الحانة الإيرلنديّة في الأقصُر/Irish Pub in Luxor

2021-03-03

 سعدي 

هي رأسُ المثلّثِ

ما بينَ متحفِ بُرْدِيِّ مصرَ

و " مكتبةِ " الأقصُر، المستحيلةِ

في شارعٍ يتفرّعُ ( قد كانَ عُبِّدَ من قبلِ خمسين عاماً ...)

ولكنه ظلَّ،

والحانةُ المستحيلةُ ظلّتْ

ومكتبةُ الأقصُر ...

المتحفُ المتعهِّدُ بُردِيَّ مصرَ العريقةِ ظلَّ،

و لافتةُ البارِ ظلّتْ، كما هي، منذ ابتداء الخليقةِ :

Irish Pub

إذاً ...

هل سَندخلُ ؟

أعني هل الحانةُ اسمٌ هنا، أمْ مُسَمّى ؟

وتهمِسُ إقبالُ :

ندخلُ !

*

مثل نسيمِ المساءِ الذي يترنّحُ، ندخلُ

لا حارسٌ في الممرّ

و لا حاضرٌ !

نحن ندخلُ ...

كان الهواء المسائيُّ أثقلَ

والقاعةُ احتُضِرَتْ مثل روّادِها ...

ليس فيها سوى رايةٍ نَصُلَتْ من بَيارقِ جيشٍ لإيرلندةَ الحُلْمِ

راياتُ دَبْلِنَ

راياتُ ثورتِها وهي  "خضراءُ، خضراءُ

إني أحبُّكِ خضراءَ " - لوركا .

تدمدمُ

في الأقصُرِ ...

الحائطُ المتآكلُ يحمِلُ بُوسْترَ وِيسكي توقّفُ إنتاجُهُ

ومواعيدَ عن سينما لم تَعُدْ في التواريخِ ...

نمشي،

كأنّا نجوسُ متاهةَ كهْفٍ ...

ولكنّ منعطَفاً في المتاهةِ قادَ إلى سُلّمٍ :

نرتقي السُّلّمَ ...

البغتةُ انفجرتْ، مثل لُغْمٍ :

هنا البار !

*

نُوبي حسَن !

أنا نُوبي حسنْ ...

أنا سادِنُ هذا المكان .

لا أرى أحداً

لا يراني أحدْ ...

منذ عشرِ سنينٍ هنا

لا أرى أحداً

 لا يراني أحدْ ...

هل أكونُ الصّمَدْ ؟

 

لندن 19.03.2017

 

 

 

 

 

 

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved