كاتبة رفعت الستار عن واقعنا العربي، لنراه مكشوفاً من غير ستر او براقع، لتجعلنا نكتشف عيوبه، ونتعرف على كل تناقضاته، ونسمع لهاثه وهو يجري وراء الشكليات، والعادات التي تشل حركة المرأة وتعيق تطورها ...
أنها د. لطيفة حليم، استاذة الأدب العربي في جامعتي الرباط ومحمد الخامس، والناشطة الكبيرة في مجال توثيق الأدب النسوي العربي، خاصة الأدب المهجري، لها مشاركات كبيرة في الجامعات الأوربية والأمريكية والكندية، لتسليط الضوء على نشاط الأدب النسوي العربي بشكل عام والمهجري بشكل خاص، الحديث معها متعة وفائدة، تتحدث باندفاع المتحمسة التي اصبح شاغلها المرأة وفك اسر عبوديتها وتبعيتها ... كانت لنا معها جلسة سمر ودردشة، محورها تجربتها في عالم الإغتراب :
* انت كاتبة وأستاذة جامعية وأم ووجه اجتماعي اي منها اقرب الى هويتك ؟
لا استطيع ان اجمع بين هذه الصفات وذلك عندما أجنح للكتابة لا أنفصل عن الباحثة الأكاديمية وألام، وقد أشرت الى ذلك في روايتي عندما كانت ًطنجرة ً الطبيخ تحترق ... ولا يمكن ان اقدم محاضرة للطلبة وانا اقشر البطاطة ...
قد يبقى خرق في بعض الوظائف، بين وظيفة الام والزوجة وقد أشرت الى ذلك في روايتي كذلك من خلال بيت شعري لامرئ القيس
ًعندما بكى انصرفت له بشق.
باختصار يقلقني التحول الذي يحصل بين باحثة أكاديمية وأم وكاتبة وطباخة ... لكن اقول بصدق احب كل هده الوظائف، انه قلق جميل ...
* ما تقييمك للجو الثقافي بالنسبة للمغتربين في كندا ؟
عندما وصلت الى كندا سنة 1996 كانت اول رحلة لي لهذا البلد، وكنت اهيئً رسالة الدكتوراه، كانت رسالتي مقتصرة على ما بعد جبران في امريكا، لكن خلال زيارتي الاولى الى كندا تعرفت على الكاتبة آن ماري النزول من اصل مصري والكاتبة منى غطاس من اصل مصري والكاتبة نادين الطيّف، من اصل لبناني والكاتب نعيم قطان من اصل عراقي، وبدأت تتسع رقعة انشغالي بأدب ما بعد جبران من الادب المكتوب باللغة الفرنسية الى الادب المكتوب باللغة العربية وذلك بعد ان ناقشت دكتوراه الدولة سنة 2003 ... وتعرفت فيما بعد على جالية عربية تكتب باللغة العربية من اصل فلسطيني وعراقي، ومن بينهم ليلى السايح والدكتور سميح مسعود وعيسى حسن الياسريً ورزاق علوان وغيرهم كثير . ويمكن القول باختصار ان الفكر والادب والفن العربي . بكندا يزهر كل يوم وان حصيلة المعرفة والثقافة في كندا اصبح لها حضورا عالميا من خلال جهود المثقفين المغتربين ...
* هل تشعرين بالتفاؤل بالنسبة لثقافة الجالية العربية ؟
بصدق اقول اجد ان أجواء الثقافة العربية بكندا قوية وتزدهر كل سنة اكثر، واجد انها اصبحت تستقطب فعاليات ثقافية من مختلف المجالات المعرفية فجل الجامعات الكندية يديرها كنديون من اصل عربي وكذلك القطاع الطبي والمجال السياسي وغيرهما حيث الحضور العربيً متميز بعطائه الناجح ...
