بشرى البستاني شاعرة تتلفح بوهج الوطن\ باء

2010-11-19

 انها ش//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/112b0a80-b0a6-4b7e-ad33-6332632cbd82.jpeg اعرة تحلم  بعالم يخلو من قسوة الرجال، وينصف المرأة من التخلف والتمييز، عالم يتسع لحبها...

وانها شاعرة تتلظى بنار الوطن الارض وتتلفح بوهجه وتتوحد فيه، فهو بالنسبة لها ليس وطنا للرضى والقبول والدعة وانما الوطن القدر الخفي الذي لا ينبغي ان نقف امامه صامتين قانعين وطن الصمود في المواجهة والتحدي لكل ما يعصف به للانتقال الى حالة افضل ، الوطن الام والاب والاخت ، ولابد من الاخذ بايديهم في ازماتهم ومعاناتهم الى حيث النور والنوار والحب والحياة

عبرت البستاني عن حبها للوطن والارض والحبيب وتداخل عندها العام بالخاص، فتلمح في الخاص الحب ممزوجا بالمعاناة والالم والرهبة والامل وفي العام يتعلق بالوطن والارض وهذا الاسلوب متعلق بفنية القصيدة عندها وقد يعود الى خصوصية البيئة ولكونها امراة .


بشرى البستاني شاعرة وناقدة وصحافية عراقية تنتمي إلى الجيل السبعيني في العراق، ولدت في مدينة الموصل وتلقت فيها دراستها الابتدائية في المدرسة العراقية، والثانوية في متوسطة المعرفة واعدادية الموصل المركزية. ثم انتقلت إلى بغداد لتكمل دراستها الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية التربية- جامعة بغداد، وعادت إلى الموصل بعد نيلها شهادة البكلوريوس بمرتبة الشرف لتعمل مدرسة لمادة اللغة العربية في مدارسها، ثم انتقلت بعد نيلها شهادتي الماجستير والدكتوراه بدرجة امتياز(مع التوصية بطبع الرسالة والأطروحة) انتقلت إلى التدريس الجامعي في كلية آداب جامعة الموصل وما تزال فيها، أستاذة الأدب والنقد العربي. نالت لقب الأستاذية في العام 1998 ولقب الأستاذ الأول على جامعة الموصل في العام2000. وشاركت البستاني خلال مشوارها العلمي والثقافي في أعمال أكثر من خمسين مؤتمرا علميا في الجامعات العراقية والعربية وأكثر من خمسين مؤتمرا ثقافيا وإبداعيا عراقيا وعربيا وعالميا. كما مثّلت العراق في مؤتمرات علمية وإبداعية عالمية وعربية منها مؤتمر المرأة الدولي في براغ ومؤتمر الثقافة والفنون في ألمانيا ومؤتمر المبدعات العربيات في تونس وبيروت وعمان، وقد تناولتها موسوعة (أعلام الموصل في القرن العشرين) للدكتور عمر الطالب

ترى البستاني أن مفهوم العولمة وعصر الانترنيت وتدفق المعلومات بين الدول محددات حضارية لعصر الإلكترون، لكنها تحمل من المؤثرات السلبية بقدر ما لها من جوانب إيجابية تخدم السياسة والاقتصاد والتنمية البشرية. وتدعو البستاني إلى بناء إستراتيجية هادفة من قبل المجتمعات والمنظمات المدنية للتخفيف من مخاطر ثقافة الصورة للمحافظة على الثابت والجوهري من القيم الإنسانية، قائلة إن الضخ المعلوماتي للعلوم والفنون أدى إلى كسر تام لحدود التخصصات في مختلف الحقول المعرفية.

عملت عضوة في اللجنة المركزية للإشراف على الامتحانات الوزارية العامة في جامعة الموصل.
مسؤولة لجنة الإشراف على الأنشطة الإبداعية الشبابية في الأدب بجامعة الموصل من عام 1989 وحتى الآن.
ساهمت في تأليف أكثر من عشرة كتب في الأدب والنقد والاجتماع وحقوق الإنسان منها: كتاب ملتقى البردة، والمرأة والتنمية، وحقوق المواطنة، والمسرح في الموصل، وفي النقد الإسلامي، وستة كتب في ملتقيات مهرجان المربد الشعري ببغداد من عام 1996 - 2002.
مستشارة في مجلتي آداب الرافدين، والتربية والعلم الأكاديميتين. 

 مجموعاتها الشعرية


ما بعد الحزن، بيروت، النهضة 1973،
الاغنية والسكين، بغداد، 1975، * أنا والاسوار، جامعة الموصل، 1977،
زهر الحدائق، بغداد 1983،
أقبّل كف العراق،ة بغداد 1988،
البحر يصطاد الضفاف، بغداد 2000
مكابدات الشجر، بغداد 2002، * ما تركته الريح، دمشق 2002،
مائدة الخمر تدور، دار دجلة، الموصل 2004. 

