ابن المستشار/قصة

2012-03-18

ذهبت مسرعا ألى أدارة ألمدرسة بعد انتهاء الحصة، ...وأحسست أن أمراً جلل قد حدث . جاءني أثناء الحصة فراش المدرسة وأعطاني ورقة بخط السيد مدير المدرسة يطلب فيها أن احضر فوراً بعد أنتهاء الحصة، منذ أسبوع وأنا أفكر بالذي سوف يحدث لي، فقد جاءت لجنه من وزارة التربية وأخذت دفتر أمتحان احد الطلبة والذي تعمدت أعطاءه درجة رسوب في مادة الرياضيات بالرغم من أنه كان يستحق درجة النجاح، ماذا أفعل وكان هذا التلميذ لا يكف عن اللعب في الطريق العام وقد حذرته من ذلك مراراً....وكنت أحياناً أتعمد الذهاب الى تلك المنطقة حيث يسكن هذا التلميذ لأتأكد بنفسي من ألتزام هذا التلميذ المشاكس بأوامري رغم أن سكني في منطقة أخرى بعيدة عن هذه المنطقة اللعينة، كان هذا التلميذ لا يكف عن اللعب وكان كثير الحركة اثناء الحصة ولا يكف عن الهمس مع زميله وكان هذا ما يثيرني وكنت اتغاضى عنه، في احد الحصص سمعته يضكك فألتفت اليه بغضب لكنه ركز عينيه في وجهي وكأنه يتحداني ولم ترمش عيناه ... انتظرت أن يخفض بصره عني كما كنتُ أفعل أيام صباي حينما يؤنبني عمي... لكنه زاد من تحديه لي وقطب حاجبيه وفتح فمه كأنه يستهزأ بي فتلافيت الموقف وحولت نظري عنه، كان هذا التلميذ موفور الصحة ويبدو أكبر من اقرانه وهو طويل القامة، وأنا لا اكاد اصل الى كتفيه وكنت قد تحريت عن عمره من سجله لدى أدارة المدرسة فكانت أوراقه سليمه وهو بعمر أقرانه . وكان هذا التلميذ يرأس مجموعة من زملائه في الفصل أذا حضر الحصه يحضرون معه وأن تخلف عنها يفعلون مثله وقد لاحظت ذلك من خلال متابعتي له وللمجموعة التي يرأسها وقد أخبرت السيد مدير المدرسة بذلك لكنه فتح تحقيق معي ونبهني الى أنني كثير الشكوى وأن لا أحد من المدرسين قد شكى من هذا التلميذ وأن علىَ أن التزم الحكمة فهؤلاء صبيان صغار بعمر المراهقة ...لايعلم السيد المدير ما يسببه لي هذا التلميذ...... لم أعد أركز على الحصة...... ويوماً جاء أحد أولياء أمور الطلبة وهو مدرس متقاعد وشكاني الى السيد المدير كان هناك خطأ في شرح احد المواضيع .

يرحمك الله يا عمي لم تحسن معاملتي، لقد أدركت بعد أن كبرت أن هذا الشخص الذي اعيش معه وبين ابنائه وزجته هو عمي وليس أبي، توفى والدي بحادث دهس أما والدتي فتركتني وأنا طفل رضيع ولم ارها طوال حياتي ولم أعرف عنها أي شئ ..... .وأنا صبي كانت زوجة عمي يرحمها الله تهتم بأبنائها أكثر مني وكنت بحاجه ألى أم ترعاني وتشعرني بالحنان لكني لم احضَ بهذا الحنان، أذكر يوم أن تم ختاني مع ابناء عمي كان اهتمام الزائرين ممن جاءوا للتهنئه بهذه المناسبه منصباً على ابناء عمي، وكان البعض ممن جاء للتهنئة يقبل ابناء عمي دون أن يقبلني، حتى أن الصور الفوتغرافية التي تم التقاطها لنا بهذه المناسبه اظهر جزءاً من جسدي ولم اظهر كاملاً فيها، وكانت زوجة عمي منشغلة بأبنائها وقد ثبتت مروحه الهواء المنضدية والوحيدة الموجودة في دار عمي نحو ابنائها حتى اني شعرت بالحر الشديد وتعرق جبيني وشعرت بالالم لكني لم ابكِ كما فعل ابناء عمي.... فقد ملؤا الدار صراخاً وعويلاً مما جعل زوجة عمي تجلس عند رأس ابنها الاصغر، وكان بجواري وهي ممسكة بمروحة يدوية تحرك الهواء نحوه، عندها شعرت ببعض من نسمات الهواء، كان الجو حاراً جداً وأزداد تعرق جبيني.... مسحتٌ جبيني بكلتا يديَ واغمضتٌ عيني لكني شعرت بيد حنون تمسح على جبيني وفتحت عيني فوجدتُ امرأهً جميلهً أردتُ أن انهض لكنها وضعت يدها على صدري وابتسمت لي واعطتني بعض الحلوى وبقيت بجواري تمسح على جبيني وما شعرتُ بنفسي حينها فقد اعطتني هذه المرأة ما لم يستطع عمي وزوجته اعطائي اياه وغفوتُ وهذه المرأة واضعة يدها على جبيني لم ارَ هذه المرأه بعد ذلك، أتراها كانت أمي ؟ هل تذكرت ابنها اليتيم وشعرت بالذنب وجاءت لتراه، سألت عنها زوجة عمي فضحكت دون أن تجيبني ولا أعرف ما الذي اضحكها .

