(المرأة العارية) احدث كتاب سطره خبير علم السلالات (دسموند موريس)، وهو استطلاع متقن لجسم المرأة يعكس جوانبا من البايولوجي اي علم الحيوان. دبج خبير علم السلالات (دسموند موري 38 كتبا منها كتاب (مراقبة الانسان) 1977 و (مراقبة الجسم) 1985 و (كلام الجسم) 1994 و (الحيوان الانسان) 1994 و (جنسا الانسان) 1998 ثم كتب في لغة الجسم ككتاب (سلوك الالفة) في 1971 و (لغة الجسم) 1994 و (المرأة العارية) ثم قريبا (الرجل العاري).

 في (المرأة العارية) ركز على جسم الانثى من قمة رأسها حتى اخمص قدميها.ووضع فصولا مبتدءا بشعر المرأة ثم الشفة، الحاجبان، العينان، الانف، الخدان الشفتان، الفم، الرقبة، الكتفان، الذراعان، اليدان، الثديان، الخصر، البطن، الظهر،  اعضاء التناسل، الردفان، الساقان، ثم القدمان، موضحا كيف تلاءمت جميعها فجذبت الرجال وحملت الاجنة وكيف اعتادت المرأة الدردشة...

 يقول (كل امرأة تملك جسما جميلا) يضيف (جميلة لأنها نهاية رائعة نتيجة مسيرة عبر ملايين السنين)، ربما يكون هذا مدحا او اطراءا من رجل ولكن في واقع الامر ان خبير علم السلالات (دسموند موريس) واحد ممن يساندون الحوائية بحيوية يضيف كان الرجل البدائي مساويا للمرأة، لكن الهه الحب انقلب الى طاغية اذ صار الرجل سيدا (فغرقت المرأة اجتماعيا واصبحت في الاسفل)،  ويعيد دسموند موريس مركز المرأة محتفلا بولادة (الموضوع الاكثر اثارة في العالم وهو المرأة العارية .

في كتاب (المرأة العارية) يتحدث (دسموند موريس) كعالم في علم الحيوان، في فصل شعر المرأة، يقول بانه طويل لان القرود المائية عندما كانت تلد، فان صغارها ليس لهم الا التعلق بشعر الام في السباحة، لهذا تعتبر المرأة بانها بقايا (قردة الام المائية). ويبدا دسموند بداروينية مجددة اذ يقول ان الانسان نجح في العيش بالقياس الى الحيوانات الاخرى لانه اكثر طفولية واكثر شوقا واكثر مودة وان المرأة اكثر تقدما من الرجل لهذا فان الرجال الافاضل يفضلون الشقراوات لانهن عديمات الشعر في الجسم وشفاهن اكثر امتلاء. الواقع ان شفاه المرأة تعتبر مثلا للطفولية التي تطورت الى البلوغ، فالمرأة تملك ضعف ما يملكه الرجل من دهون في اجسامهن والنساء يملكن اصواتا ممائلة للاطفال بل اكثر علوا في رقة ووجوهن وجوه الطفل المتطور ومشيتهن تطورت لاثارة الرجل.

يعلق الكثيرون بان كتاب (المرأة العارية) ليس بالكتاب العلمي، اذ ليس مقورونا بالفوتوغرافات وهو بالاحرى كتاب ملائم للثرثرة حول موائد المقاهي. صرف (دسموند موريس) نصف فصل شعر المرأة قائلا النساء يتعاملن مع شعورهن بطريقة مغايرة لعكس صورتهن الذاتية، لان الشعور القصيرة تعلن صور التحدي اما الشعور الطويلة فتشير الى وفرة في الجنسية والجاذبية. قبل استنباط المقاصيص وادوات التجميل كان شعر المرأة الطويل درعا لها من شمس الاقطار الاستوائية. الشعر الطويل ايضا لحافا لها يدفئها ليلا. تطورت المراة ثم (الرجل) كالطاووس المحلى بالالوان البراقة لهذا فان (دسموند موريس) يقدم جولة في كافة اجزاء جسم المرأة معتمدا مبدأ (دارون) في الانتقاء الجنسي من اجل جذب رفيقها، المرأة تعتمد الجذب الجنسي في حياتها في تحريك الاذن والعين والفم والرقبة والايدي والصدر والخصر وحتى القدم.