* هل تجدين ان هناك آفاق لتطور المجال الثقافي للجالية ؟ وما اقتراحاتك بهذا الصدد ؟
تتسع رقعة الجالية العربية بكندا سنة بعد اخرى، ويكثر الحضور في كثير من اللقاءات التي تقام بمختلف الصالونات الادبية والجامعات الكندية، وقد شاركت في العديد منها وكنت مبتهجة وسعيدة بلقاء جالية عربية متألقة ولها حصيلة ثقافية كبيرة
ومن اقتراحاتي ان نعمل على اصدار مجلة عربية محكمة تعرفنا بالفعاليات الثقافية العربية التي برزت في مختلف الحقول المعرفية بكندا ...
* عن ماذا تتحدث رواياتك ؟
لا استطيع ان احدد موضوعاً خاصاً برواياتي، لكن الثيمة الاساسية هي رفع الغبن عن المجتمع الإنساني وعندما اقول الإنساني اقصد الغرب والشرق المرأة والرجل الطفل والطفلة ...
العالم اصبح رقعة صغيرة، هناك في مكانين متباعدين طفل كندي يستيقظ متأخرا هادئا، لكنه يتألم لطفل فلسطيني يستيقظ باكرا قلقا لانه سيعبر طريقا خطيرا للمدرسة . ( رواية نهاران )
في رواياتي أدين الحرب وانشد الحب
في غواية ماكرة أنبش شغاف قلوب الطواغيت الظالمة ...
* هل هناك استنتاج تركتيه للقارئ ؟
انا ابحث عن قارئ ذكي له قدرة على مكاشفة المغيّب هناك اشياء كثيرة يستنتجها القارئ داخل المتن السردي توخيت من القارئ الوصول اليها في فزع جميل يغريه بالقراءة واعادة القراءة . قد يكون القارئ احيانا اجمل من الرواية ...
* هل هنالك معوقات في طريق تحقيق ذاتك ؟
لا يمكن عد وعصر المعوقات التي تعرضت لها في حياتي
اولها اني كنت اماً وانا طالبة جامعية وسافرت مع زوجي الى باريس جامعة السوربون سنة 1978 ليحصل على شهادة الدكتوراه كانت مرحلة صعبة لم اتمكن معها من متابعة دراستي بجامعة السربون، كنت اما وزوجة وطباخة وكنت احضر حلقات الدكتورة ندى طوميش بنت سعد داغر وحفيدة الكاتبة لبيبة هاشم، وبولان بارت وجمال الشيخ والين سكسو لكن لم اتمكن من متابعة دراستي الجامعية العليا بانتظام .
انا اعتبرها عوائق جميلة لانني صادفت معها مكتشفات رائعة جداً وقد أشرت الى بعض منها من خلال روايتي ( دنياجاتً ) عندما كنت احضر محاضرات ًرولان بارت ولا افهم شيئا ً.
لطيفة حليم باحثة أكاديمية
استاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس الرباط المغرب .
نالت شهادة الدكتوراه سنة 2003 حول موضوع
ً شاعرات ما بعد جبران ًوهي قيد النشر . نشرت مسرحية بيت دمية تقديم ومراجعة 2007 . رواية دنياجاتً سنة 2007 نهاران 2012 . نشرت عدة مقالات بمجلات عربية وغربية وقدمت عدة محاضرات بالمغرب والنرويج وكندا وشيكاغو
عضو في مؤسسة les ecrivains francophone d amerique
فرع مونتريال
شاركت في محاضرة حول رواية نهاران 2013
عضو مجلة صفحات ميشكن منذ 2003
شاركت بعدة مقالات حول ادب المهجر
لها قيد النشر
انطولوجيا
الادباء والباحثون الأكاديميون والصحفيون والفنانون الكنديون من اصل عربي
قدمت عدة حوارات على شبكة السكايب مباشرة مع طلبة كلية الآداب جامعة محمد الخامس حول ادب. ما بعد جبران
مع الشاعرة مرح البقاعي من واشنطن . والشاعرة فرات اسبر نيوزلاندا. والفنانة التشكيلية افانين كبة مونتريال. والكاتبة الدكتورة اروى الياسريً
لها حوارات مع شاعرات كنديات الاصل منهن الشاعرة Chantal lachapelle