عليَ أن أسرع الى غرفة السيد مدير المدرسة فلا يبدو على وجهي الارتباك وهذان الشاربان في وجهي كفيلان بفرض الاحترام لمن يراني لكن جبهتي عريضة وبدأ الشعر يتساقط من رأسي وأذناي كبيرتان وكأني أراهما لأول مرة، علىَّ أن اخضبَ شعر رأسي حتى أبدو أصغر سناً، السيد المدير يخضبَ شعر رأسه وشاربيه لكن فراش المدرسه همس في اذني وقال ان السيد المدير لا يفعل ذلك وان شعره اسود بطبيعته يومها ذهبت الى كاتب المدرسه وطلبت اضبارة السيد المدير كي أتعرف على عمره الحقيقي بعدها طلبني السيد المدير وقال لي :

-أستاذ نوري. أنك كثيراً ما تتحرى في اضابير التلاميذ والاساتذة زملائك ...هلا أخبرتني عن السبب ؟

أرتبكتُ وكان صوتي متقطعاً حاولت ألاعتذار وتصبب جبيني عرقاً وسقطت في عيني بعضاً من قطرات العرق حاولت مسحها لكني لم أستطع وتذكرتُ تلكَ المرأة التي مسحت على جبيني يوم ختاني كم كانت يدها ناعمة ! أتراها كانت والدتي ؟ سألتُ عنها كثيراً حتى أنَ عمي حذرني من تكرار ألسؤال عن هذه ألمراة ألمزعومه كما كان يقول .

- مدير المدرسه : أستاذ نوري ....استاذ نوري أين أنتَ.... رجاءاً أعرني أنتباهَكَ هذه الايام أراك مشغول البال نحن مقبلون على امتحانات نهاية السنة الدراسية وعليك َ أن تركز جهودكَ في التدريس .....وأذا أردتَ أن تعرف بعض المعلومات عن التلاميذ عليك بأخباري أولاً .......وقد أصدرت عقوبة لكاتب المدرسة حتى لايتصرف دون أوامري .

فعلها فراش المدرسه هذا الجاسوس العجوز ....كم كنتُ سخياً معه وكم أكرمته ... كنت أعطيه كل ملابسي القديمه ...وبعضاً من هذه الملابس جديدة لم أرتدها ... هذا أضافة الى العملة الصغيرة من مرتبي الشهري كنتُ أعطيها له ..........ولم أره يوماً أرتدى اياً من هذه الملابس .. بعدها عرفت أن معظم اساتذة المدرسة يعطونه مثل ما أعطيه......وقد أخبرني احد ألمدرسين ممَن عملوا في هذه المدرسه قبلي بأن هذا ألفراش لديه محل لبيع الملابس الجديدة والمستعملة ......وأنا الساذج كنتُ أعطيه الملابس والنقود خفية دون أن يعلم احد من المدرسين.....وكان زملائي يتصرفون مثلي عملاً بالقول المأثور (أعط بيمينك ما لاتعرفه يسارك)......وهذا الفراش العجوز الجاسوس يستغفل الجميع بتمسكنه وكثرة شكواه من تكاليف الحياة ..... وبحساب بسيط يكون ألدخل الشهري لهذا الفراش المتمسكن مانتقاضاه نحن المدرسون جميعاً ...مع الاسف كنت ساذجاً طيب القلب.....منذ خمس سنوات كنت أراه احياناً وهو يبكي......يعزُ علىَ أن أرى رجلاً يبكي .... تألمت لحاله ....وقررت أن أسأله عما يبكيه... ويوماً جاءني بقدح الشاي ...كنت وحدي في غرفه الاستراحة أجلسته الى جانبي وطلبتُ منه أن يفتح لي قلبَه ويعتبرني أبنه وكان يتحايل ويريد الذهاب تمسكتُ به وحلفتُ بالله العظيم أن يصارحني ويقول لي لماذا يبكي ....كان بكاؤه يؤلمني ......وكنت عندما اسمعه يبكي أتذكر حالي وأنا طفل صغير عندما تعاقبني زوجة عمي دون أولادها وتحبسني في مخزن المؤنة ... أجلس وحيداً وأبكي دون صوت ...لم ترعبني الغئران وهي تتحرك قرب قدمي....في مخزن المؤنه اتذكر تلك المرأة التي مسحت على جبيني يوم ختاني واشعر بأنها تحتضنني واشعر بالسعادة ...ولا اهتم للفئران ...ولا اخشى ظلمة مخزن المؤنة فهذه المرأة تحتضنني عندما تأتي زوجة عمي وتطلب مني أن أخرج أبقى جالساً مطمئناً الى صدر تلك المرأة ....أشعر بنهدي هذه المرأة وامرغ وجهي فيهما وأمسح عيناي وأشم جسدها ....حتى أنه في أحد المرات بحثوا عني فوجدوني نائماً في مخزن المؤنة ...لقد نسيت أمرأة عمي أن تخرجني ....كان مخزن المؤنة يمثل لي علامة وردية جميلة ..

وكانت زوجه عمي هي مَن أدخلني ألى هذا العالم ألجميل الساحر ...

عندما تزوج أبن عمي ألبكر توسعت دار عمي وهُدم ألمخزن وتم تحويله الى حمام نستحم فيه وكنتُ أنا الوحيد أالذي يطيل الاستحمام فيه وقد لاحظ عمي ذلك ...ولاطفني يوماً وقال لي وهو يضحك .. أن الاستحمام لا يُغنيك عن الزواج ....أزداد عمي وداً ومرحاً عندما كبر ...وقد أختار لي زوجة وقال لي أذا لم ترغب بها فأنه سوف يتزوجها ...وضحكت لذلك وقلت له ... وكيف لك أن تتزوج وأنت لا تقو على رفع هذه العصا التي تتكأ عليها ...وهنا وقف عمي رافعاً عصاه الى الاعلى ملوحا بها نحوي ثم أحتضنني وقبلني ...ما أطيبك يا عمي ..لكن لم تكن ودوداً معي عندما كنتُ طفلاً ... والغريب أن عمي كلما تقدم في العمر يزداد وداً نحوي ....... كان عمي وقوراً في شيخوخته ....

لا أعرف لماذا يذُل فراش المدرسه نفسه الى هذا الحد ؟ يلجأ الى التحايل والكذب . رجل مسن وطماع ..بتُ أمتعض منه ولا أتحمل النظر في وجهه ... يضحك بطريقه تثير ألاشمئزاز ... ويبدو أنه لا يستحم فرائحته نتنه.. حتى أن مدير المدرسه طرده .. لكنه تحايل كعادته على بعض المدرسين ممن لهم حضوة لدى السيد المدير واعادوه الى العمل ... وبالرغم من قذارته وعدم أستحمامه فصحته جيده وهو لا يشكو من اي مرض حتى أمراض الشيخوخة بعيدة عنه....  أن الذي ينظر الى أظافر قدميه يرى بأنها أصبحت جزءاً من الاصابع ومن المستحيل تقصيرها..... مرة رأيته يتوضأ للصلاة وتعجبت من ذلك فلا أثر للماء على وجهه أو يديه وكأنما سُكب الماء على أرض مالحة وشدني ذلك لمراقبته وهو يصلي فأزداد عجبي!! فقد أختصر صلاة الظهر بركعتين وأنهاها دون تسليم أنه يوهمنا بتقواه وكثره تسابيحه .... ألا لعنه الله عليك يا زنديق .. وكيف لي أن أسترجع أموالي وملابسي .. ذهبت هباءاً ...وكنتُ أرجوا بها رحمة لعمي ولوالديَّ الذين لم أرهما .... وقد شجعني شيخ الجامع الذي أصلي فيه على مساعدته بعد أن أخبرته بسوء حالته المعاشيه حتى أن شيخ الجامع طلب مني أن ارسله له .. وأكيد حصل من شيخ الجامع على ما جاد به المحسنون وهم ما شاء الله كُثر... كل هذه الاموال ذهبت في فمكَ الخاوي يا زنديق ... يا جاسوس خمس سنوات تستغفلني وتستغفل شيخ الجامع ..... ولكن كيف أنطلت حيًل هذا الزنديق العجوز على شيخ الجامع وهو الرجل التقي الورع !.....