ما تظل الدنيا بفد حال
تتحول من حال لحال
وكل حال يزول
هذه كلمات أطلقها الفنان عزيز علي شعراً ولحنا وأداءاً، كانت، ولا تزال، ولا تزول، لأنها ليست حالاً فتزول، بل هي وصف للأحوال . ثم لأنها - هذه الكلمات بالذات - تجسد حقيقة أبدية يجهلها غير العارفين، ويتجاهلها من تعمي الرغبات بصيرتهم.
كان عزيز علي يغني للناس الذين يسعدهم قوله، فيما هم محتارون: كيف يقول هذا الكلام الفصيح الصريح؟!
يحتارون فيه بمحبة وخشية، لأنه القائل والماثل في تلك الأيام.. فيما النظام (الملكي) جاثم مشرع الأشداق!
لكن عزيز علي كان يدرك ان النظام إلى زوال.
فـ كل حال يزول، كما غنى مذكـّراً ومبشرا.
لذا ظل صوته ماثلا قائلا كما كان، ظل مستبشرا، فبات للوطن، ولناس الوطن، يستبشر ويستشعر، يخاف على الوطن وناسه، حتى توالت على الرافدين زوالات بالمقلوب، من الحسن قليلا الى الأقل حسنا، من الأقل حسناً الى السيء، من السيء الى الاسوأ، من الأسوأ الى الأشد سوءا، ومن العوز الى الحروب الجزاف، ومنها الى الخراب الخراب!.
كل ذلك جرى في الوطن. لكن صوت عزيز علي أيضا جرى في الوطن، وظل يجرى (وما زال!) حتى رحيل صاحبه الأخير في 26 تشرين الاول 1995 دون كلمات أخيرة . فهو قال كلمات أولى في حياة الوطن وناس الوطن...
كلمات هي التي تبقى
وكـل حال يزول!
عزيز علي
* ولد عام 1911 في محلة الشيخ بشار - الكرخ.
* أغضب حكام العهد الملكي فجعلوه من زوار سجونهم.
* حسِب نظام صدام مونولوجاته تعنيه في انتقاداتها أو كأنها قيلت فيه، فمنعها.
* توفي عن 84 عاما.ً
زال نوري السعيد، وزال صدام، وبقيت وتبقى مونولوجات عزيز علي تنوِّر أهله العراقيين وتمتعهم: شوباش، كل حال يزول، دكتور، منـّه منـّه كلها منـّه، وغيرها كثير... مما تركه لنا المبدع الراحل.
(عن وكالة ماتع الاخبارية)