 مؤلفاتها النقدية


دراسات في شعر المرأة العربية،عمّان، دار البلسم- 1998
تحليل النص الشعري،الجزائر،دار الكتاب العربي- 2002 

 البحوث


أكثر من سبعين بحثا علميا في موضوعات الأدب والنقد والبلاغة والدرس القرآني منشورة في مجلات علمية متخصصة داخل العراق وخارجه.

أوسمة وشارات


حاصلة على وسام العلم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مرتين ووسام الإبداع مرتين من وزارة الثقافة والفنون، فضلا عن اكثر من اربعين شهادة تقديرية من مؤسسات علمية وثقافية عراقية وعربية وعالمية.

نماذج من شعرها


هذا العصر لا يتسع لحبي
حرائقه ابتلعت أنهاري
لصوصه داهمت أيامي
مستلة ً آخر قطرات الضوء منها..
هذا العصر ناعور صدئ...
في كل اتجاه يتأرجح..
في كفه خنجرٌ مسمّم ْ.
كلما هممت بالابتسام وخَزَني..
تركني مخنوقة في ممر ضيق....
أخاف الدخول إلي بيتي
وأُمنَع من المغادرة هربا للفضاء
حتي أيقنت ألا فضاء في هذا العصر ...
فالخليل بن أحمد وابن منظوروباختين
كلهم كذبوا علينا....
لا فضاء في هذا الكون ...
بل دهليز يؤدي إلى دهليز تلو دهليز.

--------------------------------------------------------------------------------

داخل البيت رجل ٌ يكمم فمي...
يلقي بقبعته الحديدية فوق وجهي ...
يمتشق حزامه النحاسيّ ويجلد ظهري
أفتح أزرارَ حزني لأغريه بعبير القرنفل ْ..
لكنه يزداد عنفا حتى يتدفق دمي ...
يجزّ بأصابعه الشوكية حرير شعري
يدفع رأسي إلى بركة ماء كبريتي
أختنق ...أصرخ، :يكوي بلفافة تبغه لساني
ويقول لا مفرّ مني...
في الخارج يقف جنرالات ٌحاملون بنادق ْ
على أوجههم أقنعةٌ سوداءُ وصفراء ْ
في أحزمتهم تتكدس صفوف الرصاصِ ِ
ورمانات العلقم ْ ...
أتلفت مذعورة فلا أجد غير الرجال ِ
مدججين بخرائط الحروب ِ..
وأصابع اللبلاب ْ...
أغمض عينيّ فأبصر الأطفال مكدسين على الأرصفة ِ
وتحت الأنقاضْ..
جثثا من ورود بيضاءَ....بنفسجية ْ....
مفتحةً عيونهم ومفردي السواعدْ...
لا نعوشَ تحملهمْ...
لا قبورَ تواريهم ْ...
وتحت أنقاض البيوت حجرٌ يصرخ ْ
تحت أنقاض البيوت أنينٌ يتدلي
وعلى أجنحة الريح عالقٌ دمع ُالنساء بتراب الأماني
أخضرَ، مخضبا بالحكمة ْ...
لكن من يقطف الحكمة َ من شجر امرأة ٍ
في عصر الرجال ْ....
يا الهي..
أما من عمل للرجال غير إشعال الحروبْ
وهل من عاقل يعطي امرأة ً واحدة ً دفة حكم العالم ْ
كي تضم إلى صدرها أنهاره وأشجانه وروابيه ْ
وتمسح بأصابع الحنان أوزاره ْ
يوما ً واحدا...يكفي
نهارا ً واحدا...
أو حتى ساعةًَ حب واحدة ...
تكفي وحدها لإنعاش العالم..
ولإبادة أزرار الصواريخ التي شحنها بالقسوة الرجال ْ ...

