أليس مونرو تشيكوف القصة القصيرة\ الف

2009-06-06
( ما ال//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/39b6c25f-43b1-4434-885e-463e2bb65933.jpeg روعة في الكتابة؟ ما الذي يجعل مقاومتها مستحيلة؟ أين تقع حقاً متعة الكتابة؟ بالنسبة لي هي ليست حين تنفيذ العمل وليست حين إرساله إلى الناشر، ليست حين طباعته وليست حين تفوز بجائزة،
رغم أنه يجب أن أعترف أن الفوز أفضل من عدم الفوز، أليست أجمل الفترات في الكتابة حين تتلقى الفكرة وتواجهها وتصطدم بها كما لو أنها كانت دائماً هناك تحوم في رأسك؟ ولا تزال كخرافة بلا قالب ولا معالم واضحة. ليس في المسألة شيء يشبه الروح إنما لبّ المسألة شيء لا يمكن وصفه بكلمة شيء فقط يمكن أن يأخذ طريقه إلى الحياة كنوع من حياة عامة حين تلفه الكلمات..)‏

                                                                          أليس مونرو

لقد فرّغت الكاتبة الكندية أليس مونر دوماً الأفكار التي تحوم في رأسها على هيئة قصص تميزت بها وجعلتها تفوز مؤخراً بجائزة (مان بوكر العالمية) من بين أربعة عشر كاتباً عالمياً وتعتبر هذه الجائزة ملحقاً بجائزة (بوكر) وعلى خلافها لا تعطى عن عمل معين وحيد للكاتب وإنما عن جميع أعماله وتمنح كل عامين.


ومونرو هي واحدة من أهم كتاب كندا للقصة الغربية القصيرة المعاصرة ،ويرتبط أسمها بكتابة القصة الكلاسيكية الشديدة الواقعية المتجاوزة للحدود الضيقة لمفهوم الواقعية ولدت عام 1931م، ‏ درست وعاشت في ضواحي أونتاريو، انتقلت للعيش في بريتش كولومبيا مع زوجها الأول ولها منه ثلاث بنات.

 وفي عام 1963 شاركت في تأسيس مكتبة مونرو لبيع الكتب
 

كانت فترة السبعينات من القرن المنصرم فرصة لتتحرر من ربق وعبودية النمط القديم من حياتها ،فأرتدت التنورة القصيرة ثم تعاطت المارجوانا وتركت زوجها وأعتمدت على الكتابة والتعليم لتعيل نفسها ،لكنها سرعان ما أفاقت فتزوجت ثانية بعد ثلاث سنوات من ( الهيبية ) والضياع 1976 ،ولا تزال تعيش اليوم مع جيري في أونتاريو في المنزل الأبيض المحاط بشجر الارز والجوز الذي ولد فيه.

ظهرت قصصها في «نيويوركر، باريس ريفيو، ...وغيرها من الصحف الشهيرة. صدر لها أكثر من عشرة مجموعات قصصية ترجمت إلى لغات عالمية عديدة. كما لها أكثر من كتاب في السيرة الذاتية، وصدر لها أخيراً كتاب يضم مختارات من أهم قصصها.


حصدت خلال حياتها الإبداعية الكثير من الجوائز (جائزة الحاكم) في كندا ثلاث مرات، جائزة غيلار مرتين، وجوائز عدة أخرى، ورشح اسمها لجائزة نوبل كذلك.‏


نشرت أعمالها في العديد من الملاحق والصفحات الثقافية والأدبية المهمة منها( ذي نيويوركر) و(ذي أتلانتك مونثلي) و(ذي باريس ريفيو) ومن أهم أعمالها القصصية:
( رقصة الأطياف المبتهجة ) و( أقمار جوبيتر) و( عشق) و(إمرأة طيبة) و( أسرار مكشوفة) وصدرت لها رواية ( حياة الفتيات وأالنساء) .وحازت على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة ( ذي ريا للقصة القصيرة) وجائزة ( دبليو .اتش .سميث) وجائزة ( ناشيونال بوك كريتكس سيركل) و (جائزة باريس ريفيو) (4)


قال عنها النقاد  بأنها «تشيخوف» القصة القصيرة. وقالوا بأنه لا يصح أن تحصل على المزيد من الجوائز الأدبية بعد أن حصدت خلال مسيرتها الإبداعية الطويلة أغلب الجوائز الكندية المرموقة، الأميركية والأسترالية. رشح اسمها لجائزة بوكر عام 1977، وكذلك لجائزة نوبل. ولكنها لا تزال تبدع في كتابة القصة إلى جوار السيرة الذاتية.//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2dc7251e-788a-4162-8920-37dd09defe5e.jpeg


بفرح كبير ودهشة تلقت الكاتبة الكندية أليس مونرو البالغة من العمر 77 عاماً خبر فوزها في أواخر أيار(مايو) 2009 بجائزة مان بوكر العالمية للأدب المكتوب بالانكليزية أو المترجم إليها وذلك تقديرا لمجمل أعمالها التي شكلت علامة فارقة في عالم القصة كندياً وعالمياً.

والكاتبة الفائزة من الكاتبات غير الملتزمات بالتعريف القديم للقصة الذي أقتصر على عقدة واحدة ثم إنعطافة مفاجأة في الحدث الخارجي أو الداخلي ،ولكن الأحداث لديها تتعدد وتلتف لتغّير خيوط العقدة كما في روايتها.تسرد مونرو حياة الفتيات والنساء وكأنها تدلي على الورق ما عانته من علاقة صعبة مع والدتها التي تقول عنها: (رغبت أمي في أن أسطع بطريقة لم أكن حاضرة لها ) ومع مرض أمها التي أصيبت عندما كانت في العاشرة من عمرها بنوع غير عادي من مرض باركنسون ،فعانت الفتاة ما عانت من مرض والدتها مما دعاها أن تهرب الى الكتب علّ شيئا" من سحرها يتسلّل الى حياتها ،الا إن معاناة أخرى تسلّلت اليها أيضا" لتزيد من مأساتها الا وهي الوحدة في المدرسة ، فعجزت عن تكوين صداقات فبدأت وهي تسير في طريق مدرستها الطويل بأبتكار القصص التي منتحها فرصة لبلورة أفكارها على الورق ،ولتنشر في السابعة والثلاثين من عمرها مجموعتها الأولى ( رقصات الظلال السعيدة ) ثم ( سلام أوتركت ) التي كتبتها بعد وفاة والدتها في 1959 تحكي فيها عن إمرأة تعود الى البيت بعد وفاة والدتها لتواجه شقيقتها التي بقيت معها بمزيج من التحدي والذنب،علما"أن شقيقة مونرو غادرت المنزل أيضا"بسبب عجزها عن خدمة والدتها المريضة .


نالت مجموعتها جائزة الحاكم وهي أرفع تكريم أدبي كندي ،لكنها أعترضت عندما وصفتها الصحافة الكندية بربة البيت الخجولة وهو وصف أقل ما يقال عنها أنها ساذجة وعديمة التجربة،مما إستدعاها أن تنفجركالبركان في وجه منتقديها.


قالت عنها عضوة لجنة الجائزة التي تمنح كل عامين وهي النسخة الدولية لأكبر جائزة أدبية بريطانية مان بوكر ،الكاتبة الأميركية جين سمايلي عقب ترشيح مونرو للجائزة:


( تتمتع اليس مونرو بمرونة عجيبة بدفئ وعمق نثرها ،وقد أستطاعت أن تحقق في ثلاثين صفحة من القصص ما عجز بعض الكتّاب من إنجازه في روايات كاملة ).


شبهت مونرو بتشيخوف وفلوبير وتولستوي وتشترك أيضا مع وليم فوكنر في رصد حياة البلدة الصغيرة الخانقة ،والسعي الى الهروب نحو عالم أكثر حرية ،والحلم ببداية جديدة.

وتعد مونرو واحدة من أشهر كتاب القصة القصيرة في العالم، ترجمت العديد من قصصها إلى أكثر من 13 لغة وتدور معظم أحداثها في محيط نساء الأرياف الكندية، حيث عاشت هناك معظم حياتها،.

قال عنها دوغلاس جبسون ناشر كتبها "إنك حتى إذا لم يقدر لك أن تقرأ واحدة من قصصها فإنها تعرفك جيدا، وربما جعلتك واحدا من أبطال قصصها، وقد جعلتها قدرتها على اكتشاف دواخل الناس والإمساك بتجاربهم الشخصية معروفة على نطاق واسع في معظم أنحاء العالم".


وتعترف مونرو بأنها انتهكت قوانين تشكيل القصة القصيرة، ولم تطع القواعد التي تقوم عليها الخطوات التقليدية في الكتابة، إذ إنها لا تفكر عندما تكتب في شكل محدد، بقدر ما تفكر في مضمون القصة نفسها.

لقد حفرت مونرو عبر كتاباتها العادي في اللاعادي، تحرف مسار الأحداث المتوقع دوماً بفعل جنوني تقوم به إحدى شخصياتها كما في (الهاربة) أو (حب امرأة طيبة) حيث البطلة في كلتا القصتين هي نموذج للمرأة التي تتخلى عن حياة مملة هادئة إلى المضي نحو حلم الإثارة.‏

يذكر ان جائزة ( مان بوكر انترناشونال برايز) انشأت في العام 2005 كملحق لجائزة بوكر العريقة ،وعلى خلاف جائزة بوكر لايكرم هذا الأمتياز عملا" معينا"وإنما مجموع أعمال كاتب أيا" كانت جنسيته وتمنح الجائزة مرة كل عامين ،ومن بين الأسماء التي نالتها في السنوات الماضية ،النيجيري تشينوا اتشببي في عام 2007 والالباني إسماعيل كاداريه عام 2005.

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved