إلى رُوْحَيْ الشهيديْن المناضلَيْن خالد أحمد زكي، وعطشان ضيول الأزيرجاوي. يخلد الشهيد، ويفنى العميل .
إنّ المقاومة المسلّحة الشاملة للغازي الأمريكي وعميله العراقي الصهيوني الخائن هي الطريق الوحيد لاستقلال العراق وتطوره المستقبلي
ولو لم تتوقف المقاومة المسلحة لما وصلنا إلى مانحن فيه الان من إبادة ودمار وفساد وفوضى شاملة ومرعبة ومستقبل مجهول .
برهنَ سير التاريخ اعتماد الغرب المصيري في رفاهه وضمان مصالحه على تواصل إنتاج الاستعمار والاستعباد والارهاب والظلم والنهب . وما غزو العراق، وتفكيك الاتحاد السوفيتي إلا مثاليْن معاصرين .
إن وضع المخطّطات العلمية لتنمية وتطوير العراق لايكفي للحصول على نتائج مادية ملموسة . وقد قدّم أبناء العراق الأكفاء عددا من مشاريع التنمية وآلاف الاطروحات المعرفية في شتى الميادين بهدف ازدهار العراق وإسعاد شعبه . دون جدوى .
فالتراكم المالي والمعرفي والأمن والاستقرار ممنوع وحرام على العراقيين . وإن حصل تطوراً ما، فيدخل في دورات البناء للتخريب في الوقت المناسب للاقتصاد الغربي والاحتقان السياسي .
وتواصلُ الارهاب في الشرق الاوسط دليل على ان الامبراطورية الصهيونية الامريكية مستمرّة في مشروع تفتيته . كما ان المساومات الاستراتيجية بين الكبار لن تهب العراقيين حرية وتنمية غير توزيع طريدة العراق بين المتحاصصين المتنافسين الكبار . والغزاة لن يخرجوا طوعا من العراق . ويعلن بعض مسؤوليهم عن بقائهم . ويتواصل البناء الهدام المُشين الذي أقامه الغازي والعميل للتفرقة الطائفية والقومية الدموية بين العراقيين .
وما يدّعيه عملاء الغزاة من مقاومة سلمية لازاحة الاحتلال هراء . فهم متمسِّكون بالغزاة ويستجدون منهم البقاء . فمناصب العملاء من توزيع الغزاة . وليس للشعب في ذلك كلمة وإرادة .
والعراق العريق الأصلي الأصيل ليس مُلكا للعراقيين الان، بل للغزاة العولميين الوحوش، وعملائهم الخونة الذين ينهبون ثروات العراق ويهربونها الى الخارج ويعيشون هم وأولادهم حياة الرفاه والاستهلاكية الشرهة، بينما يعيش الشعب حياة الفاقة والتهجير والذلّ في متاهة الفوضى وتدوير الفساد تحت يافطة : وأمرهم شورى بينهم ! .
وبذلك فان سلوك ونوايا الغزاة وعملائهم يُهدد الوجودالعراقي ومستقبله .
والعراق من أغنى بلدان العالم، وشعبه من أفقر شعوب العالم، وعملاؤه الحكام من أفسد وأغنى حكام العالم . وكل مايدور في العراق منذ الغزو لا يصبّ في مصلحة العراقي والعراق، بل في مصلحة الغزاة وعبيدهم المتحاصصين على الفتات .
وللعراقي حق الحياة والتحرر والازدهار . وعلى الشعب العراقي تغيير هذه الاوضاع . فهل سيؤسس العراقيون لمقاومة نزيهة وطنية شاملة وطويلة النفس ... حتى النصر .
لنْ يشفي العراق ويعافيه غير شعبه . ولنْ يتحرّر من الغازي والعميل الاّ بالقوّة . ولنْ يتطوّر الاّ بجهود أهله وتراصّهم وكدّهم لبناء اقتصادهم وقوتهم .
ومن روسيا الدرس التاريخي : فبعد استعمارها في 1989 وعى الروس بأن النخب الغربية الكذّابة المخادعة المنافقة لن تطوِّر روسيا، ولن يُسمح لها ببناء اقتصاد مزدهر . بل على العكس نهبوا الاتحاد السوفيتي العظيم وخرّبوه شرّ تخريب . ودمرّوا تراكم 70 عاماً من المعرفة والبناء الاشتراكي المغدور، وأعظم إنجاز إنساني لإقامة دولة العدل الوظيفي .
