هي عائشة عودة، الكاتبة والمناضلة الفلسطينية التي ولدت في قرية دير جرير التابعة إدارياً لمحافظة رام الله في العام 1944، وانتظمت في صفوف المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بعد انتهاء حرب العام 1967 مباشرة . وقد اعتقلت في 1 آذار ( مارس ) 1969 وحكمت عليها محكمة الاحتلال الصهيوني العسكرية بالسجن المؤبد . وأمضت عودة عشر سنوات من محكوميتها في الأسر، ثم حررت في عملية النورس لتبادل الأسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 14 آذار (مارس) 1979 . وقد اشترطت إسرائيل إبعادها خارج فلسطين، فأقامت في الأردن حتى عودتها إلى فلسطين بعد توقيع اتفاقية أوسلو وعودة كوارد منظمة التحرير الفلسطينية وتأسيس السلطة الفلسطينية في العام 1994. وهي عضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 1981 .
أصبحت عائشة عضو مجلس وطني فلسطيني عام 1981 , ورئيس رابطة نساء أسر من أجل الحرية ( مسيرة )، لتوحيد جهود الأسيرات المحررات وتوثيق تجاربهن، وهي عضو مؤسس لمنتدى ( جذوة عسقلان الثقافية )، وقد أسست أيضا جمعية سيدات دير جرير للتنمية في قريتها أثناء الحصار عام 2002، وشاركت في منتدى الفنانين الصغار حيث أن لها اهتمامات فنية، وهي الآن متفرغة للعمل الإبداعي والإجتماعي والوطني .
من اقوالها :
* انني أشك في إمكانية تحرري من ضغط التاريخ والجغرافية، إذ لا مخرج لي منهما، إلا إذا أنجز حل عادل لقضيتنا وتحررنا من الاحتلال بشكل ناجز . أنا لا أستطيع ولا أريد، أن أنفصم عن واقعي وشعبي . ثم لماذا يصنف الأدب النابع من المعاناة واجتراح وسائل الصمود والنضال من أجل التحرر، بأنه خارج فضاء الأدب الفسيح ؟ رأيي أنه من صميم الأدب الإنساني الفسيح والعميق أيضا .
* إن سجّاني لم يأتِ ليتحكم في حياتي ومسارها لكونه معارضا أمكنه الوصول إلى السلطة بالانتخابات الديمقراطية . إنما سيطر علينا وعلى أرضنا ومائنا وسمائنا وبحرنا وتاريخنا بالقوة والحرب، مستخدما كل أشكال الأسلحة في القتل والتدمير. لذلك أنا لا أقف موقف المعارض له، وإنما المقاوم له . وكتابة تجربتي هي للكشف عن حقيقته . هي شكل من أشكال المقاومة . كما أن كتابة تجربتي واجب تاريخي، كي لا يأتي آخر ويسجلها على هواه . وأنا أقدم تجربتي وأؤرخها والتي هي جزء من نضال شعبي من أجل حريته . وهي بوح بما اختزن في الروح من ألم وتعذيب حد الخرافة .
* كنت أمينة بدرجة عالية في كل التفاصيل التي كتبتها، ذلك أنها محفورة بالوعي والذاكرة حفرا كما يحفر إزميل بصخر، لذلك لا أستطيع نسيانها حتى آخر يوم في حياتي. لكن الانفعال بها يقل مع الأيام، وتتعمق الرؤية والفهم لها، الذي مكنني من انتقادها وتقييمها. كما أن لغة التعبير عنها تطورت. وهكذا، فأنا أنا وأنا لست أنا .
* أنا لم أسمع عن أدب عبري تناول قضايا إنسانية فلسطينية، فالكتاب الاسرائيليون يتجاهلون وجودنا تماما. لقد ورد في كتاب "ثمنا للشمس" قصصا تؤكد هذا النكران التام. هناك بعض الكتاب الذين تجرؤوا وذكروا – مجرد أنهم ذكروا - أو جعلوا إحدى شخصياتهم فلسطيني، تمت محاصرتهم من قبل المؤسسة الصهيونية. ذلك أن الاشارة ومجرد الإشارة إلى وجود فلسطيني واحد، تكذّب مقولتهم بأن فلسطين بلا شعب . الآن وبعد أن وصل بعض آباء الصهيونيين الأوائل إلى سن التسعين، أخذوا يبوحون بأسرارهم كيف قتلوا وهجروا ونسفوا قرى بكاملها، وكيف بنوا الكذبة الكبرى بأن فلسطين بلا شعب. وقال أحدهم إن الفلسطينيين هنا منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، ان الأدب ( العبري ) ( الإنساني ) منطلق من هذه الخرافة الوقحة.
صدر لعودة مجموعة من الكتابات أهمها: أحلام بالحرية ( رام الله: مواطن-المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، 2004 )، وطبعة ثانية في العام 2007؛ "تجربة الكتابة" في: نوافذ في جدار الصمت: أصوات نساء في الانتفاضة ( رام الله: مؤسسة عبدالمحسن القطان ومؤسسة هنريش بل، 2005 ): 2027؛ يوم مختلف- قصص قصيرة ( رام الله: دار الشروق للنشر والتوزيع، 2007 )؛ "زمن العودة". Palestine - Rien Ne Nous Manque Ici فلسطين لا ينقصنا شيء هنا ( بروكسيل: روفو آه!، وباريس: سيركل دآر، 2008): 63-7؛ ثمناً للشمس ( رام الله: مواطن-المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، 2012 ) .
.