بنغازي بيت من لا بيت له

2011-08-12

 تعتبر مدينة بنغازي آخر حلقة في سلسلة من المدن المتعاقبة التي خضع لها حكم قورينائية في فترات مختلفة من تاريخها وكانت أولى هذه العواصم هي مدينة قورينا (شحات) التي تقع في الجبل الأخضر ثم قام الإمبراطور (دوقدليانوس) بنقل العاصمة إلى مدينة طوليماس (طلميثة) ثم حدث أن تدهورت المدينة خلال القرن السادس الميلادي فأصبـحت أبولونيا بـ28كم وبذلك أصبحت (سوسة) عاصمة لتلك المنطقة وفى عام 643 احتلت مدينة باركي مركز العاصمة وأطلق اسمها على الإقليم كله في وقت لاحق (برقة)، ثم نرى بعد ذلك اختار الحكام الأتراك مدينة بنغازي لتكون العاصمة على الإقليم. وقد اشتهرت بنغازي باسم رباية الذايح : يعني ان بنغازي بيت من لا بيت له، وبشهادة من مر بها خلال العصور، قد اشتهرت بنغازي بطيبة اهلها وحسن عشرتهم.

عاصمة ثقافية

يعتبر الكثيرين أن مدينة بنغازي هي العاصمة الثقافية في ليبيا لكثرة الأنشطة الثقافية والفنية والعلمية بها مقارنة بباقي المدن الليبية. وهي مقر أول جامعة ليبية أنشأت في فترة الخمسينيات من القرن العشرين وعرفت باسم "الجامعة الليبية" وتعرف حاليا بجامعة قاريونس كما يوجد بها بعض المسارح ودور السينما

 

بنغازي صانعة التاريخ الليبي

كانت مدينة بنغازي (1000 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس) أول المدن الليبية التي شهدت انطلاق ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول 1969 التي أوصلت الملازم أول وقتذاك معمر القذافي إلى سدة الحكم، وها هي ذات المدينة تتصدر اليوم مشهد الاحتجاجات المطالبة بتنحي القذافي ذاته.

في يناير/كانون الثاني عام 1964 نظمت مجموعة من الطلاب في مدينة بنغازي مظاهرة كان الهدف منها إعلان التأييد لمؤتمر قمة عربية كان يعقد في القاهرة، لكن الهتافات في المظاهرة -التي لم يكن مرخصا لها- تحولت إلى انتقاد لتغيب الملك إدريس السنوسي -الذي كان خارج البلاد للعلاج- وتكليف ولي عهده الأمير الحسن بحضور المؤتمر.

وحاول رجال الأمن تفريق المظاهرة فتصاعد التوتر وانتشر، واستخدمت قوات الأمن الهراوات ثم الرصاص الحي لقمع المتظاهرين الذين سقط منهم ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، ودامت تلك المظاهرات أياما وخلقت جوا من عدم الثقة بين الناس وقوات الأمن، لكن الأهم أنها كانت نواة لشيء أكبر.

فبعد أعوام قليلة على تلك الحادثة تشكلت حركة الضباط الوحدويين الأحرار في الجيش الليبي بقيادة الملازم أول معمر القذافي، وقامت بالزحف على مدينة بنغازي لتحتل مبنى الإذاعة، وتحاصر القصر الملكي بقيادة الضابط الخويلدي محمد الحميدي، وتستولي على السلطة في الأول من سبتمبر/أيلول 1969، بعد أن سارع ولي العهد وممثل الملك بالتنازل عن الحكم.

بنغازي والقذافي

ورغم هدوء الأوضاع في بنغازي بعد حكم القذافي، فإن التوتر ما لبث أن عاد من جديد، وكانت قضية سجن بوسليم الواقع في ضواحي طرابلس من أبرز القضايا التي ألبت مشاعر أهالي بنغازي على نظام القذافي.

ففي 29 يونيو/حزيران 1996 قامت قوات خاصة بمداهمة سجن بوسليم، وفتحت النيران على سجناء عزل موقوفين لانتمائهم لجماعات إسلامية، وقتلت نحو 1200 سجين.

وظلت تلك القضية أمرا ممنوعا الحديث عنه في ليبيا حتى عام 2009 عندما أعلن سيف الإسلام نجل القذافي أن مسؤولي الشرطة وسجن بوسليم سيقدمون للمحاكمة بسبب تلك الحادثة.

 ومنذ ذلك التاريخ ينظم أهالي الضحايا في بنغازي وقفات ومظاهرات أسبوعية كل يوم سبت للمطالبة بتحقيق عادل ومستقل في القضية وتحقيق مطالبهم، وكانوا في مرات عديدة يتعرضون للضرب والمنع.

كما كانت عدة أسر فقيرة في بنغازي تنظم اعتصامات للمطالبة بتحسين ظروفها، ففي يناير/كانون الثاني الماضي نفذت عشرات الأسر في المدينة اعتصاما داخل مقر أمانة مؤتمر الشعب العام (البرلمان) للمطالبة بتوفير سكن وتحسين ظروفهم المعيشية.

وجاء هذا الاعتصام لهذه الأسر بعدما أخلت أجهزة الأمن وحدات سكنية اقتحمها مواطنون مطلع الشهر ذاته في بنغازي وأغلب المدن الشرقية لليبيا، للمطالبة بتوزيع عادل للمساكن.

 مدينة بنغازي مدينة ليبية تأسست قبل سنة 525 ق.م كمستعمرة اغريقية باسم "يوسبيريديس". يبلغ عدد سكانها حسب التعداد العام للسكان لعام 2006 نحو 674,951 نسمة وتعتبربنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا بعد العاصمة طرابلس، وتخطيط المدينة شعاعي مركزه بحيرة بنغازي في وسط المدينة

 السكان 

 كانت ديمغرافيا بنغازي قبل سنة من الفتح الإسلامي عام 642 ميلادي الموافق 21 هجري متكونة من أغلبية من البربر وبعض من ذوي أصول إغريقية ورومانية، وبعد ذلك قامت مجموعة من البربر المعتنقين للديانة اليهودية بتدمير مدن شمال أفريقيا ومن بينها برنيك (بنغازي) بدعم من بيزنطة التي خسرت الحرب ضد الفاتحين المسلمين، وبعد هذا التاريخ أصبحت مدينة برنيق اطلال لمدينة مهجورة ولم تتم عودتها الا في القرن الخامس عشر للميلاد حيث استخدمها الليبيين من مصراتة كمحطة ونقطة تلاقي مع شرق ليبيا .

 ان المناطق وأسماء الشوارع في بنغازي تعرف بأسماء العائلات التي تقطنها أو أسماء الأولياء الذين دفنوا فيها , مثل سيدي خريبيش , سيدي حسين , سيدي سالم , سيدي الشابي وغيرهم وهذا الأمر هو الذي جعل سكانها يلتبسون في تسمية بنغازي التي سبقت هذه التسميات وظنوا ان غازي ولي من الأولياء. فالحقيقة أن الأتراك هم الذين أعادوا بناء المدينة ووضعوا فيها حامية تتكون من ألف مقاتل ومن هنا جاءت التسمية . إذ أن بين غازي بالتركي تعني الألف مقاتل. ولا وجود في المدينة لما يعرف ببني غازي أو أبناء غازي أو سيدي غازي. فالولي المدفون مكانه اسمه سيدي خريبيش. وعقب وقوع المدينة تحت السيطرة العثمانية تدفق السكان المجاورون من مسلمين ويهود وسكنوا المدينة, وكان الثقل السكاني يميل لقبيلتي الكراغلة (ذات الأصول التركية) والجوازي (ذات الأصول العربية) حتى عام 1817 حيث حدثت المذبحة الشهيرة للجوازي على يد الباشا يوسف القرمانللي فتم جلاء معظمهم إلى مصر. ومن هنا بدأت التركيبة الديموغرافية للمدينة تتغير وأضحى التآلف بين شرائح وأعراق المجتمع البنغازي واضحاً والذي يعود بالأساس إلى أصول عربية وبربرية وتركية ويهودية ويونانية. وبعد اكتشاف النفط عام 1964 وحدوث الطفرة الاقتصادية زحف الكثيرون من سكان الدواخل إلى المدينة في محاولة لكسب أرزاقهم وانتشرت العشوائيات وبنايات الصفيح ثم جاء عام 1967 الذي شهد طرد شريحة مهمة من سكان المدينة وهم اليهود الذين كانوا يشكلون أكثر من 90 بالمائة من التجار. وشهد عقد السبعينيات تغييراً آخر في التركيبة السكانية عندما أزيلت العشوائيات وبنيت المساكن الشعبية التي شجعت المزيد من الوافدين إلى الاستقرار بشكل نهائي في المدينة.

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/498372b3-6651-4f5a-abd6-737b5ccdd11e.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c362cdaa-45e2-44b2-9c7c-c2e6c48ba67b.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fb6b64e8-28e8-46d0-986d-bfab3f45a35e.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/6ff9da64-4a76-4bb3-a55f-32bb2543aa6d.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/266d71df-b570-4b47-961f-6b011fc261a9.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d5f0d7ad-2234-45f6-a464-543d28c0b1da.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/3e4b83d6-17c3-492c-a3e8-c6d8d6c9df91.jpeg

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved