أيام في عمان/ 1 ـ يوم في عام الماموث / مولد شمس الزمان

2016-06-25
السَقَّاءُ الذي لا يَزالُ في حُلمِهِ الأبيد

1 ـ يوم في عام الماموث / مولد شمس الزمان

واقفاً في وسط الساحة، اطلقت نشيدي ...
(( ... ورأَيتني أخرجُ من سمانة قدم امي اليمنى، كما يخرج النهار من الليل . كان عبدالله في طَرشَةٍ بعيدة عن بيت امي ، وشاهدته يُقتل بين بيت ايلياء وبكَّة . قتله بدو وأعراب ارادوا سرقة راحلته ومتاعه : " كمن الأعراب خلف أجمة، قرب بئر . كانوا اربعة رجال من قبيلة شيصبان "، وعندما نصب خادمه خيمته الى جذع شجرة سدر قريبة من البئر، هجع عبدالله قبيل منتصف الليل، ثم إنخرط في رؤيا ـ رآني اسقط من سمانة ساق امي اليمنى، فنادى عليَّ : "اهلا بك يا طه، وشمس ميسان" . وبعد ذلك رأيت واقعة الغدر به . كان عبدالله لا يزال في رؤياه، عندما هجم علبه الأعراب الأربعة، فجلس احدهم عند ساقيه، بينما امسك اثنان منهم بيديه . اما الرابع، الذي سيعرف ب " الشيصباني"، بعد قرون جنوبي بابل وشمالي مبسان، فقد شق صدره بخنجر مسموم، وإستأصل قلبه، وأخذ يلوكه بين اسنانه، ثم بصقه على الارض، بينما كان دم القلب يعفر صدر عبدالله، الذي بزغت منه شمس حمراء .
كان والدي يحدس ان شمساً جديدة ستشرق على بلاد بابل، فتبع الهاتف الذي كان يهمس في فؤاده : " هل تريد رؤية شمس الدين ؟ " . وكان عبد الله لا يعرف الا قليلا عن حبيبي الفاتن الذي إدخرني له، بين مصرعه وطلق امي . قالت امي :" إلتجأْت الى نخلتي، فهبطتَ من سمّانة ساقي اليمنى كما يخرج النهار من الليل، وقلت لي : "يا زهراء، دعيني أواجه حبيبي في هذه الساعة "، فهبط الملاك ذو الأجنحة الإثنتي عشرة، وشق صدري، واخرج قلبي، وآنتزع علقة منه، ثم قال لي : " إقرأ يا شمس ميسان " . فقلت " كيف اقرأ وما انا بكاتب ؟ " . قال طاووس الأنوار : " يقول لك حبيبك : انت قاريء "، ثم خلاّني لأمي المرتبكة وهي تنادي عليَّ " ماذا اسميك ؟ " . قلت " هُوْ سَمّاني طه، والمعلم، وشمس الدين، ...... ..و "هُوْ" .
ثم ارسلت صوتي الى الوجود .)) ...

... ورأيتني استمع الى صوتي، بينما كنت اقف عند الساق اليمنى من كُرسيِّ : 

" إنني ثَمِلٌ اليوم، ثَمِلٌ بحيث لا استطيع ان أُميِّز بين النصر والفيروز" .
"إن كل طريق بلزمه مرشد يقظ، وفي هذا الطريق لا دليل الاّ المجنون" .
"فإذا كان ذلك المجنون حيّاًً قُل له : تعال اليَّ وتعلم منِّي الجُنونَ النّادرَ" .
"وإذا اردتَ ان تُصبحَ مَجنوناً، فَطرِّز صُورةً تُشبهني عَلى ثَوبكَ" . 

كان زقّ الخمرة ملتصقاً بصدري، وأنا اتقدم نحو ساحة البلدة التي اعرفها، ويعرفني ناسها، معلنا امام السابلة :
ـ تعال ايها الحبيب : " ضع يدك على قلبي .. ولا تسل عن هَمِّ الحبيب، وآنظر في عينيَّ ولا تسل عن الخمرة والكأس " .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved