المرأة العراقية في برامج الأحزاب الوطنية :
قراءة وامضة في كتاب (الحركة النسوية في العراق) للدكتورة وفاء الكندي
تصفحتُ كتاب( الحركة النسوية في العراق) الذي بذلت فيه جهدًا مميزًا الدكتورة وفاء الكندي، وتوقفت قراءتي عند بعض المحطات التي وددت ُ الكتابة الوامضة عنها من باب التحية والتقدير للجهد المعرفي المبذول من قبل المؤلفة ومن هذه المحطات (المرأة في مناهج الاحزاب) ولمستُ أن كافة أحزاب الفترة الملكية، لم تهمل دور المرأة بل رأت ضرورة تفعيل دورها الاجتماعي وهناك من الأحزاب من رأى ضرورة اتاحة كافة الفرص لها اجتماعياً وسياسياً .
كان للمرأة أهميتها لدى (حزب الاستقلال) وقد خصص فصولاً لها في برنامج الحزب على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فالحزب لا يؤمن بالطبقية ويعمل على إزالة الفوارق القائمة ويرى الأمة جبهة واحدة لتحقيق الاهداف الوطنية . وقد أولى الحزب اهتماماً كبير بالأسرة العراقية .
وطالب بضرورة (إنشاء مؤسسات رعاية الطفل والحضانة على أن تتبناها الدولة والعناية بالنساء الحوامل وتوليدها وفحص الطفل في حقب منتظمة /ص266 ( نرى أن ما يريده الحزب هو الاهتمام بالشعب العراقي من خلال الوقوف مع المرأة العراقية فهي الأهم على مستوى الاسرة وكما جاء في برنامج الحزب ( يعني بالأسرة لأنها أساس الأمة وخليتها الاولى وتعد المرأة أحد ركنيّ الأسرة، لذلك يحرص على تثقيفها ورفع مركزها الاجتماعي) .
ومن جانب المشاركة السياسية، أكد على ضرورة مشاركة المرأة في الانتخابات كناخبة وليس منتخبة لكن الطريف في موقف هذا الحزب المعاضد للمرأة العراقية هو الموقف التالي حين توجه سؤال ٌ إلى رئيس الحزب محمد مهدي كبه حول ضرورة السماح للمرأة في تأليف منظمات سياسية خاصة بها ووجوب تمتعها بحقها السياسي الذي مُنح لها في الشرق والغرب فكان جواب رئيس حزب الاستقلال أن الحزب يرى ضرورة (إشراك المرأة في الحياة السياسية من خلال انضمامها للمنظمات السياسية ولكن دون تأسيس منظمات خاصة بها لأن هذا الامر من شأنه التفريق بين الجنسين وهو أمر لا يحبذه الحزب/ 207) لو تمعنا في جواب الرئيس ضمن حقبته، ربما نغفره له عقليته الذكورية، هذا العقل الذكوري الراسخ في العقلين لحد الآن : العقل الذكوري والعقل النسوي وما قاله رئيس الحزب لا يختلف عند الكثيرين والكثيرات وقد قرضنا عقدين من القرن الحادي والعشرين . وكلاهما ينظران للمرأة وفق النظرة الراسخة، الرجل هو عقل المرأة، فهذا الحزب لسان الكثير من الشعب العراقي لحد الآن في قوله التالي (سيواصل الحزب دعوته للنهوض بالمرأة، ويعمل حتى تجد المرأة نفسها قد وعيت لحقوقها الأساسية وأدركت واجباتها/ 207)...
كتاب (الحركة النسوية في العراق/ د. وفاء الكندي/ بغداد/ط1/ 2021 ) من الكتب الضرورية ولي معه ستكون واقفات وامضة بين الحين والحين .