في مقارنة الشفاه بين المرأة والرجل نجد ان شفاه النساء اكثر غناً. هذا ما نجده ايضا في القرود اما شفاه الرجال فتصبح اكثر رقة عند البلوغ تماما كما يحدث في القرود ايضاً. كان داروين في كتابه (اصل الانواع) معجبا بذيل الطاوس وبه ابتدع نظرية، بان مشية كافة الانواع من حيوان او انسان تطورت بطريقة الاختيار الطبيعي من اجل البقاء الا انه طورها الى نظرية مقاربة هي (الاختيار الجنسي) للغلبة في اللعبة الجنسية في الانسان، معتمدا ذيل الطاوس لجذب اناث الطواويس نحو ذكور الطواويس لعبة موروثة في الجينات، تعتمد التزويق بالالوان البراقة. في التاريخ كانت النساء يطلين شفاههن بالخضاب. في عصرنا تذهب النساء الى الجراحين لتكبير شفاهن. يعرج الكتاب على الموضع الاكثر اثارة في المرأة (البظر) القطعة الصغيرة التي تعتبر اسخن ما في جسم المرأة، اي مايعادل قمة قضيب الرجل، (البظر) مشحون بـ 8000 من الالياف العصبية جاعلة اياه الاكثر حساسية من اي جزء من جسم المرأة، وظيفته الاولى والاخيرة امتاع المرأة بالاحساس الجنسي، اشار جراح استرالي الى ان البظر اوسع مما هو ظاهر اذ يمتد الى اسفل ليحيط الجهاز التناسلي للمرأة وهو الاقل حساسية من البظر العلوي. يشير الى ان 100 مليون امرأة في اكثر من 20 قطرا يحرمن من حياتهن الطبيعية بقطع هذا الجزء الثمين من اجسامهن.

الكتب التي قرأها خبير علم السلالات (دسموند موريس) استوعبها وتأثر بها في كتاباته، هذه الكتب، كتاب (الطفل الابدي) 2003 لـ (كلايف برومهول) المتخصص في علم الحيوان، الذي درس الحيوان الانسان. كتابة يقدم احسن توضيح في الاختلاف في تفضيلات السلوك الجنسي في الانسان. كما قرأ كتاب (الخداع الالهي) لـ (ريشارد دوكنس) كتاب يظهر بصراحة استحالة التآلف بين العلم وشوارد المؤسسات الدينية. في القصة قرأ كتاب فولتير 1759 في اللاقصة استوعب كتاب (جارلس داروين) واضع نظرية التطور في كتابه (اصل الانواع) 1859 وفي الشعر قرأ كتاب (كلب تحت الجلد) 1935 لـ (اودن و ايشروود) لانه اثار خيال (دسموند موريس) عندما كان يافعا. من الكتب العلمية التي قرأها كتاب (نظرة في سكان العالم اجمع) في محاولة جادة في علم السلالات المقارن مع رسوم توضح الاختلافات في جسم الانسان في مختلف الفصائل الانسانية. ثم كتاب (شارلس داروين) في (التعبيرات العاطفية في الانسان والحيوان) 1872 في محاولة قام بها المؤلف لتحليل لغة الجسم في الانسان مستعينا بالانفعال في الحيوانات الاخرى. ثم كتاب (دراسة الغرائز) 1951 لت (نيكو تنبرجن) الذي علمه موضوع علم الاعراق المقارن. كشف عن كيفية دراسة سلوك الحيوانات بطريقة علمية كمية. الكتاب الذي تأثر به (دسموند موريس) اكثر من اي كتاب آخر كتاب (السلوك الجنسي في الانسان الذكر) 1948 الفه ثلاثة (كنسي) و (بوميروي) و (مارتن) كاول دراسة علمية حديثة رغم قدمه فانه لايزال حيا. عندما كان (دسموند موريس) شابا متخرجا في علم الحيوان اصعقه الكتاب في موضوعه البارع فشجعه على كتابة (القرد العاري). يرشح (دسموند موريس) الشباب دارسي علم الحيوان قراءة كتاب (حلقة الملك سليمان) 1952 ليرشدهم الى طريقة الجلوس لمشاهدة ومراقبة كيف يتصرف الحيوان. في كتاب (القردة العارية) يذكر ان المرأة بالطبيعة اكثر استرسالا بالكلام وهي احسن من الرجل في التعامل مع عدد من المهام في آن واحد وهي اكثر براعة وحذقا في الاداء. بصدد كون الرجال اكثر براعة في العزف على البيانو يقول (لو جعلوا لوحة الايقاع اقل مساحة لبزرت النساء كالرجال براعة في العزف على البيانو).

