مَن هم أهل الصفة ؟
هل ينتسبون لمكة ؟ أم للمدينة المنوّرة ؟
كم عددهم ؟
هل لهم أفضلية متقدمة على الخاصة والكافة ؟
ومن أين جاءت لهم هذه التسمية ؟
نغترف من كتب السلف الصالح ونقول أن الإسلام جلب معه للدنيا حياة ً جديدة ً مشرفة ً لمفردات كانت عادية، من هذه المفردات : المهاجرون، الأنصار، الأسراء والمعارج، ليلة القدر، الطلقاء، المؤلفة قلوبهم و... أهل الصفة : أما (الصفة) التي ينسب إليها أهل الصفة من أصحاب النبي، فهي مكان في مؤخر المسجد بالمدينة المنوّرة، وكان يأوي إليها المهاجرون المكيّون من فقراء المسلمين، مَن ليس له أهل ولا مكان يأوي إليه في المدينة المنورة، وكانت مثابة مؤقتة لهم، إذ هناك من يحصل على بيت يقيم فيه، وكان عدد أهل الصفة يزيد وينقص . وظاهرة (أهل الصفة) لها مكانتها لدى المؤرخ المسلم، وقد جمع أسماءَهم الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب (تاريخ أهل الصفة) وكان عددهم نحو أربعمائة من الصحابة، ومن الناحية الاجتماعية فأن (أهل الصفة) هم من فقراء المسلمين، يستحقون الصدقة كما يستحقون الفيء، وذلك وارد في سورة البقرة : 271- 273 وكذلك في سورة الحشر، وأهل الصفة (يكتسبون عند إمكان الإكتساب، وبالنسبة للرسول الكريم لهم منزلة (ضيوف الإسلام) وكان يبعث إليهم بما يكون عنده . وفي غزوات الرسول كانوا معه ويذودون عنه بسيوفهم وقلوبهم، وقد شارك بعض أهل الصفة في غزوة بدر، فتميزوا على غيرهم مثلما تميز البدريين وضمن هذا السياق نرى أن (أهل الصفة) كانوا من جملة الصحابة وليس من نخبة الصحابة . ومن سمات (أهل الصفة) أنهم (كانوا أعظم الناس قتالاً وجهاداً وقد قُتِل منهم سبعين رجلا، في يوم بئر معونة، حتى وجد عليهم النبي موجدة، وقنت شهراً يدعوا على الذين قتلوهم)
من كل هذا أرى أن (أهل الصفة) هم فقراء المسلمين ومساكينهم، هاجروا حباً بالرسول الأعظم وإيماناً بالدين الجديد ودافعوا عن الدين بأرواحهم،
وكانت لهم منزلة خاصة لدى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم .