تحتل المكتبة الإسلامية احد أقسام جامعة مكيل، كملحق لمعهد الدراسات الإسلامية في الجامعة، وتعتبر جامعة مكيل من أقدم الجامعات في كندا، حيث تاسست عام 1821م ويعود فضل تأسيسها الى جيمس مكيل . اما تاريخ تاسيس معهد الدراسات الإسلامية _ بما فيها _ المكتبة الإسلامية فهو عام 1952م، من قبل البروفسور ولفرد كافويل سمث، ولم يكن لهذا المعهد ومكتبته مكان ثابت، حيث تنقل من مكان الى آخر قبل ان يستقر في جناحِه المتميز في جامعة مكيل عام 1983م .
بعد تجوالنا في بناية هذه المكتبة الضخمة واطّلاعنا على ما احتوته من كنوز نادرة، التقينا السيدة سلوى فريحان معاونة المدير العام، وعن بداية عملها في المكتبة في العام 1964م تقول :
لم نكن نعمل في بناية مستقلة، فتارة في احدى كليات مونتريال وتارة أُخرى في غرف احدى المؤسسات، الى ان خُصصت لنا هذه البناية المتكونة من ثلاثة طوابق، اما من ناحية المحتويات، فإنها لم تكن تتجاوز الألفين مجلداً، اما الآن فإنها تحتوي على اكثر من 125 الف مجلداً، بالإضافة الى المجلات والدوريات والكراسات الصغيرة، ومنذ عام 1983م بدأ فيها استخدام الكومبيوتر والتقنيات الحديثة الأُخرى .
وليس هنالك مثيل لهذه المكتبة في امريكا الشمالية باجمعها - على حد قول فرحيان - لذا يرتادها الباحثون والدارسون من مناطق مختلفة، للإستعانة بمحتوياتها، فمعدل مرتاديها من الباحثين والدارسين يقارب المئتين يومياً، كما ان اجمالي مرتاديها يصل 400 شخص يومياً، اذ ان عدداً كبيراً من ابناء الجالية الإسلامية يأتون للإطلاع على نفائسها، والإستفادة من دورياتها .
وعن آفاق المستقبل فترى فريحان ان المكتبة في تطور وتوسع مستمر، لذلك فهي تحتاج الى ملحق يُضَمُ اليها مستقبلاً لاستيعاب كتبها الجديدة .
250 لغة ولهجة عالمية
من الممكن ان نقسم هذه المكتبة الى ثلاث مجموعات أساسية :
المحفوضات، المطبوعات، والمواد السمعية والبصرية، وهذه المجموعات الثلاث موجودة باللغة الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية، العربية، الأُوردو، الفارسية، التركية القديمة والحديثة، واجمالي اللغات التي تحتويها مجموعات هذه المكتبة هي 250 لغة ولهجة عالمية، وتشتمل هذه المقتنيات على دراسات ومراجع تفي حاجة الدارسين في مجال الدراسات الإسلامية، فهنالك دراسات قيمة في القرآن الكريم، ونسخ منه مترجمة الى اللغات الأوربية المختلفة، بالإضافة الى دراسات في الفلسفة والطب والشريعة والفقه والحديث والمنطق وقواعد اللغة وتأليف المعجم وعلم الأخلاق واللاهوت وعلم الرياضيات والجبر والتاريخ الطبيعي وعلم الطب البيطري .
وتضم المكتبة نسخاً نادرة من القرآن الكريم مكتوبة وموقعة بخط اليد، وفيها مركزاً للوثائق ومحتوياتها مصنفة بطريقتين تسهل للباحث استعمالها : طريقة سمث للتصنيف والتي تشتمل على جميع محتويات المكتبة حتى عام 1893م، وطريقة تصنيف أوسلر المؤتمري لمحتويات المكتبة منذ عام 1893م .
ترجمات قديمة للقرآن الكريم
تضم المكتبة 970 مجموعة من الدوريات والسلسلات القديمة، التي لم يسبق لها النشر، مثل مقتنيات المجلات الشرقية لحمدان انكلو، والمعلومات الإستنبولية و450 مجموعة من الدوريات النادرة وكذلك العديد من الكتب المطبوعة بالطباعة الحجرية، و168 مجلداً من المخطوطات من بينها ستة مجلدات تعود الى القرن السادس عشر و36 مجلداً من القرن السابع عشر و144 مجلداً من القرن الثامن عشر وهنالك ايضاً ترجمات قديمة للقرآن الكريم، كترجمة Dureqer في باريس تعود للعام 1734، وكذلك نسخة رائعة لأبي الفدا، بالإضافة الى 13 مجلداً للكليشيهات والسبائك، وعدد ضخم من الأختام من البلقان ومن بين اقدم الطباعات الحجرية مجلد احمد الناراجي تحت عنوان ( مناهج الأحكام والأُصول ) طبعت في طهران، ومن بين المقتنيات العربية مجلدات غنية بالنصوص الشيعية و137 نصاً عربياُ في القانون والفلسفة والفقه، واقدم مخطوطة لأحمد الكيالي تعود لعام 1465 اي قبل وفاته ب 29 عام، ومن المخطوطات الأُخرى مجموعة من الأدعية معظمها لعبد القادر الكيلاني .
وتزين رفوف المكتبة ايضاً مجموعة نادرة وقيمة مكتوبة وموقعة بخط اليد واغلبها في حقول الطب كما توجد مخطوطتان تعودان الى القرن السابع والقرن الثامن الهجريين اشهرها مخطوطة الأعشاب للخافقي .
ان العديد من كتب هذه المكتبة هو من تبرع المهتمين والمنظمات الخيرية كمؤسسة روكفلر وقبلها مؤسسة اغاخان والمكتبة مستمرة في اكمال توسعها لفائدة الدارسين في الإسلام والحضارة الإسلامية .
عالية كريم
كتب الموضوع في عام 1999م ونشر في مجلة النور الصادرة في لندن في المملكة المتحدة في حينه .