثقافةً.
إذن هناك أزمتان عضويتان: الأولى، في الثقافة العنصرية للغرب البعيدة عن الايمان ونظام الاخلاق البنّاء، والمُستندة إلى العِلم والارباح والاستهلاك. والثانية، تخلّف العرب والمسلمين الممنوعين والعاجزين عن الاحياء المعاصر للثقافة الاسلامية.
قوّة بلا حكمة ولا إنسانيّة في الغرب. وضُعف ووهن وغفلة واستكانة في عالم المسلمين.



 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved