إنها قرية وقلعة كلدانية تربض على سفح جبل يسمى بإسمها، شعبها سليل أقدم الحضارات، حيث ينتمي للأنبياء والأولياء، إنه شعبٌ عريق ذو أصالة وتاريخ وحضارة، قل مثيلها بين جميع حضارات العالم .
تاريخها يعود إلى ما قبل الميلاد، وقد ذُكرت في أحد اسفار الأنبياء الصغار هو النبي ناحوم، المعروف بناحوم الألقوشي، الذي لايزال قبره شاخصاً إلى يومنا هذا .
سكانُها يعتنقون المسيحية، ويعودون للطائفة الكاثوليكية الشرقية، لهم أديرتهم ودور عباداتهم، ومن أديرتهم التي لازالت قائمة، دير الربان، الذي يعتلي جبل ألقوش، والذي بني قبل حوالي 1500عام، والمعروف أيضاً بدير هرمز ( رَبن وُرمز )، بالإضافة إلى العديد من الكنائس والأماكن المسيحية المقدسة .
دير الربان
يعتبر شعبها سليل أقدم الشعوب التي سكنت تلك الديار، شعب ذو أصالة وتاريخ وحضارة . فهو شعب يعود إلى الحقبة الكلدانية، وبذا فهو من سلالة الكلدانيين القدماء، وهم سليلي نبوخذ نصر الذي قضى سنين حكمه في تعمير مدينة بابل . والذي كان بين أعظم أعماله جنائن بابل المعلقة، إحدى عجائب الدنيا السبع، . وسليلي حمورابي، المشرّع الكلداني العظيم .
عندما غزت الأمبراطورية الآشورية مناطق شمال العراق وسيطرت على جزء كبير من تلك المناطق، كانت ألقوش ضمن العديد من القرى والقصبات والمدن التي خضعت للحكم الأمبراطوري الآشوري، فحال ألقوش كحال مثيلاتها، كتلكيف، برطلّة، نينوى، سامراء، تكريت، سنجار، أربيل، وغيرها العديد من المدن .
وكذلك خضعت ألقوش إلى أمبراطوريات وحكومات مختلفة، فمن الأمبراطورية الآشورية إلى الكلدانية إلى العثمانية .
تعود تسمية ألقوش إلى اللغة الآرامية، حيث تتكون من المقطعين "ألـ" بمعنى إله والمقطع "قوشتا" بمعنى الصَلاح . فتكون ألقوش (إله الصلاح) . كما وإنها قد تحمل أصول أكدية (ألقوستو) بمعنى، "إله القوة" . و يُعتقد أن إسم ألقوش قد يكون (إلو-قوشو) أو (إلو قشتو)، أو (أل قشتو) ويمكن ربطه مع رمز القرص المجنح آشور الذي يحمل "القوس"، و بالتالي يكون الأسم بمعنى "إله القوس" . ولا زال يشار في اللغة الآرامية إلى "قوس قزح" باسم "قشتا د 'ماران" بمعنى "قوس ربنا" .
إن ألقوش الكلدانية تحتفظ بأرث تاريخي وحضاري يعكس الوجه الناصع لحضارة بلاد ما بين النهرين، ويجسد وجه التسامح والتعايش بين المكونات العراقية منذ أقدم العصور حيث كان اليهود يشكّلون مكوناً اصيلاً الى جانب المكونات الأخرى .
تقع القوش شمال مدينة الموصل ب 45 كم / ، اما تبعيتها الإدارية فهذا أمر يتبدل مع مرور الأيام وبأختلاف القوى المستعمرة لها، تقع على سلسلة جبلية تفصل بين محافظة دهوك ومحافظة نينوى، وتسمى هذه السلسلة بجبال ألقوش أو جبال باثيرا، والتي يبلغ ارتفاعها 2000 م عن سطح البحر، تحاط بوادي من ناحية الجنوب ووادي آخر من الغرب يسمى بندوايا والذي يمر به نبع مياه جارية من العيون الطبيعية في الجبال .
من أهم المعالم الدينية في القوش هو دير "ربن هرمز" والذي بني عام 640 م اي قبل 1379 سنة . يحتفل بعيد ربن هرمز في الأحد الثاني بعد عيد الفصح حيث يتجمع عشرات الآلاف من المسيحيين من القرى المجاورة لألقوش . وتنصب آلاف الخيم، وتقام الإحتفالات والدبكات الشعبية ويصعد المحتفلون إلى الدير مشياً على الأقدام بما يقارب الخمسة كيلومترات .
يحتوي الدير على الكثير من المتاهات والأنفاق داخل الجبل، والتي كان يستخدمها أهالي ألقوش قبل مئات السنين للإختباء من هجمات الغزاة، حيث تعرضت ألقوش الى العديد من الهجمات، كان أبرزها هجوم تيمورلنك عام 1393م، وهجوم الملك التركي مراد بيك سنة 1508م، وحصار نادر شاه سنة 1743م .
دير "ربن هرمز"
تزيّن ألقوش العديد من الكنائس والأديرة التي تشير إلى قدسيتها وطابعها الديني، وأهم هذه الأدير : السيدة (حافظة الزروع) ، كنيسة مار قرداغ، كنيسة مار كوركيس، وكنيسة مار ميخا، وغيرها الكثبر .
-