من يتابع السجالات والجدالات واختلاف الأوليات في مواقع التواصل الإجتماعي وفي الإعلام و المنتديات، سيكتشف بسهولة أن الأمورلدينا أشبه بالجملة المصرية المشهورة " سمك، لبن، تمر هندي " ! إذ ندور في الحلقة المفرغة ذاتها، ونكرر ونجتر الموضوعات والخلافات نفسها، ولا نملك جدول أعمال وطني يحدد لنا الأولويات الحقيقية، ثم يبرمج التحديات ومصادر التهديد والخيارات العقلانية الواقعية في التعامل معها !
الأمور مختلطة على كثير من الناس ! الفرصة تتحول إلى تحدي والتحدي يصبح تهديدا، والكلمة الوطنية تغدو مصدرا للإحتراب والإستقطاب و الصراع الداخلي، كما الإصلاح السياسي إسما حركيا لمحاصصة على القاعدة الوطنية الطائفية ذاتها، والهوية، دوراناً حول الذات وتقوقعا ونكوصا، بدلا من أن تكون تطورا وانفتاحا واعترافا بالآخرين ..
نحن لا نعرف و الله أين نقف، فعلا ! بل لا نتفق على الأساسيات في تقييم أوضاعنا و أحوالنا، هل نحن اليوم أفضل من أمس أم العكس صحيح ؟!
هل تسير الأمور إلى أمام أم إلى الوراء .. هل الأزمة سياسية أم اقتصادية ؟ وهل الأولويات هي الحفاظ على الوضع الراهن والإستقرار الهش، أم أن المطلوب هو النظر الى الأمام، والتطلع الى الأفضل ؟ لم نحدد ما هو دور الدولة، وما هو دور المواطن في المعادلة الإقتصادية ، وفيما إذا كنا نريد دولة مواطنة وقانون ومؤسسات، أم دولة جاهات وعطوات ومحاصصة !