كَذَبَ توني بلير وخَدَعَ وزَيَّفَ وزَوَّرَ ولَفَّقَ واحتالَ وخَوَّفَ وأَرْهَبَ ... البرلمان والشعب البريطاني، والرأي العام الغربي والعالمي، بفزّاعة أسلحة الدمار الشامل العراقية حينما قال بأنّ العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وقادر على استخدامها خلال 45 دقيقة.
وكان للاعلام الغربي الارهابي الكذاّب، ولا يزال، دوره التخريبي في دعم أكاذيب ساسة الغرب بالتضليل والتطبيل والتزمير والتضخيم والتهويل ... المعلوماتي الماكِر والمخادِع الذي يُثبتُ بأنّ للاستعمار أطول حبل كذب في التاريخ يمتدّ على طول الأرض وعرضها، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بتجارة السياسة والدين والحروب .
في نهاية أكتوبر 2015 سَرَتْ في الاعلام العالمي فضيحتان: الاولى عن التخطيط والاتفاق المُسبق لغزو العراق بين الولايات المتحدة وبريطانيا بنحو عام من تاريخ ارتكاب الجريمة -2003. والثانية "اعتذار" الاستعماري خمس نجوم توني بلير عن بعض الأخطاء في التخطيط ومعلومات المخابرات بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وضُعف الاستعداد لمرحلة مابعد سقوط صدام.
ويَتَعَكّز بلير دائماً على صحّة قرار إسقاط صدام حسين. وكأنّ بلير مَعْني براحة العراقيين، أو أنه لايعرف بأنّ صدام عميل أمريكي وبريطاني منذ عشرات السنين، وانّه استُخْدِم كعبدٍ مطيعٍ وأداة لتخريب العراق والمنطقة لضمان مصالح النخب الغربية الاستعمارية: صدام الذي حارب إيران، وغزا الكويت ... ثمّ تَوّج خياناته وجرائمه التاريخيّة بتسليم العراق للغزاة .
ويأتي أسف وأسى وندم بلير بعد سلسلة اعترافات سابقة لبعض المجرمين من أقطاب غزو العراق مثل بوش، باول، ، رايس، بريمر .. . عن "أخطاء" واكَبَت الغزو .
كما جاء اعتراف بلير بعد أن عرف العالم أجمع، وليس الغرب وحده، بحقيقة خلوّ العراق من أسلحة دمار شامل، وانّ بلير وغيره من ساسة الغرب كذبوا لتمرير جريمة غزو العراق .
إذن لم يعتذر مجرم الحرب والمجرم ضد الانسانية توني بلير عن جرائمه التاريخية بما خلّفه الغزو من مَحْقٍ شاملٍ للعراق، خاصّة وان بلير يصرّ دائماّ على صحّة قراره بالمشاركة في غزو العراق. فقد أشار في مذكراته: "رحلة" عام2010 بانه ليس نادماً على قرار غزو العراق، الذي كان مرحلة سيتبعها غزو سورية وإيران وحزب الله وحماس ... وقد طالبَ محتجون بتصنيف "رحلة" ضمن كتب الجرائم في المكتبات البريطانية. كما أطلق البعض على بلير: "أفظع مجرم حرب تعرفه أجيالنا المعاصرة".
ويُذكِّرُ الاعتراف المتأخر لتوني بلير بالأفعى التي انتهى سمّها.
وهذا الاعتراف لن يُعيد شهيداً الى الحياة، ولا معطوباً الى السلامة ... وهم بالملايين.
نشرت صحيفة
Daily Mirror, October26, 2015, Grieving mum’s Iraq fury, 10 years too late to be sorry, Mr Blair, Ex-PM’s apology for ‘mistakes’…
لقد أدّت أكاذيب بلير وسواه من ساسة الغرب المجرمين الى قتل وجرح وتيتّم وترمّل وتهجير أكثر من نصف الشعب العراقي، وفشل الدولة العراقية، وتجزئة وحدة البلاد، وفرض دستور: فرِّق تَسُد الهدّام، وتمزيق المجتمع، ودوّامة الطائفية والتعصّب العرقي والمذهبي والديني، وترسيخ داعش كمؤسسة متقدمة للجهاد الارهابي الاستعماري في بلاد المسلمين ... وزحف الارهاب الى آسيا وأفريقيا وأوربا ... حروباً تُدمِّر البلدان وتفرز موجات من الهجرات الجماعية لملايين المتضررين من جرائم النخب الغربية الاستعمارية، الذين ماتوقّفوا يوماً عن الغزو والقرصنة والاستعمار.