رغم التشابه بين المرأة والرجل الا ان الخلافات الجسمية بينهما اكثر من نواحي التشابه، كما يختلفان في قوانين التطور فالمرأة مكتنزة بـ 26% من جسمها بالشحم اما الرجل فلايزيد الدهن في جسمه باكثر من 12%. الشعر وضعه (دسموند موريس) في كتابه (المرأة العارية) في الموضع الاول. يتساءلون لماذا يبرز انف المرأة واماذا الشفاه تختلف عن القرود كما يتكور الردفان ويبرزان كما يتكور ايضا الثديان ويبرزان، في وقت نرى بنات عمومتنا من القرود تملك كل واحدة منهن ثديان وردفان متماثلة لكنهن مصغرتان (ميني) .

 الواقع ان (الجسم غامض وعجيب ومعقد) كما يشير كتاب (المرأة العارية). (دسموند موريس) يعرّف بني البشر بانهم (قرود بلا اذناب بعقول ضخمة جدا)، وفي كتابه (المرأة العارية) يدرس جميع اعضاء المرأة تشريحيا ويربطها بوظائفها الفسلجية اي الوظيفية وتطورها كما يربطها بنساء الكثير من الامم. كيف يزوقن انفسهن بهدف جذب اقرانهن او الرجال، المرأة في الغرب فتعنى بجمالها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها. 

الفروق بين المرأة والرجل كثيرة، فالمرأة الوحيدة بين القرود التي يمتد شعرها لاكثر من متر واحد. للشقراوات شعرا ادق يملكن حويصلات شعر اكثر. يقول ان اللواتي يصبغن شعورهن باللون الاشقر انما يرسلن رسالة (ادر نظرك نحوي). اما العيون فهي التي (تسبي العباد) في المرأة، يذكر ان المرأة الشرقية تملك جفونا فريدة تسمي بالانكليزية Epicanthic Fold يفسرها المعجم الطبي بانها (طية من الجلد تنحدر الى اسفل عبر الزاوية الداخلية من العين), ووصف (دسموند موريس) العين في النص الانكليزي بمايلي signal pecking order افسره بالعربية (تسبي العباد).

منذ 5000 ق م كانت المرأة الفرعونية تمارس تجميل العين. اما الانف المعد حياتيا للشم فانه عضو حسي ليس مستغلا. لكن المرأة العمياء تستطيع معرفة رضيعها من الرائحة التي يفرزها جسم الرضيع اما الأب الضرير فينجح في هذه العملية بنسبة 50%. المرأة لها عطرها في انف الرجل. قوام المرأة يثير مشاعر الرجل وعندما تتمخطر تأخذ بشغاف قلبه. (الخصر الى الردف) له نسب ففي المرأة نسبته 0.7 اما الرجال فنسبته 0.9 ومعدل (الخصر الى الردف) في المرأة يعتبر اشارة للخصوبة.

 وضع اليدين على الردفين تعرف بالانكايزية بـ (الاكيمبو) ممارسة يقوم بها الرجل للمرأة بنسبة 77% وهي عملية تأخذ بلب الرجل اما المرأة فلا تقوم بالعملية لاكثر من 14%. الردفان صفة ضرورية للمرأة. اما السيقان فقد اثارت مشاعر الشعراء العرب اذ قال احدهم (لها ابطلا ظبي وساقا نعامة)، الساقان كانا لهما شأن كبير في الاقتصاد العالمي، فعندما حل (الميني جوب) ثم الميني المايكرو اي ارتفاع فساتين المرأة فوق الركبة بخمس بوصات، حدث انتعاش كبير في البورصات والاسواق العالمية. ما ان نزلت الفساتين الى تحت الركبة حتى حلت موجات الكساد العالمي.

.
توما شماني
عضو اتحاد المؤرخين العرب
مرشح جائزة كانكا لليونسكو للامم المتحدة
تورونتو كندا