على الأرض ما يستحق البكاء 

في رثاء محمود درويش


على الارض ما يستحق البكاءْ..
رحيلك...
صمت ُالاغاني التي أشعلت شجري
فاستراب وغادرني....
خفرٌ لؤلؤي
وإيقاع دائرة ضاق ليلي بها...
لغة تتهجد خارج سور القواميس.ِ..
غزلانها لا تكف عن العدْو.ِ.
تكسرُ أوزانها،
تتداخلُ.
أنهارها تتصارع..ُ.
تسري وتعرج..ُ
تنهض،ُ
تكبو،
تفوح ،ُ
وتشعل دغل المساء..ْ.
*
على الارض ما يستحق البكاء..
غيابك .َ..
بحر يؤجج نيرانه للرحيل،ِ
وتيجان ُتلعن أصحابها..
زمنٌ يرتديه الطغاةُ
ونهرُ الحياة بريءٌ
بريء...ْ
*
على الارض ما يستحق البكاء...
أناملُ شِعرك غراءُ،
فتنتها في الليالي تسرح شَعر المنى
وتشدّ الغزالات من خصرها
فتدور الصحارى بقارورةٍ
وتلوب الطيورْ....
*
على الارض ما يستحق العذابْ.....
غيابك...
غيم يفتح أردانه ُ
في عيون السحاب...
*
على الارض ما يستحق البكاء
رحيلك
دمع الاغاني التي لا تحب الوصول.ْ..
هل وصلت.َ..؟
أم ان النهاية مثل البداية موصدةٌ
والنوافذ سكرى
وأرض تدور بأمنية ٍمن عبيرْ...
*
على الارض ما يستحق البكاء.ْ.
غيابك...
بغداد ُمزروعة بالدماء.ْ..
وقدسٌ تمد اليك سواعدها...
مطراً من حنين وبوحٍٍ
وبيارة ًأحرقتها الرياح بأغنيةٍ
كنت فيها شهيدا..
غزالَ المنافي..
لماذا ذهبت بعيداً
لماذا.....؟
وكنت جميلا ،مضيئا،
أناملُ شِعرك تزرع نخلاً عصياً،
قصيا ،
بهياً
وتشرب منّا النخب.ٍْ...
*
على الارض ما يستحق البكاء...
بعيدا،
قريباً
تماهى الرصاص، بورد البنفسجِ
لاتطلقوا الطلقاتِ لمقدمه،ِ
أطلقوا الوردَ،
والفجرَ
والقبّرات.ْ..
وافتحوا شُرفات ِالرياحِ
لمن زرعته البلابلُ فوق ضمير السحاب..ْ.
بيادرَ ماس ٍوحمى..
وموجا من الذهب القرطبيّ
وحقل زبرجد.ْ..
وغابا من الوجدِ
معتركا بالذي لا يُطال.ْ.
تدفق ُأغنية،ٍ
والتصارعُ بين فضاءات آخر بوحٍ...ٍ
وبين لسان العرب.ْ.....
...........
رشيقا ًكنهر الفرات،ِ
رهيفا ً،
وملتبسا بالحياة..
يؤثث هذا الوجود بوهج الجمالِِ
ويطلق فيه الكمنجاتِ
حتى التعب.ْ...
*
حبيبي
يطير الحمامُ
يحط الحمام..ْ
ويلقي عليك السلام.ْ.
وما بين لاعجتين أخاصر ورد الجليل.ِ.
وألقي رذاذ النجوم عليك.ْ.
فتنهض،ُ
ترفع عنك الغصونَ،
وتأخذني من يديّ إلى باحة الرقصِِِ
تأخذ نخل العراق جريحاً
وتحت دويّ الرصاص ْ...
تلف بأغصان شِعركَ خصري
فأفتح للريح صدري
وأمسح بالضوء وجنتك.َ.
الموتُ يخجلُ منا
ويلقي عليك السلام.ْ..
.........
فنم يا حبيبي
ضفائرُ حبي عليكْ...
وزنبقُ قلبي
وسربُ يمام...ْ
عليك غصون الكلام حبيبي
وغزلان ُتفتح أفق السماءِ
وتعدو حواليك،َ
تفتح دربا الى القدسِ
دربا الى الشمسِ
دربا الى ورد دجلة.َ.
للعجلات ِ،
المسلات ِ،
دربا لكنعانَ
للرقم الحجرية تحفظ ضوء اللغات.ْ.
لأسوار كل الحضارات ِ..
كل المعابر
يشدو نشيدك يا سيد الاغنيات.ْ.
على هذه الارض ما يستحق الحياةْ...
عنادك هذا الجلالُ ،
الجمال،ُ
الكمالُ
البهيُّ العصي،ُّ
هنيئا،تحولت ضوءا وعطرا
وتعويذة.ً.
وانفلتّ من الأسر....آهْ
*
شجرُ الكوفة يبكي ياحبيبي
شجر الكوفة ذبلانُ
على صدر الفرات..
وأبو الطيّب يجتاح الفلاةْ...
يرفع النخلَ،
يُظلّ الفارس العائدَ
ممشوقا،مضيئا،
مرهفا،ً
يفتح ورد الأفقِِ
كي يدخل طفل ٌشارد اللفتة والنسمةِ
جذلان وظمآنُ
وحر وأسير..ْ
والبساتين حبيبي
تفتح الضوءلطفل مستحيلْ..
شارة ُالأبداع تغريه بورد عسلي
وبرمّان ولوز.ْ...
شجر الكوفة يبكي ياحبيبي....

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved