ألبير مامي يرحل

2021-01-28

ي15

                                                        ألبير مامي يرحل بعيداً

 

 

غادرَنا  ، منذ أيام، وفي العاصمة الفرنسية باريس، الفيلسوف، تونسيّ الأصل، ألبَير مامي، عن عُمرٍ مديدٍ .

وُلد ألبير مامي، في تونس،  في العام 1920 . اعتُقِلَ في الحرب العالمية الثانية، لكنه استطاع الهرب .

بعد الحرب درس في جامعة الجزائر، ثم في السوربون حيث نال شهادته في الفلسفة .

كتابه الشهير :  " المستعمِر والمستعمَر "

The Colonizer and the Colonized

صدر في العام 1957 بمقدمة من جان بول سارتر، جاء في خاتمتها :

نحن ممتنّون لمامي،  الذي ذكّرَنا بأن للمستعمَر سِرّه أيضاً، هذا السرُّ هو في أننا  نشهدُ الإحتضارَ المشين للكولونيالية .

*

والحقُّ أن ألبير مامي، له مدخلُه السايكولوجي الإجتماعي، في قراءة  المجتمَع، المحتَلّ بخاصّة .

وهو يرصدُ بدقّةٍ صارمة، أحوالَ هذا المجتمع، وكيف يحاولُ  المستعمَرُ، التماهي، مع المستعمِر، رغبةً من الأوّل في الإرتقاء إلى منزلة الثاني .

المحاولة فاشلة بالطبع، والتطبيق .

ويمثِّلُ على ذلك، بمحاولة اليهود، التماهي مع السادة الأوربيّين، بُغْيةَ الإرتقاء بالمنزلة الإجتماعية، لكن اليهود مكبّلون بالوعي الأسطوري، فلا يمكنهم تحقيق التماهي الذي يرجونه .

( ألبير مامي يهوديّ تونسيّ )

*

من المؤسف ألاّ يتذكر التوانسةُ، فيلسوفَهم !

 

لندن في 06.06.2020

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved