القمر بحلته البهية قطرات المطر تمسح أوراق الأشجار
من الغبار صمت مطبق يخيم على أحياء القرية
صوت انفجار كبير هز المكان قتلى وجرحى فيما
المجرمون يحدقون مليا في الأفق بعيونهم الملوثة .
2
في سوق الغزل
ذات مرة رأيت حسونا حزينا في قفص، قلت :
لماذا أنت هكذا حزين أيها الحسون ؟ قبل أن يجيب أطلق تغريدة حزينة ومن ثم قال :
ألم ترَ كيف أنا مسجون في هذا الفص الخانق، وأترابي يفرحون ويمرحون في البراري، مطلقين تغريداتهم التي تنعش القلب الحزين ؟
ثم أطلق تغريدة حزينة أخرى وغط في نوم عميق . ثم اتجهت إلى قفص آخر فيه حسونان كانا في فرح واضح سالتهما :
أراكما فرحين هكذا، وأنتما في هذا القفص الخانق، وأضفت رأيت حسونا آخر
في الزاوية الأخرى من السوق ، كان الحزن باديا على عينه وكيانه .
أجابني احدهما : الوحدة الوحدة هي يا سيدي سبب حزن ذلك الصديق وحيداً حزينا في قفصه، أما نحن فاثنان زوجان منسجمان ومتآلفان نعم، سبب حزنه الشديد هو الوحدة وكما تعرف حياة الوحدة شيء لا يطاق، وأن الحياة من دون
رفيق قاتلة هززت راسي ومن ثم مضيت قائلاً :
في سري أنه حسون حكيم بلا شك .
3
اليمامة واللقلق
قرب ساقية في بستان مملوء بمختلف الأشجار المثمرة وغير المثمرة كانت هناك يمامة قتيلة، وأخرى تروي عطشها من ماء الساقية، حط لقلق عند حافة الساقية ليروي عطشه، فجاة سمع صوت هز المكان قالت اليمامة :
انه صوت انفجار أجابها اللقلق وكيف عرفت ؟
الم تعلم ان الوقت مليء بالانفجارات ! وها كما ترى صديقتي اليمامة قد قتلت بسبب انفجار، في الزاوية الأخرى من البستان .
قال اللقلق خائفا :
فلنهرب الى مكان آمن اذن .
طار اللقلق وحط على قبة هناك غفا لبعض الوقت ومن ثم طار محلقا باحثا عن أُنثاه، وطارت اليمامة صوب عشها لتطعم صغارها، ولتبدا يومها الجديد .