إبادة العرَب ؟

2017-04-11
كأنْ لم يَكُنْ بين الحُجونِ إلى الصّفا
أنيسٌ ، ولم يَسْمُرْ بمكّةَ سامِرُ ...
بَلى ، 
نحنُ كُنّا أهلَها
فأبادَنا صروفُ الليالي والجُدودُ العواثرُ ...
*
إبادةُ الأممِ ظاهرةٌ منذ القرن الثامن عشر، الميلاديّ طبعاً، حتى اليوم .
حضاراتٌ عظمى :
المايا
الأزتيك
حضارة الهنود الحُمر في أميركا ...
حضاراتُ إفريقيّا 
الأندلس
بغداد
وسواها ؛
أُبِيدتْ، بإصرارٍ عجيبٍ، وتحتَ رداءٍ، مذهبيّ، أو دينيّ في الغالب .
*
الآن
نشهدُ الفصلَ الدامي الذي لا يريدُ أحدٌ من الغافلين أو المغفّلين، رؤيتَه :
إبادة العرب !
*
ألم يُبَدْ فلسطينيّو فلسطين ؟
ألم يُبَدْ عربُ الإسكندرونة ؟
*
الآن، في كركوك ...
الأكرادُ يهجِّرون العربَ ويحرقون منازلَهم الفقيرة .
والآن في الموصل .
الأكرادُ والفُرْسُ والأميركيّون،
هم الأفظعُ حماسةً في قتل العرب بالموصل الأبيّة .
*
الآن في الرقّة ...
ما علاقةُ الأكرادِ بالرقّة ؟
الرقّة منتجَع هرون الرشيد ...
ليس فيها كرديٌّ واحدٌ .
إذاً لماذا يستخدم الأميركانُ، الأكرادَ، في قتال عربِ الرقّة ؟
*
في الشمال الإفريقيّ ( كنّا نسمّيه المغرب العربيّ )
لم يَعُدْ أحدٌ يجرؤ بعروبته، بعد قتل العقيد معمّر القذّافي .
في الرباط، عاصمة العلويّين،  الأبيّة، يرفعُ أناسٌ علَم الأكراد، في تظاهراتِهم .
لماذا ؟
يقولون : الرباط ليست عربيّة !
*
لكنّ ممّا يحِزُّ في نفسي ألاّ أرى مثقفاً واحداً ينتبه إلى هذه الكارثة القائمة .
أنحنُ ، إذاً ، أمّةٌ بائدة ؟

لندن 08.11.2016



سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved