:الاثنين ,18/08/2008
"من لا يفكر في العواقب، لا يأمن المصائب"
(ابن المقفع)
في العراق مشكلة حقيقية، عنوانها: الأرامل.
وفي العراق مشكلة حقيقية أخرى، عنوانها: الطفولة.
وفي العراق مشكلة حقيقية أخرى أيضاً، عنوانها: الفساد.
وفي العراق "أم المشاكل"؛ وعنوانها: "...؟!" دعونا ننظر في مشكلة عراقية صغيرة، لا يد للمواطن العراقي مهند شريدي حسن بها عنوانها: 6 توائم.
الخِلفَة بركة، فالأطفال عيال الله.
غير أن العراقي مهند، الذي من محافظة ذي قار، رزقه الله "بستة" توائم، ولدين وأربع بنات، وهذه مشكلته الحقيقية، لأنه عاطل عن العمل، ولأن تدبير معيشة ثمانية أفراد، والأم عاطلة عن العمل أيضاً، مشكلة صعبة، والأصعب منها التفكير بها.
وفي ظروف العراق الحالية، كما الظروف التي سبقت الاحتلال، فإن أوضاع الأطفال صعبة جداً، خصوصاً لدى أولئك غير المحظوظين، وهم الكثرة الكاثرة، الذين ليسوا من أقارب "حزب السلطة" سابقاً أو "أحزاب السلطة" حالياً.
لنتصور وضع والد هؤلاء التوائم الستة، حين لا يجد الحليب اللازم لهم، أقصد حين لا يستطيع تأمين نقود شراء الحليب. والحليب عند البقال. والبقال يريد "فلوس". والفلوس من النفط. والنفط يسرقه الأمريكان والمتأمركون.
والأمريكان، وقبلهم نظام الرعب والمخابرات، غير معنيين إلا بجعل العراق "حديقة خلفية" لواشنطن، أو "مزرعة خاصة" و"قصوراً رئاسية"، وهكذا أنتجت الحروب المغامرة والحصار، ملايين الأطفال القتلى والمرضى والمشوهين.
وهكذا أنتجت هذه الحالة أيضاً مليون امرأة عراقية، نسميهن أرامل. وأسباب "ترمل" العراقيات كثيرة، ربما بعدد مشاكل العراق.
دعوني أذكر أمامكم واحداً من تلك الأسباب.
تقول "أم عبدالله" إن زوجها "أبا عبدالله" عاد من محل تصليح الهواتف الذي يعمل به "فاعترض طريقه عدد من المسلحين. ولأنهم لم يستطيعوا أخذه إلى مكان آخر، قتلوه برصاصة في رأسه.. في السوق".
أما أم "سلام"، فقد ترملت بطريقة أخرى.
"أم سلام" من منطقة "الدورة" ببغداد، ذهب زوجها وأبناؤها الثلاثة، لاستطلاع شأن أحد أقاربهم كان يعمل في فرن. وعندما وصلوا إلى الفرن، فجر "الإرهابيون" الذين اتخذوا من العراقيين أهدافاً، وليس "المحتل"، فقتل الوالد وأبناؤه الثلاثة.
أرامل عراقيات من دون حدود.
واشقاء للعراق لا يخجل بعضهم من مطالبة العراقيين : عليكم بدفع ديون الدكتاتور ... !!