في قلب مدينة مونتريال تحت الأرض بعيداً عن الصقيع والعواصف الثلجية، استمتع اهالي مونتريال وزائريهم بالتجربة الكرنفالية الفريدة من اعمال للفن المعاصر والاتجاهات والحركات الفنية المعاصرة حيث اقيم من يوم 01/03/2014 ولغاية 16/03/2014 وللسنة السادسة وتحت عنوان ( التجذر ) ما يسمى ب art Souterrain المهرجان الفني المعاصر والفريد من نوعه في امريكا الشمالية،) وذلك بأعمال فنية على مساحة سبعة كلم في مناطق تحت الأرض، في قلب مدينة مونتريال، وببرامج وانشطة متنوعة من ورش للعمل، محاضرات، افلام فيديو، وعروض فنية معاصرة . فتحولت مدينة مونتريال تحت الأرض بأكملها إلى معرض ضخم ومهرجان للفنون المعاصرة ...
Souterrain السنوي ...
يعرض الفنانون والمهندسون المعماريون في مهرجان ( artSouterrain ) اعمالهم بطريقة تسمح لمساحة واسعة من الناس وبطريقة رائعة للإستمتاع وتذوق روائع من الفن المعاصر، من أعمال ما يقارب المائة من الفنانين من انحاء كندا الذين يشكل 30% منهم من المهاجرين، ومن دول العالم المختلفة، موزعة على 14 موقع في وسط مونتريال حيث تحولت الى عالم من الإبداع المعاصر وحيث تم تحويل المساحة العامة لبضعة أيام خريطة لكنز حقيقي .
وبما ان مونتريال تحت الأرض تكتض بالناس في فصل الشتاء هرباً من الزمهرير والعواصف الثلجية فبذا يسمح المهرجان لأمتاع عدد هائل من الناس حيث ( شاهَدَ العروض في العام الماضي حوالي 000 100 متفرج لليوم الواحد ) ولهذا العام تجاوز عدد المشاهدين هذا الرقم بكثير ...
ان نقل الفن المعاصر في أماكن غير عادية هو تمجيداً للفنانين والعمارة والتراث في معارض مونتريال تحت الأرض والهدف هو جعل الفن في متناول جمهور أوسع عن طريق سحب بيئته المعتادة.
وبذا ساهمت هذه التظاهرة بشكل كامل لاستكشاف الثراء الثقافي في مونتريال و تطوير شبكة تراثها الحقيقي تحت الأرض في مناطقها المختلفة.
عماد منصور احد الفنانين المشاركين في art souterain، اول ما شدنا لنلتفيه تَمَيْز عملُه من ناحية الشكل ومن ناحية التصاقه الكبير بعنوان المهرجان حيث ظهر وكأنه العلامة الأهم في مهرجان art souterain ... وبذا قادنا عمله لمعرفة هويته ومسار حياته كفنان ... فسألناه :
- ما تقييمك لمشاركتك بمهرجان art souterain، كيف وجدت تفاعل الجمهور مع ما قدمته ؟
* منذ زمن وانا اقدم أعمالي هنا وهناك، الغاية هي التنويع اضافة الى تبادل الخبرات والثقافات المتنوعة،، وهذه اول مرة اعرض فيها في كندا ... وقد تفاعل الجمهور بشكل إيجابي مع عملي، الذي قدمته في مهرجان مونتريال، والذي عبَّر بشكل كبير عن موضوع المهرجان Art souterrain .. حيث ان هذا العمل قد مس وترا حساسا فيهم، فعلاقة الجمهور الكندي مع الهجرة والرحيل قديمة ومستمرة ،، فالثقافات والجنسيات المختلفة وجدت نفسها في هذا العمل بشكل مباشر، كثير من المشاهدين طرحوا مجموعة من الأسئلة نابعة من القلب ومحرجة احيانا، بدون تزويق ثقافي او تلوين في الكلمات . ومن هنا تأتي أهمية عملي ( رحيل ) فهو منهم واليهم...
