
توحدتَ في وطنٍ أنكرَ الجهلاءُ معارفَهُ كأنْ لم يكن فيه نهران : نهرٌ من العلمِ يجري الى جنب نهرِ الأدبْ
توحدتَ في وطنِ انكرَ الحاقدون محبَّتَهُ كأنْ لم يكن أكثرَ العاشقين هياماً وأوغلَ فيه الهيامُ فأضحى سقيماً وسيماً وأجملَ ممن أحبْ
توحدتُ في وطنٍ أنكرَ المحدثون أصالتَهُ كأن لم يكن من عطاياه أورُ الحبيبةِ لا حقلُ أوروك لا بابلُ الحسنِ لا سومرٌ لا أدبْ
توحدتَ في وطنٍ أنكرَ الجبناءُ بسالتَهُ كأن لم ينمْ فيهِ جسمُ الحسينِ ورأسُ عليٍ ولم يكُ جلجامشُ القاهرُ الوحشَ من صلبِهِ، والبطولاتُ في أرضهِ عجبٌ للعجبْ
توحدتَ في وطنٍ أنكرَ الأدباءُ مآثرَهُ كأن لم يكن فيه مَن ضاعَ اسمٌ له رغم تفضيل قومُ المسمى له فهو في الاسم أحمدُ لكنَّهُ المتنبيُ في كنيةٍ ولقبْ
توحدتَ في وطنٍ انكرَ البخلاءُ فيوضَ عطاياه من ذهبِ الشمسِ، من فضّةِ الماء، من وهجٍ في الحقولِ سيفضي الى وهجٍ في العقولِ ويسعفُهُ الرافدان هباتِ عناقيدَ من عنبٍ جنب تمرٍ سينضجُ بَعدَ جنيِّ الرطبْ .
توحدتَ في وطنٍ يأسرُ
بهاءً، فأنت بِهِ الحائرُ
وحرتَ وأنت الذي لا يحارُ
ورحتَ وأنت المدى الباهرُ
وبتَّ على سطحِ دارٍ عريقٍ
يسامرُكَ الفلكُ الدائرُ
الى الآن مازال ذاك النديم
نديماً، وما غدرَ السامرُ
نجومٌ تهبُّ رياحاً عليك
ومن طيبِها يربحُ الخاسرُ
ويشفي المبرّحُ من علَّةٍ
ويرجعُ طوداً فتىً ضامرُ
يطلُ على الكونِ من شاهقٍ
فيحزنُهُ عالَمٌ جائرُ
ويأملُ انْ يفزعَ للبائسين
ولكنَّهُ مفرداً سائرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظات
أولا ـ مكان وزمان كتابة هذه القصيدة : برلين يوم 24 من تشرين الأول من العام 2018
ثانياً ـ أدب : مدينة من المدن السومرية القديمة، هذا بالإضافة الى معاني كلمة أدَب في اللغة العربية
ثالثاً ـ اسم ( أحمد ) من الأسماء المفضلة في اللغة العربية وعند العرب بعد الإسلام لأنه تنويع في اسم محمد
رابعاً ـ هناك تقليد جميل في حياة العراقيين يرقى الى مصاف الطقوس وهو النوم على سطوح البيوت في الفضاء الحر ليالي الصيف الذي يستمر لأربعة أو خمسة أشهر في العراق، وقد كنت سبّاقاً الى استقبال الفضاء والمبيت على سطح الدار من بين أخوتي وأفراد العائلة رغم تحذيرات أمي لي من برودة أخر الليل .