لا شرعية لدولة قراصنة الانجلوسكسون العراقية، التي صُنِعَت لتحقيق مصالح الغازي والعميل، بعيدا عن القانون وحقوق العراقيين . وقد صَعَدَت هذه الدولة الى الحُكْم عن طريق مؤامرة دولية قذرة تقوم على الكذب والخبث والقوّة الغاشمة لنهب ثروات العراق . وليس في ذلك حساب للعراقيين سوى الظلم والحزن والتشتت . وكان مُخطّط تمزيق الدولة والبلد والمجتمع والعائلة مدروساً : ( مايكل أوترمان، ريتشارد هيل، و بول ويلسون - محو العراق - خطة متكاملة لاقتلاع عراق وزرع آخر ) .
ولا يظهر قاع الا وتحته انهيار جديد : انهيار الدولة والاقتصاد والخدمات والتعليم والصحة ... ورهن العراق ... وإبادة وجرح وتعويق وتيتم وترمل وتهجير وتشريد .. أكثر من نصف الشعب العراقي ... وهجرة الشباب، خاصّة من ذوي الكفاءات، وفقدان الأمن ومنع الاستقرار، الذي يؤهل الانسان لبناء نفسه ووطنه ...
وأصبح العراق من أوائل بلدان العالم في الفشل والتخلف والفساد والفقر .
وتدور سياسة الابادة والنهب بواسطة تكامُل جرائم المحتلّ مع عصابات المتحاصصين، عبيد الاستعمار المنحطين الساقطين : طغم خائنة ومزوّرة ولصوص من رؤساء ووزراء ومدراء ونوّاب ... على رأس أهرام من الفاسدين الحرامية يتحاصصون على القتل والنهب وتخدير الناس بمعسول الكذب والنفاق والمكر والحيلة والخبث وبيع الاوهام والرؤى في الاحلام ولهو الأمل والوعود بالبناء وتحقيق الديموقراطية ومحاربة الطائفية ... دون تنفيذ .
عشرات من قوائم المُرشحين لبرلمان مُزوّر بلا برامج سوى الفُرجة والكذب والتناحر الانتهازي البعيد عن مصالح الشعب ... عدا قلِّة من الوطنيين الشرفاء النزيهين، الذين ليس باستطاعتهم تغيير شئ سوى تصعيد الأمل . وهم غير فاعلين في ماكنة الغازي والعميل سوى تسجيل حضور يخدم مساومات دولية على طريدة العراق المغدور .
إنّ جوهر الكارثة العراقية ليس في التنافس الانتخابي؛ بل في إزالة الغازي والعميل . فحكّام العراق ليسوا أصحاب قرار؛ بل من القابضين، الذين يُسَيّرون مُخططات ومصالح الغازي المُحتل .
فهل سيُبايع العراقيون خونتهم مرّة رابعة ؟! .
إنّ مُقاطعة مسرحيّة الانتخابات وعي وموقف وطني واخلاقي . فلا حرية ولا ديموقراطية ولا حقوق انسان ولا انتخابات نزيهة تحت حراب الغازي والعميل وملوك الفساد. فالمحتل مصمِّم على الابادة والنهب علناً، والعميل مُتمسِّك ببقائه بتبعيّة ذليلة ومُخزية .
هل نسيتم مئات العراقيين الذين وقعوا ( وثائق العار، مثقفون عراقيون يشكرون بوش وبلير على “ مبادرتهما الشجاعة “ لتحرير شعبهم : ( جريدة الزمان، العدد 1851 - 03/07/2004+ صوت اليسار العراقي . ) ... مؤامرة أسلحة الدمار الشامل ... تحرير العراق ... الصدمة والترويع ... محارق الاستيطان ... الفلوجة والرمادي ... تعذيب أبوغريب ... داعش ... هل نسيتم حوالي نصف مليون وثيقة سرية فضحها ويكيليكس للفترة بين 2004 - 2009 فقط عن اقتراف الغزاة وعملائهم جرائم حرب ضد العراقي والعراق؟....
كل هذا وغيره من صناعة الغزاة والعملاء .
إنْ تَوَجّهَ العراقي لانتخاب الخونة، فانه يسْبغ عليهم الشرعية، ويُوَقِّع لقبول الباطل بكلّ جرائمه، ويختار العبودية للغازي والعميل ... فلا تلومَن الا نفسك، ولن تنفعك معذرتك .
إنّ الاحتلال والعمالة ليس ممّا لا يمكن إزالته واستبداله بالنقيض . بالوعي والارادة والرغبة يستطيع الشعب أخذ زمام التغيير .
لقد عوّق العراقيون أعتى قوّة في العالم خرَجت خاسرة وهي تدّعي النصر ... وأفشل العراقيون مشروع القرن الامريكي الجديد .
لن يتغيّر الوضع الكارثي القائم إلا إذا توحّد الشعب واستأنف مقاومته، وكَنسَ الغازي والعميل، ونزَعَ الشرعية المُهَلْهَلَة عنهما، واتجَهَ لبناء الوطن والمجتمع بنظامٍ اشتراكي يضمن الوحدة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ... والعدالة والتنمية ... من خلال دستور وطني يلغي دستور فرّق تسُد القائم ... نحو السيطرة على موارد البلاد، ونهضة ثقافة العراق .
الواعي القوّي يُدافع عن موارده ويُسعد بها . والغافل الغافي الضعيف يتركها سائبة للغازي والعميل .
اللهم أخرج الناس من الظلمات إلى النور ... من العتمة إلى الهُدى ... واهدي حكام العراق الخونة للخروج من العمالة إلى الوطنية ... من الفساد إلى النزاهة .