ويقولون أن قلب المؤمن دليله ...أذن لماذا لم يكن لشيخ الجامع هذا القلب ؟ كان على شيخ الجامع أن يخبرني بتحايل هذا العجوز الزنديق فهو أكثر مني تقوى ومعرفة بأحوال العباد .....اشعر بالتعب والنعاس وهذه ألافكارالسوداوية بدأت تتلاطم في رأسي ...... لم أعد أذهب لصلاة الجمعة كنتٌ مواضباً على أدائها....... وغالباً وبعد انتهاء الصلاه أذهب للسلام على شيخ الجامع وأستفسر منه عن بعض العقائد .. وغالباً ما كنتُ اُناقشه، ويوماً،  وأثناء النقاش معه نهض واقفاً وتغيرت ملامح وجهه وقال لي بحدة ... أن كلامي هذا يستوجب الحد... تفاجأتُ من حدة غضبه وسرعة أنفعاله ... كان واقفاً ويحرك سُبابته نحوي .. وتذكرتُ حديث سيدنا ورسولنا محمد ...(أذا غضب أحدكم فليجلس على ألارض)... ايقنتُ اني وقعتُ في المحظور .... حاولتُ النهوض لأُهدئ من روعه وانفعاله..  لكني سقطتُ الى الخلف وكان لايزال يرعد من شدة ألغضب ثم تركني وأنصرف بعد أن ضرب بيده طرف ملابسه وكأنما كان يريد ضربي ...ماذا فعلتُ ..؟ كان علىَ ان أعرف حدود المناقشات مع رجال الدين .... قال لي أنَ كلامي يستوجب الحد..!!!.تُرى ما نوع الحد الذي أستحقه...؟ وماذا سيفعل بهذا الفراش العجوز لو عَرف أنه يُصلي ركعتين لصلاة الظهر ولا يُسلم بعد الانتهاء !!! آه ..وألف آه اخرى لم يعد بمقدوري أن أُخبر شيخ الجامع ما يفعله هذا الفراش العجوز ...وكيف لي ذلك وشيخ ألجامع غاضبٌ مني ...يُريد شيخ الجامع أن يُقيمَ علىي الحد ويترك هذا الشيطان العجوز يستغفله ويعطيه من أموال المحسنين الذين يرجون بها رحمه لموتاهم

علىَ أن أذهب الى غرفه السيد المدير ..فقد طال وقوفي أمام المرآة...... لم أنتبه الى أن اُذناي كبيرتان الى هذا القدر... فعلاً أنَهما كبيرتان وربما كانَ هذا الطالب المشاكس قد لاحظ ذلك

 أخبرني أحد زملائي بأنَ والد هذا الطالب يعمل مستشاراً للوزير ....وقبل أن يصبحَ مستشاراً كان مدرس بسيط ...مدرس ألعاب وفنون..! تزوج من فتاه غنية يعمل والدها في موقع مهم في الدولة وبالوساطة أصبح مدرس الالعاب السابق مستشاراً في الوزارة ... وأي وزارة انها وزارة التربية التي أعمل بها .

ماذا سيحل بي ..وأنا مَن تعمد ألاطاحة بآمال السيد المستشار في أبنه ألبكر والوحيد .. نعم انه وحيد ابويه هذا ما أخبرني به زميلي ...يبدو لي أنَ والدة الطالب المشاكس كبيرة السن لم تلد ألا هذا الصبي المزعج ......مدرس الالعاب شاب.. وزوجته بعمر أمه .... شاب وسيم يتزوج أمرأة كبيرة السن حتى يحصل على المال والمنصب ........ هذه المرأة أللعينة التي أُحدّقُ فيها صغيرة وفيها تبدو أُذناي كبيرتان الى حد يثير الضحك...كنتُ اُسيطر على طلاب الفصل بقوه شخصيتي وحُسنٌ تدريسي لمادة الرياضيات الصعبه ألى أن جاء هذا ألطالب المزعج ...أربكني وأربك تدريسي ...كنتُ اُركزُ عليه أثناء التدريس ...أنه وسيم شعره اسود مسترسل وشفتاه ورديتان واُذناه صغيرتان ...ولا أعرف ما الذي يشُدني أليه...أهي وسامته التي حُرمتُ منها في صباي؟ كم تمنيتُ أن أكون وسيماَ حتى أنهلُ من حب الفتيات ما أشاء...ويوماً أسمعتني زوجة عمي كلاماَ جارحاَ ... فخرجتُ من البيت نافراً من عمي ومن زوجته اللعينه .....ألا تعرف زوجة عمي بأني كبرت ؟...ذهبت الى احد الحدائق العامة ....كان الوقت ظهراً والمكان هادئ وجميل... اسندت راسي الى جذع الشجرة وسرحتُ بأحلامي عليِّ أجد بها ما يُريحني .....وغفوت ولا أعرف كم أستغرق ذلك ....وأنا بين الحلم واليقظه.... سمعتُ همس حنون، وضحكُ فتاة خافت داعبني وجعلني اشعر بالنشوه والهيام وكأنما كان هذا الهمس في أذني ... لكن رائحة دخان السجائر جعلتني أستفيق من هذا الحُلم الجميل .....فتحتُ عيني ....فرأيتُ أمرأة وقربها فتى صغير يافع تحاول أن تضع السجارة في فمه ولكنه كان يمتنع ..وكانت هذه المرأه تميل نحو هذا الفتى اليافع فيما يشبه المداعبة.... منظر مثير أيقضني من حُلمي الجميل ......أسندتُ رأسي الى الشجرة وأغمضتُ عيني وشعرت بعقب السجارة قربي.... فقد رمته هذه المرأه المتصابية.. وأخذت فتاها وأنصرفت .

وكلما رآني عمي جالساً لوحدي....يفاتحني بالزواج ...وكان يقول لي بأنه مقصر نحوي ...ويشعر بالذنب ..وكأنما أصبحت أنا أبنه الوحيد... تزوج جميع ابناؤه ....ولم يبق أحد في ألبيت سواي وعمي .. وكان يقول بأنه يخشى بعد وفاته أن يلجأ ابناؤه الى بيع الدار.... أنه يريد أن يطمئن عليَ... وقبل أن يقعده المرض في البيت ... كان دائم البحث عن زوجة لي.... لم يبق قريب او بعيد ألا وطرق بابه .....حتى الفتيات اللاتي يراهنَ في الشارع كان يسأل عنهنَ ....ويوماً حلف بالطلاق امام زوجته وكانت لا تزال على قيد الحياة....ألا أن أتزوج....وكان قد خطب لي فتاه جميلة فرحتُ بها وكانت فتاه صغيرة في مقتبل العمر ....هادئة ويبدو عليها أنها وافقت دون أرادتها ....وقد شعرتُ بذلك وفضلتُ أن أنسحب من هذه ألخطبه بهدوء .....بعد أن توفيت زوجة عمي ..تأثر عمي كثيراً ويبدو أنه قد عرف السبب .....ولم يشأ أن يسألني ...كان متأثراً جداً .....واليوم عمي مقعد لايقوى على المشي ..يتكأُ على عصاه وضعف بصره بشكل كبير وأصبح سمعه ثقيل.......وليس له القدره حتى على الكلام...طوال هذه السنوات وانا ارعاه ..وألبي طلباته ...أعد له الطعام وانضفه ..وقد وجد ابناء عمي في ذلك فرصه للتخلص من مسئولية والدهم حتى أن زياراتهم له قلت ...وكأنما ينتظرون وفاته .

السيد مدير المدرسه ينتظرني .....وهذا الفراش أللعين جاء ليخبرني للمرة الثانية...وأنا لا زلت أنظر في المرآة ........سيكون قرار لجنه التحقيق صعباً عليً....وأكيد ليس في جانبي...لقد أستدعت لجنه التحقيق بعضا من طلبة الفصل......... وأحدهم قال بأني قد وضعتُ يدي على رأس أبن ألمستشار.....وسرحتُ يدي فوق شعرَهُ ....فيما يشبه ألاعجاب.......كان رئيس لجنه التحقيق خبيثاً وذكياً .....يبتسم مع كل سؤل يوجهه لي......وقد مط شفتيه عندما عرف بأني أعزب ولم اتزوج ....وأن عمري قد تجاوز الخمسين عاماً!! عليَّ الاسراع الى غرفه السيد المدير .....

(عندما توجه الاستاذ نوري الى أدارة المدرسة..... وجد بعض رجال الشرطه قرب غرفة ألسيد المدير ...وكان بينهم ضابط شاب, كان فيما مضى أحد تلاميذ ألاستاذ نوري).....

اياد عبد العزيز سعود

بغداد العراق

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved