الى الشباب الواقفين على شفا حفرة من الموت متوَّجي الهامات بالنبل والشجاعة يحيط بهم غدر حكّام هذا العالَم : الى أبطال الحشد الشعبي الفقراء الأغنياء في العراق، والى كل حركة مقاومة شريفة تدافع عن حق الأنسان في الحرية والكرامة والحياة في هذا العالم العربي، والعالَم كله !!
خفقتْ في السماءِ منهم بنودُ
فاستفاقتْ من الأديمِ حشودُ
طيرَ عنقاء فينقيُ الأساطيرِ
ونسراً رمادُهُ سيعودُ**
لجناحيهِ في الفضاءِ أزيزٌ
لم يماثلهُ في الدهورِ لبيدُ
هو نسجُ الأحزانِ والحيفُ حامٍ
نارُهُ في القلوبِ عزمٌ عنيدُ
وضرامٌ بِهِ اللهيبُ تسامى
فوقَ سودِ الغيومِ بَرقاً يبيدُ
رأسَ بغيٍ ، ومانحاً لحقولٍ
بعد طولِ انتظارِ مزناً يجودُ
معكم للقتالِ جاء عليٌ
في لواءٍ منه الرواسي تميدُ
وحسينٌ أتى وسبعين مليونٍ
فصالتْ على الضباعِ أسودُ
فحبيبٌ ومسلمٌ وزهيرٌ
والرياحيُ والكميتُ وزيدُ***
هزءُ الدهرِ ان تُسمى نُحُوسٌ
تجلبُ الشؤمَ للأنامِ ( سُعودُ )
من عقودٍ والهولُ فينا نزولٌ
ودمانا قد أدمَنَتْها العقودُ !!
كل ساعٍ يصيحُ في الحيِّ ناعٍ :
اهرعوا جاء من جديدٍ شهيدُ!
شُيدتْ من توابيتِنا ناطحاتٌ
أُبرِمتُ للهلاكِ فينا عقودُ
شربتْ من نجيعنا شركاتٌ
وبنوكٌ نما بهنَّ الرصيدُ
كلُ أبنٍ لعاهرٍ شهدَ الزورَ
تمادى كيما تسودَ القرودُ
أيها الحاملون أبهى بريدٍ:
شُهبٌ ونيازكٌ ورعودُ
صاعقاتٍ اذا تمادى لدودُ
واهباتٍ اذا أراد الودودُ
يعربيون نخوةً وأباءً
مشرقيون حكمةً لاتحيدُ
سومريون فِطنةً وذكاءً
عبقرياً منه القديمُ جديدُ
بابليون مقصداً وطموحاً
عرَّفتْ فيهم العهودَ عهودُ
شيعةٌ ، سنَّةٌ انتمُ أَمْ نصارى
كلّنا للعراقِ سدٌّ سديدُ
ايها الرافعون اسمَ فراتٍ
عالياً ، فالسماءُ منه مهودُ
يتنامى فيها العراق جمالأ
وجلالاً على الحدودِ يزيدُ
قد فضحتمْ جورَ اللئيمِ بنبلٍ
كبرياءً له النخيلُ شهودُ
وبِهِ دجلةُ الدهورِ تباهتْ
زانَها في البهاءِ عقدٌ فريدُ
فيه روحُ العراق أجملُ روحٍ
لؤلؤ المجدِ والجمانُ النضيدُ
شعَّ من سادةِ الكلامِ كلاماً
وقصيداً يسعى اليه القصيدُ
* زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : هذا اليوم المصادف 16 . 06 .2017 ، في برلين.
** أِشارة الى اسطورة طائر الفينيق الذي ينهض من جديد حيّاً من رماده.
***حبيب ومسلم وزهير والرياحي والكميت وزيد هم على التوالي حبيب بن مظاهر الأسدي ، ومسلم بن عوسجة الأسدي ، وزهير بن ألقين وهم من قادة أنصار الحسين بن علي في معركة الطف في كربلاء وكان عددهم جميعاً لا يتجاوز السبعين كثيراً ـ في بعض الروايات أثنان وسبعون ـ والرياحي هو الحر بن يزيد الرياحي وكان من قوّاد جيش يزيد بن معاوية في هذه المعركة وقد عدل عن القتال في اللحظة الأخيرة ليقاتل الى جنب الحسين عارفاً بموته الوشيك ... والكميت هو الشاعر الكميت المعروف بحبه لآل البيت والمناصر لزيد بن علي وثورته وقد دفع حياته ثمناً لهذا الموقف.