ويذكرُ عشرات من كبار المثقفين الوطنيين الروس مثل : أليكساندر بروخانوف، ليونيد إيفاشوف، نيكولاي ستاريكوف، ميخائيل خازن، يفغيني فيودوروف، أندري فورتسوف، مكسيم شفتشينكو، فيكتور يفيموف ... والراحلين مثل حيدر جمال، نيكولاي ليفاشوف، قسطنطين بتروف ... بأن تفكيك الاتحاد السوفيتي تمّ بمساعدة عملاء روس صهاينة متنفذين في الحزب الشيوعي السوفيتي وفي المخابرات السوفيتية . تماماً كالعملاء الصهاينة العراقيين الذين أرشدوا وأسندوا الغزاة وغدروا العراقي والعراق .
وبعد عقدين فقط تتجه روسيا الوطنية الى استعادة قوّة الاتحاد السوفيتي، وتُنازِل الغرب، وتَنْدَفع لضمان أمن وموارد روسيا، وإعداد مجتمع تتكامل فيه السياسة والاقتصاد والقوّة والاخلاق ... عبر التوجه لإحياء الاشتراكية .
بالمقاومة العراقية النبيلة عوّق العراقيون مؤامرة المشروع الامبراطوري الامريكي على جميع مستوياته : الحرب على الارهاب، القرن الامريكي الجديد، النظام الدولي الجديد، الشرق الاوسط الكبير ... وأسّسوا للازمة الاقتصادية والسياسية في الغرب . وأعطوا نَفَسًا لتطوير الصين وروسيا لاسلحة نوعيّة تلجم الشرّ الامريكي، وأوقفوا غزو سوريا وإيران المُخطط له آنذاك بموازاة غزو العراق .
لكن المقاومة العراقية توقفت بخداع الغازي والعميل . ولم ترتقِ إلى مقاومة وطنية شاملة . بل اخترق الغازي والعميل فئات من المقاومين وحوّلوهم إلى دواعش .
إن مقاومة الغزاة واجب مشروع وحق تاريخي بيد الشعوب . والاسلام يطالب بالجهاد لصد الغزاة والدفاع عن العقيدة والنفس والموارد والارث الثقافي :
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ"
تبدأ التعبئة الشعبية للمقاومة المسلحة من خلال مسيرات بيضاء تنتشر في جميع أنحاء العراق بخروج شابات وشباب العراق بالأبيض وسعف النخيل متوجهين إلى مؤسسات الغازي والعميل في القواعد العسكرية الأمريكية ووحصنهم في المنطقة الخضراء .... وبشعار واحد :
اخرجوا خلال شهر وبدون أية شروط، وعفا الله عما سلف من إبادة للعراقيين وتخريب للعراق ونهب لنفطه وآثاره .
وبخلافه تنظيم مقاومة مسلحة تبدأ برش قواعد الغزو والخيانة بالآف الصواريخ يومياً حتى إزالة الغزو والغازي والعميل .
بالمقاومة فقط يحصل العراقيون على معنى ومضمون واقعي وفعّال لكلمات مثل الاستقلال، والحرية، ودولة المؤسسات، والجيش الوطني المحترف، وسيادة القانون، والانتخابات النزيهة، والبرلمان، والتوزيع العادل والوظيفي لثروات البلاد ... والأمن والخدمات ... والتي مُحصِّلتها : الدولة الحرّة والديموقراطية المعاصرة، التي تفرز الوطن الحرّ والشعب السعيد .
وتكون المقاومة بعيداً عن استشارات ديكورات آلهة الأرض من شرعية دولية وهيئة الامم المتحدة ومجلس الامن وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الاسلامي وغيرها . فالصين وكوبا والجزائر وفيتنام لم يستأنسوا بآراء هؤلاء بل هبّوا لطرد الغازي والعميل ونجحوا .
يقول نعوم تشومسكي :
“علينا الا ننتظر توبة القوي عن غيه، بقدر ماعلى الضعفاء أن يتكتلوا وينتفضوا ضدالظلم، سيما أن ثمة ضعفاء استطاعوا أن ينالوا حقوقهم بالمثابرة” .
ان المعارك بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين العدل والاستبداد، بين الغازي/ والعميل واهل الوطن لا بدّ أن تستنزف شهداء وأبرياء.
"إنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم"
وفي النهاية سينتصر الشعب العراقي عاجلا ام اجلا . لكن هل سيتمكن من الحفاظ على ثمرة النصر من السرقة ؟ أم سينهبها عملاء جدد ؟ .