عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للناقد والأديب الفلسطيني "د. حسين المناصرة" كتاب ( فضاءات الكتابة )، قراءات نقدية في الثقافة والإبداع. يقع الكتاب في 258 صفحة من القطع المتوسط، ويضم خمسين مقالاً نقديًا في الثقافة والإبداع، كُتب معظمها في النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين؛ لتعبر عن رؤى كاتبها تجاه أنساق ثقافية، وإبداعية، ونقدية، ومعرفية...، كاستجابة مباشرة لزمكانية ثقافية أو إبداعية أو إعلامية صاحبت زمكانية نشرها.
على الغلاف الخلفي للكتاب؛ نقرأ للمؤلف:
( في زمكانية الإيجاز، والتكثيف، والحذف، والبياض... تغدو الكلمة الأدبية أو النقدية قيمة ثقافية، وإبداعية، ودلالية، وإيحائية! وحينئذ تتسيّد حكمة "خير الكلام ما قلّ ودلّ"، فتبدو الفراغات من أهم الطرق الموصلة إلى ولادة القراءة الماتعة، انطلاقاً من أنّ المتلقي الحقيقي سيبقى هو الأكثر وعيًا من أي كاتب أو مبدع!. هكذا ولدت خطابات إبداعية مفتوحة وهجينيّة في الثقافة والإبداع، بمسميات: النّص الومضة ، والخاطرة المشعّة، والقصة القصيرة جداً، والقصيدة الدّفقة، وقصيدة النثر، والنُّثيرَة، والقراءة النقدية القصيرة...
نقرأ في الثقافة عن : المؤسسة الثقافية، والمثقف، والمُصَادرة، والحريّة، والصنمية، والتزوير، والسّخرية، والانتقاد، والإعلام، والغرور، والمولود والموءود، والميتم، والهزيمة،والبؤس، والتطبيل، والغزو، والحلم، والمكتبة، والمهرجانية...
ونقرأ في الإبداع عن : فلسطين، والثرثرة، والحداثة، والحياديّة، والمألوف المكثف، والعزلة، والفضاءات الإبداعية، والنصوص المنتظرة، والمقاربات، و"رابش" الكتب، والقارئ، والروابط الفنية، والإبداع، والترجمة، والتشكيل، والتجريب، والذكريات، والطفولة...
لم تعد الكتابة النقدية؛ على أية حال؛ منهجياتٍ معمقة وأبحاثًا أكاديمية ممتدة، وإن كانت ما زالت كذلك في الجامعات! إنها غدت مقالات قصيرة، تواكب "تكنولوجيا" الكلمة، وحراك سرعة العصر الذي لم يعد يتّسع للإسهاب والاستطراد...
من هنا جاءت القراءات النقدية على نحو مقالات أدبية نقدية، على طريقة النقد الجديد، الذي يحرص على أن يعانق لغة الإبداع المكثفة مبنىً ومعنىً؛ وهذا هو شأن مقالات أو قراءات هذا الكتاب. )