فردوسنا الارضي فوق حرارة جهنمية

2008-02-14

فردوسنا الارض فوق حرارة جوفية جهنمية وهنالك الف طريقة لحصاد الطاقة لكنها في بداياتها


الارض التي نعيش عليها ونتحارب على رحابها منذ فجر التاريخ، ارض غامضة علينا، نحن نعيش على أرض حرارتها ملائمة لحياتنا ولولا هذه الدرجات الحرارية لماكنا نستطيع التنفس، ولما كانت هناك حياة على وجه الارض، وهذا ما لم نتصوره نحن. الا ان علماء مافي جوف الارض من حرارة، يقولون ان قلب الارض كالعاشق يلتهب شعيلا ودرجات الحرارية في جوف الارض تبلغ درجات مئوية عالية هائلة تفوق كل تصور وتفصلنا عن هذه الحرارة الهائلة طبقات صخرية عديدة تقينا من شر هذه الحرارة وهي الدرع الذي يقي قشرة الارض من الغليان. الحرارة الجوفية طاقة حرارية مخزونة في باطن الارض تستخدم فعليا حاليا في 24 قطر في العالم، خاصة آيسلندا. ويوضح تقرير من معهد (ماساتشوستس للتكنولوجيا) أن أكثر من مليار دولار سيتم استثماره في هذه الطاقة خلال الـ 15 سنة المقبلة، ويمكن أن تزود هذه الطاقة أكثر من 25 مليون بيت أميركي في عام عام 2050.

 تتولد الحرارة الجوفية من النشاط الإشعاعي الذاتي، الطبيعي للصخور المكونة للقشرة الأرضية، والحرارة الجوفية وهذه، تأتي أيضا بنسب ضعيفة، من المناطق الباطنية للأرض، حيث ترتفع درجات الحرارة وفق الطبقات العازلة من 1000 إلى 4300 درجة مئوية. لهذا فان المياه الساخنة المتدفقة من باطن الأرض تغدو ساخّنة طبيعيا من حرارة باطن الأرض اي مسخنة طبيعية ولها رصيد هائل لا ينضب.

في ميدان الطاقة يعيش الآن العالم في محن اولها محنة التلوث الآخذ بالرقاب، ومحنة نضوب معين النفط المادة التي تسير دواليب الحياة والاقتصاد والانتعاش وهي محنة حياة الانسان الحديث المدمن على استهلاك النفط مع ارتفاع اسعاره بشكل جنوني مما ادى الى ارتفاع هائل في اسعار حاجات الانسان المعيشية، في انتقاله وفي بيته وتربية اطفاله خاصة غذاءه، وفي كل مناحي الحياة. انه عالم يعيش مدمنا على النفط ولو انقطع معين النفط لشلت الحياة على وجه الارض. الطاقة محرك كل آلة ومحرك كل صناعة ومحرك الحياة. انه النفط الاه هذا الزمانن وحيرة هذا الزمان انه طريق واحد اما النفط او الموت.

 الآن يبحث المعنيون عن وسائل اخرى الا انها في بداياتها وليست كافية الآن ولم يحضر لها العالم بعلمه المتدفق لان العالم كان يرقص طربا على متع النفط ورخصها. ويتطلع المخططون المستيقضون متأخرين الاعتماد على وسائل اخرى كزيادة محطات دواليب الهواء واستخدام المرايا الزجاجية لاصطياد طاقة الشمس ومد البحر والهايروجين وغيرها الا انها جميعها في بداياتها ولا يمكن تحقيقها وجعلها البديل للنفط قبل 2020. اما الثقاة فيقولون ما يمكن تحقيقه  (ضئيل جدا ومتأخر جدا Too Little Too Late) فالتلوث متزايد والنفط آيل للنضوب في عالم استيقظت فيه الهند والصين في قفزاتهما الصناعية حيث تزيدان الطين بلة في استهلاكها الهائل للنفط.

نشرت مجلة فوربس الأميركية تقريرا عن مصادر الطاقة المستقبلية فيما بعد عصر النفط، ادرجت صنوفا منها الا ان اغلبها لايزال في اسار تقنقته البدائية منها استغلال الرياح، فقد عرفها الهولنديون عندما ابتكر عبقري منهم طواحين الهواء التي تتولى طحن الحبوب. الواقع ان تقنيات طاقة الرياح تزداد تقدما واستغلالها قائم بنسبة 30% سنويا، وهي من أسرع تقنيات الحصول على الطاقة النظيفة في الاستخدام وهي الارخص في الانتاج من اي من التقنيات الاخرى. وتأتي الشمس في الطليعة في العالم اليوم والمسجل ان 0.1 %من الخلايا الضوئية الكهربائية الشمسية يستخدم الآن، وهي نسبة ضئيلة في عصرنا ذلك لانها مكلفة عند البدء بها، لكنها تأتي حصيلتها بعد زمن. وسينمو استخدام العالم لهذه الطاقة بنسبة 10% خلال الـ 20 الى 35 سنة المقبلة وذلك زمن بعيد خاصة وان ازمة الطاقة قائمة على اشدها، كما ان التلوث في مرحلة حرجة. يبدو ان الحكومات مهتمة بدعم هذه الطاقة لدفع المستخدمين للاخذ بهذه الطريقة وهي في طريقها لزيادة فعالياتها. وهناك الفحم الرملي النظيف وهو ليس نظيفا وهذا ما تحاولة ولاية (البرتا) في كندا، وثمة نزاع قائم بين ولاية البرتا والحكومة الكندية المركزية لدفع الولاية الى استخدام الوسائل غير الملوثة لاستخدام رصيد البرتا الهائل الذي سيباع الى الولايات المتحدة الجائعة للطاقة. يحاول الباحثون التوصل الى طرق تخفض نسب الكاربون في انتاجها، وتمتلك الولايات المتحدة والصين رصيدا هائلا من هذا الفحم الرملي.


من الطاقات النظيفة التي تلوح في الآفاق (غاز الهيدروجين) الذي يمكن استخدامه ليكون وقودا نظيفا للمحركات لأنه من السهل جدا تحويل المحركات لاستخدامه وقودا، الا أن هناك مشكلة واحدة وهي ارتفاع تكلفة فصله من الماء حيث انها الوسيلة الوحيدة لانتاجه، وتعمل العديد من شركات السيارات حول العالم لتطوير طرق أرخص لانتاجه، وتعمل جامعة (تنيسي) الأميركية في مشروع يمكن تنمية عدد ذرات الهيدروجين، ما يعني أن في المستقبل  يمكن ان نزرع وقودا كما نزرع النباتات.

 ومن مصادر المستقبل الساحرة، (الطحالب) صدقوا أو لا تصدقوا، أصبحت الطحالب سلعة غالية الآن بعد أن بدأت العديد من الشركات الصغيرة بالبحث عن فرص تحويلها الى وقود حيوي، بينما تم انتاج الوقود من جميع الكائنات الا أن الطحالب ستكون الأفضل بينها، فهي قادرة على ضخ طاقة مضاعفة بـ 400 أو 500 مرة من تلك التي ينتجها فدان واحد من القمح، ولكن هذا النوع من الطاقة يحتاج الى 20 أو 30 عاما أخرى لكي تتطور صناعته. وهناك من الطاقات (المد البحري) باستغلال قوة امواج البحر التي لا تتوقف. (المد) اي ارتفاع مستوي الامواج في شواطئ البحار ثم (الجزر البحري) اي انحساره، ويحدث هذا في البصرة. وما يفعلونه على شواطئ (فندي) الكندية، استغلال فوة امواج (المد البحري) ثم انحسارها في (الجزر البحري) حيث ترتفع المياه الى ما يزيد على 16 مترا في بعض الشواطئ. والعالم الآن يقظ على استغلال هذه المصادر الكامنه غير المنظورة. الواقع اننا لاندري اننا حين نمشي او نركض نخلق طاقة، انها (الحركة البشرية)، في نادي ليلي في مدينة روتردام الهولندية منصة رقص لتوليد الكهرباء مستغلة حركات الرقص الجنونية التي يمارسها الراقصون مجتمعين، وتسعى وزارة الدفاع الأميركية في ابحاث عن امكانية استخدام الطاقة الحركية للجنود في توليد الكهرباء اللازمة لمعداتهم لتجميعها في بطاريات خاصة للجندي، الا ان هذه المساعي لاتزال في طور البحث والاستقصاء.


والمصدر الذي نتحدث عنه هنا هي (الحرارة الجوفية Geothermy) وهي طاقة حرارية جوفية متواجدة تحت الارض بوفرة لا مثيل لها، وهي حرارة مخزونة تحت سطح الأرض برصيد هائل لا حد له، ولا ينضب كالنفط الذي يهددنا بالنضوب في وقت قريب. والحرارة الجوفية تستغلها الآن 24 دولة، خاصة في آيسلندا. ويوضح تقرير من معهد (ماساتشوستت للتكنولوجيا) أن أكثر من مليار دولار سيتستخم في استثمار هذه الطاقة خلال الـ 15 سنة المقبلة، ويمكن أن تزود هذه الطاقة أكثر من 25 مليون بيت أميركي في عام 2050. المخزون الحراري الأرضي يمكن استغلاله واستثماره عند توفر التقنيات، ولاتزال ألابحاث قائمة التي تتوافر تحت مخازين النفط. أوروبا تتوقع أن يصبح 12٪ إنتاجها في الكهرباء من الحرارة الجوفية في عام 2010 وهي طاقة مجددة من المياه الحارة الجوفية دون تلويث للبيئة ومنها تستخرج الطاقة الكهربائية والحصول على المياه الساخنة للتدفئة شتاء والتبريد صيفا. وحرارة باطن الأرض تقلص كلفة الإنتاج الحراري العام و تخفف نسب انبعاث الغازات المضرة بطبقات الغلاف الجوي للأرض أي الغازات الدفينة وهي عملية لا تتأثر بارتفاع أسعار المحروقات ولا بالعوامل الطبيعية كما أن المياه المستخرجة يعودون ضخها الى باطن الأرض والتي تعود الى حرارتها السابقة بعد مضي سنة من عودتها الى اصلها من حيث اتت. الحرارة المستخرجة للتدفئة تبلغ حدا أقصى 90 درجة مئوية، اما المستغلة في توليد الكهرباء فينبغي ان تكون في حرارة 150 درجة مئوية. المياه الساخنة المستخرجة من باطن الأرض مياه مالحة ولا يمكن استخدامها في غير ذلك ولهذا فان عملية ضخها الى جوف الارض لا يمكن ان يكون عبئا عل البيئة.

في مدينة (مو) الفرنسية البعيدة 60 كيلومترا عن باريس يتواجد مركزٍ لاستغلال المياه الجوفية الدافئة حيث تستخرج المياه الحارة في هذه المحطة الحرارية من عمق 2000 متر في الموقــع مولد كهربائي مساعد بقوة 30 ميغاوات و محطـــة مساعـدة لتسـخين المياه قوتها 70 ميغاوات.عندما تسقط درجات الحرارة تضخ المياه الحارة الجوفية بمولد كهربائي يزيد تسخين المياه ثم تتولى هذه المحطة توفير المياه الحارة لـ 12000 بيت على امتداد ايام السنة وبذلك توفر سنويا مايعادل 8000 طن من الوقود التقليدي وبذلك تكون العملية صديقة للبيئة. في كل مركز استخراج المياه الجوفية الحارة نجد مضختين أساسيتين احداهما لارسال المياه الحارة الى محول يستغل حرارتها ومن ثم يدفعها الى باطن الأرض وتستخدم في عملية الضخ الارضي مواد مخصصة تمنع الصدأ عن الانابيب المعدنية لكون المياه المستخرجة عالية الملوحة. محطة المياه الجوفية الحارة مؤلفة من بئرين، بئر لسحب المياه و بئر لإعادة ضخها الى عمق الأرض.المياه المستخرجة تكون حرارتها عادة ما بين 70 و 75 درجة مئوية. التنقيب عنها مشابه للتنقيب عن النفط. اذا كانت حرارتها تفوق التسعين درجة مئوية فتستعمل لتوليد الطاقة الكهربائية. وفي منطقة باريس وضواحيها المعروفة بـ (جزيرة فرنسا - ايل دو فرنس) العديد من هذه المحطات لاستخراج المياه الحارة من باطن الارض. وهي التي تحافظ على البيئة من التدهور الآخذ في الازدياد. و تخفف عن كل الاسر المصاريف العالية في التدفئة سابقا وتبتعد عن استخدام الوقود الاحفوري كالفحم والنفط. والمعروف ان كل بئر يستمر استغلاله اربعين عاما. فيا لسخاء الارض ظاهرا وباطنا.

 توما شماني - تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved