تحوَّلت الأمسية الثقافيَّة التي تمَّت إقامتها أمس السَّبت في الناصرة إلى سهرة تراثيَّة، زجليَّة غنائيَّة، فنيَّة، تشكيليَّة من طراز رفيع .
عقدت الأمسية في مقر "جمعيَّة السَّيباط للحفاظ على الثَّقافة والترُّاث، في الناصرة، تحت عنوان: "الطَّائر المحكي"، وذلك بدعوة مشتركة من ثلاثة أطراف، هي: "جمعيَّة السيِّباط"، "تواصل للثَّقافة والفنون"، و"جمعيَّة الناصرة للفن التَّشكيليّ" وحضرها جمهور حاشد من الفنَّانين والمثقَّفين والمهتمِّين بالشَّأن الثقافيّ، جاءوا من الناصرة ومن أنحاء مختلفة من البلاد للمشاركة والاحتفاء بهذا الحدث الثقافيّ المميَّز .
افتتح الأمسية وتولَّى إدارتها، الشَّاعر سيمون عيلوطي من "تواصل للثقافة والفنون"، مرحِّبًا بالحضور، وبالفنَّانين، والشَّعراء على مشاركتهم الطيِّبة في إحياء هذه الأمسيَّة الفنيَّة الثقافيَّة باعتبارها باكورة نشاط الحلقة الأدبيَّة التي أعلِنَ عن إقامتِها مؤخَّرًا باسمِ: "تواصل للثَّقافةِ والفنون"، بهدفِ تحقيقِ التَّواصلِ المطلوبِ مع مختلفِ الأطرِ الثقافيَّة لتنشيطِ الحياةِ الأدبيةِ، الفنيَّةِ، ودفعها نحو الأفضل. ثم طلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت ترحمًا على روح فقيد الأدب الفلسطينيّ، محمَّد نفَّاع، وعلى روح الفنَّان، المؤرِّخ، والباحث زياد أبو السُّعود الظَّاهر. وبيَّنَ أنَّ البرامج القادمة لحلقة " تواصل للثَّقافة والفنون"، لا تهدف إلى التَّثقيف الروحيّ، الأدبيّ، المعنويّ، على أهميَّته فحسب، بل بالإضافة إلى ذلك، تهدف لتنظيم برامج تعود بالنَّفع والفائدة الملموسة لفئات تستحق الالتفات إليها في مجتمعنا، سَيُعلَن عن تفاصيلها لاحقًا .
بعد ذلك تحدَّث كل من: الباحث الموثِّق الأستاذ خالد عوض، مدير "جمعيَّة السيباط"، الأستاذ الكاتب مروان عَيْسَمي من تواصل للثَّقافة والفنون، وجانيت بشارة رئيسة جمعيَّة الناصرة للفن التشكيليّ، وقد قدَّم كل منهم كلمة مقتضبة عن جمعيَّته، أهدافها ومراميها، مؤكَّدين أهميَّة إعادة الحراك الثقافيّ في المدينة إلى عهده الآنف الذي سبق فترة الكورونا، وبعدها الحرب على غزَّة، كما أكَّدوا على أهميَّة دعم أبناء الأجيال السَّابقة من مبدعينا لأبناء الأجيال الصَّاعدة واللاحقة لها .
ثمَّ تتالت الفقرات، وجاءت على النَّحو التَّالي: فقرة القراءات الشعريَّة الزجليَّة، شارك فيها كل من الشَّعراء، راضي مشيلح، محمد زعبي-أبو شادي، ونجيب سجيم. وتنوَّعت قراءاتهم الشعريَّة بين الوطنيّ، والاجتماعيّ، التنويريّ، وتوقَّف أكثر من نصٍ زجليٍّ عند مدينة الناصرة وأهميَّتها الثقافيَّة والحضاريَّة، وعن أهميَّة التَّآخي والتَّضافر فيما بين أبناء الشَّعب الواحد، على اختلاف أطيافهم وانتمائهم. لتحقيق الأهداف المشتركة لهم مجتمعين .
الفقرة المسرحيَّة، فقد تمثَّلت بمشاهد دراميَّة قدَّمتها الفنَّانة والمخرجة، نور يوزباش، تمحورت حول معاناة أهلنا في القدس العربيَّة، وهمومهم اليوميَّة، وتحدِّيهم لظلمة الليل المفروض عليهم، بانتظار بزوغ الفجر.
أمّأ الفقرة الموسيقيَّة الغنائيَّة فقد شارك فيها عدد من الأصوات الفتيَّة الواعدة، وهي: عماد برانسي، جود صعب، دالية عطالله، ورافق هذه الأصوات في العزف الموسيقي كل من: آنا صافية، على آلة القانون، باسل صافية، على آلة النَّايْ، وجود صعب، على آلة العود. وقد دلَّت الوصلة الموسيقيَّة-الغنائيَّة التي قدَّموها على امتلاكهم مواهب تبشِّر بالكثير من الخير .
وفي فقرة المعرِض الفنيّ، فقد شاهد الحضور العديد من الأعمال التَّشكيليَّة للفنَّانين، والفنَّانات: إيمان ربيعة، رسميَّة ياسين، جِنان مرعب، نجلاء مرعي، نبيلة كبها، سهيل طبر، مريم أبو فرحة، سليم أشقر، شبلي عيسى. ومن "تواصل"، عَرَضَ الفنَّان الصَّاعد، زاهر سكران مجموعةً من مجسَّماتِهِ الفنيَّة .
واختتمت الأمسية، السَّهرة، بكلمة تلخيصيَّة قدَّمها الكاتب الشَّاعر عطالله جبر من تواصل للثَّقافة والفنون، أشاد فيها بالنَّجاح الذي حقَّقته الأمسية في مجالاتها التثقيفيَّة المختلفة، وأكد أنَّنا شعب خلاق يمتلك الطَّاقات الابداعيَّة الرَّاقية. وانَّنا قادرون رغم الظُّروف الصَّعبة التي مررنا بها وعشناها على العطاء، والمزيد من العطاء .