فَمَنْ سيحاكم بلير وغيره من مجرمي الحرب الغربيين وحلفائهم قطعان تحالف الراغبين، والعملاء العراقيين؟ وإنْ حوكموا فَمَن سيُنفِّذ الحكم؟.
وهلْ سَبَقَ ان قدّم الغرب سياسييه الى العدالة؟ بل هل يُطبِّق الغرب قرارات الأمم المتحدة على صهاينة اسرائيل، الذين ينتهكون القانون الدولي بحماية الولايات المتحدة؟.
والادهى من ذلك وأمَرّ، وعوضاً عن محاكمة بلير، فقد كافأتهُ آلهة الأرض بعد خروجه من رئاسة الحكومة البريطانية عام 2007 بتعيينه في منصب "مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط" التي تتكوّن من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وروسيا والأمم المتحدة.
مُجرم حرب في مُهِمّة سلام!.
وبعد ثمان سنوات من الخداع كمبعوث لأقوى مؤسسات العالم، فشل بلير وخرج من اللجنة. لكنّه يواصل "مهمّته" على مسرح الكذب والخداع والنفاق للتوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل!. وهذه المرّة بصفته الشخصية ... كمواطن!. (بلير يطلق من القدس المحتلة مبادرة جديدة للسلام في الشرق الاوسط، القدس العربي 14/11/2015) . وهو مايرفضه الفلسطينيون (منظمة التحرير، بلير منحاز للاحتلال ومبادرته مرفوضة، القدس العربي 16/11/2015.)
لم يأتِ كذب بلير وسواه من ساسة الغرب من فراغ. ولاهو ابتكار. بل تحوُّل نوعيّ عولميّ لمؤسسة ثقافة القرصنة والاستعمار، وتواصُل وتنوّع أنشطتها في الغزو والقتل والتدمير ونهب الموارد الطبيعية والممتلكات الثقافية للمستعمرات.
ففي امبراطوريات الغرب مؤسسات استعمارية عقائدية عُنصرية مُتصهينة تمتدّ جذورها لمئات السنين، ولها تراكُم مذهل من التقنيات الاستعمارية التي تُطبّق على البلدان والدول والأفراد المُسْتَهْدَفِين. وما الادارات المتعاقبة من أحزاب العمال، والمحافظين، والديموقراطيين، والجمهوريين ... الأعضاء في هذه المؤسسة والمُنفِّذين لمخطّطاتها سوى مسرحيات دورية ودموية مُهَنْدَسَة و متواصلة بدون انقطاع.
فغزو العراق ليس خطاً يُعتذرعنه، بل جريمة مُبَيَّتة مع سبق الاصرار والترصّد والتآمر والتخطيط، وتطبيقاً لمخطّطات استعمارية كخطوة أولى ومركزيّة لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير، وفرض النظام الارهابي العالمي الجديد على الانسان.
أقْتَبِسُ من:
Gordon Duff, So Much More Than Nuclear Weapons, Nexus Aug-Sep, 2015, p. 17-18:
According to Story, this group which controlled the world’s central banks served an agenda of the world conquest, both overt and covert. Story cited Hitler as a “puppet” of the organisation that would later be called the DVD. British Prime Minister Edward Heath was a DVD operative, as was Prime Minister Tony Blair and a significant number of high-ranking British politicians.
What is known is what we see – ISIS and its magical unseen allies, a world of rigged elections, manipulated economies and leaderless “empty hat” governments – cannot exist without a DVD. We know it isn’t about money; there is nothing left to buy.
Could or would a group exist only to dominate and destroy? Is there some inherent reward in entropy alone? Consider Bush or Blair; consider Cheney or Netanyahu.
Is evil for evil’s sake alone so far-fetched?.
فبلير إذن عضو مهم في المؤسسات الاستعمارية العريقة التي وظّفتْهُ، واشْتَغَلَتْ به ومِن خلاله، وأسْنَدَتْ له المهام تلو الأخرى ليواصل عمله التخريبي الشرّير كجندي شطرنج على المسرح السياسي سواء بصفته الرسميّة، أم الشخصيّة ... فهذا من ذاك.