- ما هي فكرة العمل ؟
* فكرة العمل جاءت مصاحبة ومواكبة لما كنت ابحث عنه وفيه من خلال العمل الفني بشكل اجمالي تقريبا ، حيث صراخات الناس والامهم التي نشاهدها في الأجهزة الإعلامية حاليا، حروب ، مذابح ، وأوجاع متكررة ، حولتها الأجهزة الإعلامية الى ارقام فقط ومنذ زمن طويل، غير أني مسكون بهذه الاوجاع والصراخات، تلك الآهات التي تكاد تكون صامتة حيث تخنقها ألغايات السياسية .. لذا صار همي ومنذ زمن ان يتبلور هذا الصراخ الصامت ويتحول الى شكل مرئي كلوحة او عمل نحتي او فيديو اذا تطلب الامر وهكذا من خلال أعمالي وبشكل مستمر اقدم ( مرثية ) لهؤلاء اللذين اختفوا، قتلوا، سجنوا او اتعبتهم المنافي ، هؤلاء اللذين لم نسمع حكاياتهم او نصغي الى أحلامهم فصار بحثي الدائم عن حضور هذا الغائب ( الانسان ) ، فالغائب حاضر في أعمالي ، صامتا لا يتحرك ،لاينطق غير ان حضوره صرخة ...
- ما تقييمك لفكرة المهرجان ككل ؟
* يتوجه المهرجان نحو الفن المفاهيمي والفن الحديث بشكل خاص ولكنه يقدمه للجمهور العام المتنوع بمستوياته وهذا ما إثارني للمشاركة في هذا المهرجان حيث كان الفنان في القرن العشرين باحثا عن علاقة جديدة ومباشرة مع المتلقي بعيدا عن قاعات العرض البرجوازية والمتاحف الضخمة وصار ينزل الى الشارع احيانا ليخاطب الناس مثيرا تلك التساؤلات الفلسفية ، ولكن مع مرور الزمن وللأسف احتظنت البرجوازية هذا النوع من الفنون وصارت لغة تعبيرية تابعة لطبقة معينة من المثقفين بما نسميهم النخبة. وهكذا ابتعد عن الجمهور العام ..
ولهذا فان مهرجانا كهذا يعود بنا الى الرغبة الاولى لإنشاء الفن المفاهيمي والحديث وهي العلاقة المباشرة الحقيقية مع الجمهور العام بمستوياته وثقافاته المختلفة ومن هنا تأتي قوة ونجاح هذا المهرجان حيث انه ولمدة أسبوعين يقترح على الناس التوقف والتأمل مثيرا بذلك الفضول وايضاً التساؤل ،، كثير من المشاهدين كانو يطرحون أسئلة بشغف كبير لأنهم لم يزوروا من قبل متحفا فنيا او معرضا تشكيليا..
ما هي قصة مشوارك الفني ؟
- رحلتي الفنية طويلة ومتشعبة ، فمنذ الصغر وانا ارسم وأشارك في معارض الصغار التي تنظمها مكتبة الطفل العربي وجريدة طريق الشعب اضافة الى مجلتي والمزمار، ( التي كانت تصدر في العراق ) منذ الصغر واخي منصور البكري يأخذني معه حيث كان طالبا في الأكاديمية الفنون، حينها وهكذا فقد ترعرعت حواسي وعيناي واناملي مع كبار الفنانين حيث كنت ارسم معهم في مرحلة السبعينات اما البداية الحقيقية فبدأت مع معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1979 وكنت اصغر طالب فيها،
درست الفنون التشكيلية وعملت ايضا رساما للأطفال في الثمانينات بدار ثقافة الأطفال ، مجلة مجلتي المعروفة.. وفي نفس الوقت عملت كثيرا مع زملائي في المسرح والسينما حيث انتشلني عالم السينما لما فيه من سعة ومساحة واسعة في التعبير اضافة الى انها لغة حديثة مقارنة بالفنون العريقة الاخرى وهكذا انتقلت الى دراسة الكاميرا والإخراج السينمائي والذي وسع الكثير من مداركي وفتح لي آفاق اخرى وعوالم جنيت ثمارها فيما بعد مما زاد هوسي وشغفي للتعرف على لغات تعبيرية اخرى وهكذا شاركت كراقص باليه في الخط الثاني لفرقة عشتار للباليه التي تأسست عام 1983 ببغداد..
ثم بدأت حكايتي مع المنفى بعد تخرجي من المعهد ، حتى وصولي الى باريس حيث أنهيت دراستي السينمائية والفنون التشكيلية من بعد، وأخيرا جمعت كل هذه التجارب في الرقص والسينما والتشكيل ووضعتها في اخر مرحلة دراسية وهي معهد جاك لوكوك للمسرح الحديث ثم معهد الدراسات الحركية وهي خليط بين التشكيل والفنون البصرية من خلال دراسة وتحليل الحركة.. الذي صار ايضا اختصاصي في مجال التدريس ولمدة طويلة بين فرنسا والمغرب حتى تفرغت تماماً للعمل الفني حاليا..
كل هذه الخبرات والتجارب المستمرة اجني ثمارها اليوم في أعمالي الفنية حيث انتقل من اللوحة الى الفيديو او الى عملا نحتيا او تركيبة او حتى فوتوغراف احيانا فالموضوع او الثيمة هي التي تحدد اللغة اوالشكل او المادة كوسيلة للتعبير لكي يدوي صراخ الغائب بصمته المعهود....
* ما هي مشاريعك القادمة؟
- مشاريعي القادمة ستكون ثلاثة معارض هذه السنة الاول هو معرضي الشخصي في كلري ري في مراكش المغرب ثم معرض شخصي اخر في باكو عاصمة أذربيجان في المتحف الوطني للفن الحديث تحت رعاية وزارة الثقافة الأذربيجانية وسيكون اكبر معرض أقيمه لحد الان للمساحة الواسعة وطوابقه الثلاثة وأخيرا في نهاية السنة المشاركة الثانية في بينالي كازابلانكا في المغرب وسأقدم العراق مع زميلي سيروان باران في هذا البينالي
بيوكرافي
- دراسة الفنون التشكيلية ثم دبلوم معهد الفنون الجميلة اخراج سينمائي بغداد 1986
- دبلوم معهد الفنون التشكيلية في مدينة ديجون 1995
- ماجستير اخراج سينمائي جامعة باريس ويت 1998
- دبلوم معهد جاك لوكوك للمسرح الحديث ودبلوم الدراسات الحركية باريس 2002
- عمل كرسام في دار ثقافة الأطفال مجلتي والمزمار بغداد من عام 1981 الى عام 1986
- عضو فرقة عشتار للباليه بغداد 1984
- مؤسس مجموعة شناشيل للفنون باريس 1996
اهم المعارض :
- مجموعة عربة الغجر بغداد العراق 1984-1985
- الفن تحت الحصار متحف لاروشيل فرنسا 1997
- خمسة فنانين من العراق وخمس مراكز ثقافية في مدن مختلفة بلجيكا 2000
- معرض شخصي كلري البلدية باريس فرنسا 2002
- مهرجان فن الفيديو وتركيبه أنين دار الفنون كازابلانكا المغرب 2004
- تأسيس مجموعة 212 وإقامة اول معرض لهم الرباط المغرب 2006
- تواصل مع مجموعة 212 متحف بيرجوراك فرنسا 2007
- افتتاح معهد الثقافات العربية مدريد اسبانيا 2009
- فضاءات في متحف الفن الأفريقي جونسبورك جنوب افريقيا 2010
- ميكا دار الفنون كازابلانكا المغرب 2011
- سمبوزيم الحرية الدوحة قطر 2011
- بينالي كازابلانكا المغرب 2012
- بينالي ألمنيوم باكو أذربيجان 2012
- ارت فير فيلنيوس لوتوانيا 2012
- تعددية كلري المكعب الرباط المغرب 2013
- ارت فير موسكو روسيا 2013
- ارت سوتيران مونتريال 2014
اعمال نحتية :
- وجهين من مادة الحديد، مركز المدينة فلوبروك بلجيكا 2000
- النجمة الملتهبة من مادة الحديد، MJC ديجون فرنسا 2005
- أصبع الاتهام من مادة الريزين، المعهد الثقافي الفرنسي الرباط المغرب 2011
