تعد مدينة وليلي جزءا من إمبراطورية الرومان وإرثهم، إذ خلفوا وراءهم مدناً تاريخية قديمة وتحفا معمارية ضُمت إلى قوائم الإرث الإنساني العالمي (اليونسكو) وهي ذات أسلوب متميز في فن البناء والعمارة، لقد كان الرومان يصدون الهجمات التي يشنها الأمازيغ في وليلي من أجل الاحتفاظ بها. لقد عاشت هذه المدينة عصرها الذهبي قبل الميلاد وبعدها عاش عدد من الأمازيغ بين أسوارها ولكن بعد أن شيدت مدينة (فاس) انزوت هذه المدينة التاريخية إلى عالم النسيان، كما تعرضت وليلي إلى زلازل أرضية، مثل عام 1755 وقد هدمت الأعمدة الرومانية والتي تعد جزءا من فن العمارة الروماني، وتم أخذ المرمر إلى قصور الأمراء والملوك ورغم كل ما تعرضت له المدينة إلا أن منظمة اليونسكو ضمتها سنة 1997 إلى قوائم الإرث الإنساني. ولا تزال أفواج الزوار في سياحة مستمرة ودائمة إلى هذه المدينة النائية المهجورة، وبوسع الزائر وبمساعدة الدليل السياحي مشاهدة المحلات الرومانية والساحات الرئيسية والمعبد والبوابات وتضم المدينة حاليا آثار قصر الفارس القائد الأعلى، المعبد الرئيسي، الفسيفساء، بيت الكلاب،
الحمامات الرومانية، قوس النصر، بيت الـ 12 عاملا لهرقل، باب طنجة،
دار فينوس، المعبد الثاني.
لقد سُكنت هذه المدينة في فترة ما بين القرن الثالث ق.م ولغاية العام 40 ميلادية، وكانت المعابد والمقابر حرة في هذه الفترة وفي عام 45 ميلادية؛ تم احتلالها من قبل القيصر الروماني (كلاوديوس) وكانت تعد في تلك الفترة من أهم المدن وفي كل قصر ومعبد وقوس هناك علامات مميزة؛ فمثلا خلال زيارتي لهذه المدينة التاريخية لاحظت آثار القصور والفسيفساء والزخرفة وعبر القوس يمكن مشاهدة حقول أشجار الزيتون والفواكه وأما في قصر الأقواس حيث الأقواس الداخلية الكبيرة توزعت في فناء القصر لغاية الاستقبال وأما قصر هرقل فكان يعرف بقصر الفسيفساء وكذلك اشتهر الـ 10 عمال بالأبطال من اجل العدالة.
منذ القرن الثامن عشر اشتهرت المدينة كتحفة من الأزمنة القديمة وفي بداية نهاية القرن التاسع عشر بدأت عمليات الحفريات والتنقيب وبالرغم من الفترة الطويلة إلا أن هناك أماكن لم يتم التنقيب عنها والبحث فيها. قصر الفارس القائد الأعلى يقع في القسم الجنوبي من المدينة وكان القصر يترك انطباعا رائعا لأنه كان كبيراً ويقابل الفناء الذي امتاز باسلوب فني معماري جميل وفسيفساء ارضي مرسومة عليه الأسماك والحيتان بالإضافة إلى صالة الاستقبال المليئة بالتحف والمجوهرات والزينة وقد اُكتشف في المدينة وجود عصارة زيتون وكذلك وجود صالات خاصة بأرضية فسيفساء . هذه المقاطعة مشهورة بأشجار الزيتون وهذا ما دعاني وقبل زيارتي للمدينة أن أرقد ليلة في العراء في خيمتي تحت شجرة
زيتون بالقرب من مدينة (مولاي ادريس).
لقد تمكن علماء الآثار من التنقيب عن التحف والآثار في هذه المدينة وعمدوا الى تنظيف اجزاء كبيرة من الاعمدة الرومانية والاسوار بالاضافة الى الجزء المهم من المعبد.
تعد وليلي من اهم ما تركه الرومان من آثار في المغرب وشمال افريقيا ،ففي القصور الكبيرة مازال الفسيفساء يحتفظ بجودته ودقته بصورة كبيرة وما ادهشني وجود فسيفساء لرجل يركب الحمار بالمقلوب وحين سالت احد المغاربة اخبرني بأنه جحا الروماني للنكتة كانت تعد المدينة مستوطنة مهمة للرومان وتقع على مساحة 40 هكتارا وتمثل للزوار رحلة الى عوالم فن العمارة والتصميم الروماني وفي عصرها المزدهر عاش على ارض المدينة اكثر من 10 آلاف شخص واما عصرها
اللامع فهو بين 190 ـ 211 ميلادية وفي هذه الفترة تم تشييد بعض الدور .
للأمازيغ تاريخ مقاومة وبطولة في كل أجزاء المغرب العربي ضد الاستعمار وابتداءً من الرومان على أرض وليلي وكل من خطت أقدامه أرض المغرب وهذا ماحدث في المدينة عام 40 ميلادية حين دافع الرومان عن المدينة ضد البربر.
الأجزاء والأماكن المهمة لزيارة السواح هي القصور والفسيفساء والحمامات والمعبد وباب طنجة.
وقبل الخروج من المدينة القديمة يوجد حانوت لبيع الهدايا التذكارية للزوار كي تظل المدينة في ذاكرة زوارها وكذلك لمحت عند اسوارها الخارجية وجود مقهى شعبي ولكن لضيق الوقت لم اتمتع بشرب الشاي المنعنع برفقة مدينة خيالية ستظل ذكراها في مخيلة وفكر كل من زارها فانها جوهرة المغرب وشمال افريقيا..وليلي.
الصور بعدسة الكاتب
مدينة وليلي ـ المغرب العربي